سنة 2008 م سيشهد 3 أعوام هجرية
--------------------------------------------------------------------------------
في سابقة نادرة الحدوث .. 2008 يشهد 3 أعوام هجرية
ـ طارق راشد من الرياض - 29/05/1428هـ
ها قد بدأنا نقلب أوراق روزنامة جديدة للعام الميلادي 2007. وما هي إلا فترة وجيزة حتى ينتهي عام هجري آخر ويبدأ عام جديد.. أليس هذا وقتاً مناسباً إذن للتساؤل حول أسرار التقويم الهجري والميلادي، وكيف ولد وكيف تطور.
يبدو أن العام المقبل ألا وهو2008 سيكون عاما كبيسا، وفق بعض الباحثين، بحسب النظام المذكور عدته 366 يوما وسيكون مطلعه يوم الثلاثاء. أما انصرامه فيوم الأربعاء وعليه لا يتوقع أحد عاما كهذا مطلعه بالثلاثاء و انصرامه بالأربعاء إلا بعد مرور (27) عاما أي ليس قبل عام 2028.
والغريب في عام 2008 أنه سيشهد ثلاث سنوات هجرية خلاله، حيث يبدأ يوم الثلاثاء 1 يناير 2008 الموافق 22 ذوالحجة 1428هـ، في حين يبدأ العام الهجري 1429 يوم الخميس الموافق 10 (كانون الثاني) يناير 2008، بينما سيحل العام 1430 يوم الإثنين الموافق 29 (كانون الأول) ديسمبر 2007. وبالتالي سنشهد ثلاثة أعوام هجرية متتابعة خلال العام المقبل.
هنالك، كما نعرف جميعاً، أربعة أشهر في السنة الميلادية تعد أيامها ثلاثين يوماً هي أيلول ونيسان وحزيران وتشرين الثاني. أما الأشهر التي تضم واحداً وثلاثين يوماً فهي سبعة أشهر. ويبقى إذن شهر واحد هو شباط الذي تقتصر أيامه على ثمانية وعشرين يوماً وإن كان هذا العدد يزداد ليصبح تسعة وعشرين يوماً في السنوات الكبيسة التي تحل كل أربع سنوات. فكيف توصل العالم لهذا النظام التقويمي، وهل كان كذلك منذ البداية؟ قصة طويلة لعب أدوارها أشهر قمرية، وسنوات شمسية وشارك في حبك فصولها قيصر روماني, وأحد بابوات الفاتيكان. فما هي تفاصيل هذه القصة ومتى وكيف تطورت؟
قصة التقويم الهجري ظل المسلمون يسمون السنوات بأسماء مختلفة على نحو ما تقدم ذكره في خلافة أبي بكر، وسنوات من خلافة عمر، فنسمع عن عام الطاعون؛ أي طاعون عمواس، وعام الرمادة، إلا أننا نجد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب رسالة من أبي موسى الأشعري عامله على البصرة يقول فيها، إنه تأتينا من أمير المؤمنين كتب، فلا ندري على أيٍّ نعمل، وقد قرأنا كتابًا محله شعبان، فلا ندري أهو الذي نحن فيه أم الماضي. عندها جمع عمر أكابر الصحابة للتداول في هذا الأمر، وكان ذلك في يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة من عام 17هـ. وانتهوا إلى ضرورة اختيار مبدأ للتأريخ الإسلامي. وتباينت الآراء، فمنهم من رأى الأخذ بمولد النبي، ومنهم من رأى البدء ببعثته، ومنهم من رأى العمل بتقويم الفرس أو الروم. لكن الرأي استقر في نهاية المطاف على الأخذ برأي علي بن أبي طالب الذي أشار بجعل مبدئه من لدن هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، وكذلك برأي عثمان بن عفان الذي أشار إلى أن يكون المحرم هو مبتدأ التاريخ الإسلامي لأنه كان بدايةً للسنة في التقويم العربي من قَبل الإسلام.
التقويم الروماني ينسب هذا التقويم إلى رومْيولس مؤسس مدينة روما، وبدأ في 1 نيسان (أبريل) سنة 753 (قبل الميلاد)، ثم عُدِّل هذا التقويم سنة 425 رومانية، وصارت أسماء شهوره: مارس، أبريل، مايو، يونية، كونتيلس، سكستيلس، سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر، يناير، فبراير. وكان عدد أيام كل شهر منها 29- 30 يوماً على التناوب، أي أن عدد أيام السنة 354 يوماً. ولذلك فلقد أمر نوما ثاني ملوك روما أن يضاف كل سنتين شهر طوله 22 و 23 يوماً على التناوب.
التقويم الميلادي اقترح الراهب ديونيس إكسيجيوس عام 1285 رومانية (أي بعد 532 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام) أن يكون ميلاد السيد المسيح مبدأ للتاريخ. ولما كان هذا الميلاد، كما يرى ديونيس، عام 754 رومانية، عدّ أول يناير عام 754 مبدأ للتاريخ الميلادي، وكان ذلك يوم السبت. ينتج عن ذلك أن التاريخ الروماني يزيد على التاريخ الميلادي 753 سنة. التقويم الجريجوري أمر البابا الثالث عشر (جريجور) برصد الاعتدال الربيعي سنة 1582م فوجده في 11 مارس، وهذا يعني أن هناك تراكم خطأ قدره عشرة أيام حصل ما بين عامي 325م و1582م سببه أن السنة بحسب التقويم "اليولياني" هي 365.25 يوماً في حين أن السنة الشمسية الوسطى هي 365.242216 يوماً، فالأولى تزيد على الثانية 11 دقيقة و14 ثانية. ولإصلاح هذا الخطأ تم تعديل تاريخ يوم الجمعة 5 أكتوبر عام 1582م ليصبح 15 أكتوبر من العام نفسه، كما تقرر عدّ السنين المئوية بسيطة ما لم تكن قابلة للقسمة على 400 فتبقى كبيسة. وعلى هذا فإن الأعوام 1500-1700-1800 بسيطة في التقويم الجريجوري وتبقى الأعوام 1600-2000-2400 كبيسة. ومع هذا الإصلاح فإنه مازال هناك خطأ يقدر بيوم واحد كل 3300 سنة. ويطلق على التقويم الجريجوري التقويم الغربي، وهو المتبع لدى الطوائف الغربية.
جريدة الاقتصادية
__________________