| لورنس العرب .... ودوره في تدمير خط الحجازي الحديدي |
لقد خبر ربنا خبر اليهود الذين ( يخربون بيوتهم ) فجئنا نحن نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي الكافرين لماذا ؟ لأن إبليس وسوس لنا بأن نطمس آية ( انما المؤمنون اخوة ) ( ولا يقدر أحد ان يطمس آية من كتاب رب العباد ) وأن نضع مكانها ( وأستغفر الله مما أقول ) آية ليست من كتاب الله هي : إنما العرب إخوة , لا أخوة إلا أخوة العروبة ! وسخر لذلك أقلام قوم من أهلنا ( وليسوا في الحقيقة من أهلنا لأنهم (( عمل غير صالح )) ) فدعوا إلي رباط القومية بدلا من رباط الإيمان وأعانهم علي ذلك قوم سوء من الترك يبرأ منهم المؤمنون من الاتراك ....
هم الاتحاديون الذين نسوا أن دولة آل عثمان إنما قامت بالإسلام , والإسلام هو الذي نقل ملوكها من بدو رعاة لا يعرفون إلا القتل والقتال شأن الذئاب في الغاب فجعلهم – لما اعتنقوه – سادة القارات الثلاث وحكام الدولة التي كانت ثالثة الدولتين الكبريين : دولة بني أمية ودولة بني العباس .
وقام ناس منا منهم من كان طاهر القلب صافي النيه ماريد إلا دفع أذي هؤلاء ( الاتحاديين ) حين أرادوا محو ذكر العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وبعث النبي منهم وكانت القبلة في أرضهم والحج في ديارهم وأرادوا تتريك العناصر غير العثمانية ومنهم من وجدها فرصه للنيل من الاسلام وشق عصا أهله وإحياء الدعوة إلي العصبيه المفرقه فيهم , وأكثر هؤلاء من غير المسلمين كزريق وعفلق . ومنهم نفر من المسلمين بالاسم ولكنهم كانوا أشد من الكفار حماسة في هذه الدعوة الباطلة واندفاعا في تأييدها كساطع الحصري ...
وتحرك شياطين الإنس الذين كانوا هم واليهود مصدر كل بليه وكانوا رأس حربه الاستعمار فبعثوا واحدا من أبالستهم اسمه لورنس ليقود الغافلين المخدوعين كما يقود الأشرار المعادين إلي تخريب الخط الحجازي فاشترك في هذا الإثم الفريقان يؤمهم هذا الشيطان .
وكلما قرأت في مذكراته التي اسمها ( أعمده الحكمة السبعة ) ( وقبحها الله من حكمة أعمدتها سبعة بعدد أبواب جهنم ) كلما قرأت أخبار نسف الخط وقتل الوليد الجميل الذي لم يتجاوز عمره عشر سنين وحراسه وموظفيه من الأتراك المسلمين إخواننا في الدين كلما قرأتها وذكرتها أحس الألم يحز في قلبي وأري الدمع يقطر من عيني ...
ذكريات الطنطاوي .
____________________
الصورة : توماس إدوارد لورنس ,, ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب ( عليه من الله ما يستحق ) ...
* ع *
See Translation
تاريخنا الاسلامي