]
سلوكيات مطلوبة ـ حق الابناء




أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا نضيع من نعول . و أخبرنا بمسئوليتنا عمن استرعانا الله سبحانه و تعالى فقال فيما قال " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته "

و السؤال الذي يطرح نفسه علينا هل لدينا ـ بعد حب الله و رسوله وبر الوالدين ـ أغلى من أبنائنا ؟

الإجابة بالطبع لا . فكيف نرعى أولادنا و هل لأولادنا حق علينا و هل علينا أن نبر أبنائنا في صغرهم حتى يبادلونا برهم حال كبرنا ـ حيث الضعف و الوهن ـ و ليكون حالنا في رمضان نقطة البداية في تعديل النية و تصحيح المسار في هذا الموضوع الأهم.


لا شك أن توفير متطلبات الحياة بالمال الحلال ـ من مأكل و ملبس و علاج و وسائل العلم و التعليم و التعلم ـ للأبناء واجب على الآباء حتى يعيش أبناؤهم حياة كريمة .

و لكن كما نربى فيهم الأجساد ـ السليمة الخالية من العلل و الأمراض ـ لابد و لا غنى أن نربيهم على قويم القيم و سمح المبادىء لديننا الحنيف دين الوسطية و الاعتدال . نعلمهم منذ صغرهم حب الله سبحانه و تعالى و حب رسوله الكريم و صحابته عليهم جميعاً رضوان الله و نغرس فيهم تعاليم الدين فنأمرهم بالصلاة لسبع حتى إذا وصلت أعمارهم من السنين عشراً كانوا لها مؤدين دون رقيب بل يؤدونها من ذوات أنفسهم مع حرصهم على أوقاتها .

نربيهم على أن يكونوا للكبير موقرين و لمعلميهم مقدرين لهم قدرهم . فلا نربيهم على الضحك على ما يرددونه ـ من كلام غير مقبول قد يصل إلى مسامعهم في غفلة منا ـ بل نعلمهم أن هذا خطأ و لا يجوز ترديده أو تكراره .

نربيهم على الشجاعة و عدم الخوف أو الجبن ـ و أن يتحملوا مسؤلياتهم منذ اللحظة التي نرى فيها أنهم بدءوا يميزون الصواب من الخطأ و الخير من الشر و الحلال من الحرام ـ فإن الجبن و الخوف هما طريق إلى الكذب و الأخير هو الكارثة بعينها حيث تفقد الثقة بين الأب و الأم من جهة و أولادهم من الجهة الأخرى