|
صدرعن دار نشر ( أهل فاس ) للكاتب الصحفي صلاح الطويل كتاب المسرح المنظوم , كتجربة جديدة في كتابة المسرح الزجلي الغنائي بالمغرب للكاتب الصحفي صلاح الطويل .. الذى استلهم مواضيعه من تجربته السابقة في الفن الملتزم الدي عايش مراحل ومحطات من نضالات الشعب المغربي
و الكتاب قام بتقديمه الناقد المسرحي والسينمائي حميد تباتو.. .ووضع تصميمه المبدع الفنوني وديع . اما صورة الغلاف فهي للفنان التشكيلي الإيراني فريدون رسولي .
ومن المنتظر أن يتم توقيع هدا الكتاب ضمن فعاليات الأيام الثقافية التي تنظمها الرابطة المغربية للثقافة والفن بمدينة فاس في دورة عبد الكريم برشيد
وهذا الكتاب يحمل في طيه قرص مدمج للأغاني والمعزوفات التي تخللت هده المسرحية , والتي قام بتلحينها صلاح الطويل, ووضع توزيعها الفنان الموسيقي ومهندس الصوت حسن الجازولي
وفى التقديم للكتاب قال حميد تباتو :
تتميز إبداعات الرفض دوما ببلاغتها الخاصة . لهذا قد يصعب إيجاد معجم ملائم لصياغة توظيف لها . وهذا بالضبط ماينطبق على تقديم مسرحية الفنان صلاح الطويل .الفراجة وشي حاجة .ومايصعب من اقتراح تقديم غير مشوش على العمل هو جمعه بين جنسين إبداعيين يحاولان التعايش داخل النص الواحد هما الغناء والمسرح
قد يسهل النهل من قاموس مألوف للحديث عن المسرح الغنائي . لكن حين يتعلق الإسم بتجربة غنائية في الأصل أرادت لها خلفيات مبدعها أن تنضج أكثر عبر مرتكز التمسرح بغاية صياغة خطاب إدانة لزمن الإنهيار , فالأمر يبدو صعب . وما يصعب علي مسألة تقديم هذا العمل الجديد , هو حميمية ارتباطي بالتجربة الفنية لصلاح الطويل , والتي ساهمت في إشعال حماس مرحلة عشتها للأحلام الحمراء بالفضاءات الجامعية والجمعوية والثقافية والسياسية بمدينة فاس.
لقد أثثت أغنية صلاح الطويل بشكل جميل أيام النضال الطلابي . ووجد فيها الكثير من جيل مرحلته ما سبق نبتة الإلتزام الفني التي غرستها أسماء رائدة في أعماق كل مناصري الفكر اليساري سابقا , أمثال الشيخ إمام ومارسيل خليفة وأحمد قعبور , سعيد المغربي , ناس الغيوان...إلخ . ولسنا بصدد المقارنة هنا . لأنها لاتصح , ولا أحد يقوم بذلك بما في ذلك صلاح الطويل نفسه . لأن الأهم هو توحد الإنتساب إلى مدرسة بدأت في مرحلة ما من تاريخ الغناء والفن عامة , واستمرت عبر تلوينات وأصوات منها صوت صلاح الطويل .مدرسة آمنت بمجانية الفن , وانصهارها كشكل إيديلوجي في العام , وإسهامه المبدئي في التحول المجتمعي , وفي هذا تلتقي الأغنية الملتزمة مع المسرح السياسي الذي أخذ صورا عديدة له , بما في ذلك مسرح التسييس , والمسرح الملحمي , ومسرح المقموعين , وأسماء أخرى تكثف فهما واحدا للممارسة المسرحية , مكونة علاقة اجتماعية
ضمن باقي العلاقات الأخرى , ولها فاعلية في التأثير على المجتمع وآفاقه . وما يعلنه نص صلاح الطويل بشكل واضح هو الإنتساب إلى الفن الموضوعي الذي يعني هويته الحقيقية كشكل تعبيري لا تتحقق موضوعيته فعلا إلا بخدمته لوظائفه التاريخية التي تحتاجها هذه المرحلة أو تلك من تمرحلات تاريخ مجتمع أو شعب
لقد جاء صلاح الطويل من الأحياء السفلى . نبع من صدق البسطاء وأحزانهم . لهذا كان صادقا في الوفاء للمغلوبين حيثما كانوا . وهو ماتعبر عنه مسرحية الفراجة وشي حاجة بامتياز . فالنص يجمع بلاغة أجناس إبداعية عديدة تشكل إبداعا يتميز ببلاغة الدارجة المغربية , وبلاغة المسرح والغناء وبلاغة الزجل , وهذا جد مهم . وما يدعم هذا أكثر هو البلاغة المعتمدة هنا , ليست بغاية تزويق عابر , بل بغاية بناء منطوق يدين أشياء عديدة صنعت زمن الإنهيار الذي سحقنا مثل العولمة السلبية والمديونية والظلم والمسخ والذل والخضوع والتنكر لهويتنا المغربية , وفي هوامش جنوب القارةالإنسانية , حيث يركع المقهورون استجابة للآلة الجهنمية المشتعلة بهيمنة مراكز القرارات العالمية هناك , وتسلط الحاكم هنا , وتسليم عبيد الأرض بهذا كقدر لا يرتفع
الفراجة وشي حاجة , نص يجمع أولويات المسرح والغناء , ويدعم ذلك بتمركزات السخرية والإلتزام , لامتحان قدرة الذات المبدعة على تطويع التجربة السابقة لتقبل بالتجاوز مع المسرح بغاية بناء تعبيرية الرفض والإدانة لأزمنة الإنهيار
قد لاترقى مسرحية الفراجة وشي حاجة بصيغة النص أو العرض إلى الإكتمال المثالي . إلا أن الأساسي هو أن تحضر في زمننا دعما لجبهة أمل تبنيها أسماء أخرى , ويبنيها البسطاء من أبناء الشعب في هوامش المغرب العميق . ذلك الذي لم يكن من قيمه يوما البحث عن ماهو مطلق في مثاليته
|
|