شؤون ثقا فية
الاثنين 18/12/2006
فادية مصارع
في مجتمع تقوده تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اصبح من الضرورة بمكان , جسر الهوة الرقمية بين دولنا العربية النامية والدول المتقدمة, ولأجل هذا الغرض بادرت المنظمة العربية للثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو في القاهرة,
الى التعاقد مع فريق من المبرمجين واللغويين لتصميم وتنفيذ تطبيق مفتوح المصدر لنظام حاسوبي للاشتقاق والتصريف للغة العربية على هامش اجتماعها المصغر في مقر مجمع اللغة العربية, الثورة التقت ممثل المنظمة ومنسق المشروع د. امين القلق: * باعتبارك ممثلا للمنظمة العربية للثقافة والعلوم حبذا لو اعطيتنا فكرة عن الجهود التي تقوم بها المنظمة من اجل الرقي بمجتمع المعلومات?
** المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم, هي احدى المنظمات المتخصصة التي انشأتها جامعة الدول العربية وتعنى بتطوير الانشطة المتعلقة بمجالات التربية والثقافة والعلوم على المستوى الاقليمي والقومي.
وفي خضم التحولات العالمية في جميع الميادين المعرفية والتقانية, وبروز ظاهرة العولمة وطغيان دينامية ثورة المعلومات والابتكارات التكنولوجية اصبح التحدي الرئيسي الذي يواجه الامة العربية هو تضييق الفجوة التي تزداد اتساعاً نتيجة لتداخلاتها المعرفية مع الفجرة الرقمية وما المشروع الذي نقوم بتنفيذه إلا محاولة لردم هذه الهوة.
* المشروع عبارة عن هندسة للغة العربية ما الهدف العام له ?
** بناء نظام حاسوبي ذي برامج مفتوحة المصدر يستطيع اشتقاق الافعال والاسماء والمصادر وتصريفها انطلاقا من جذورها الثلاثية او الرباعية واعتماداً على قوانين النحو والصرف, وعلى المعجم الحاسوبي الخاص بهذا النظام .
* كيف ستتم هندسة اللغة?
** من الوجهة اللغوية يؤدي هذا النظام مهمتين اساسيتين هما :
1-اشتقاق ( اي توليد) الافعال المجردة اضافة الى تحديد ابوابها التصريفية, وما يدل على لزومها وتعديتها و نوعها من جهة الصحة والاعتلال والهمز والتضعيف, ثم الافعال المزيدة تحديد أوزانها الصرفية.
الاسماء المشتقة, اسم الفاعل ومبالغته واسم المفعول واسما الزمان والمكان , واسماء الآلة والتفضيل, والصفات المشبهة, ثم المصادر القياسية للافعال الثلاثية المزيدة والرباعية المجردة والمزيدة, ثم تصريف الافعال الثلاثية والرباعية, المجردة والمزيدة عند اسنادها الى جمع الضمائر ( المتكلم, والمخاطب و الغائب).
والاسماء المشتقة والمصادر مفردة ومثناة ومجموعة,وذلك في جميع حالاتها الاعرابية ( الرفع النصب والجر) .
* ما هي اهم المميزات البرمجية للمشروع?
** استقلالية المعجم الحاسوبي عن البرنامج, ثم امكانية تعديله ( اضافة او حذفاً او تغييراً) وتطوير البرنامج لربطه بمستويات اخرى من معالجة اللغة العربية بالحاسوب, وقابلية عمل النظام في اي نظام تشغيل.
* كم سيستغرق تنفيذه?
** تسعة اشهر بدءاً من تاريخ توقيع العقد
* وما الجهات المستفيدة منه?
** اولها مراكز البحث العلمي المعنية بمعالجة اللغة العربية بالحاسوب ووزارات التربية في الاقطار العربية, وشركات البرمجة العربية والاجنبية المهتمة بتطوير المعالجة الحاسوبية للعربية ومجامع اللغة العربية في الوطن العربي .
وهنا أود ان اشير الى انه يمكن وضع النظام في اشهر موقع للبرامج المفتوحة على شبكة الانترنيت لتحقيق نشر فعال له, وتمكين المستخدمين من ارسال تعليقاتهم وردود افعالهم المتعلقة باستعماله.
ضرورة فرضها عصر المعلوماتية
اما أ.مروان البواب مستشار المعلوماتية في هيئة البحوث والمكلف باعداد المعجم الحاسوبي فيرى اننا تأخرنا في اعداده فما يتوفر بين ايدينا من امهات المعاجم العربية على اقراص متراصة, او على الانترنيت ليست معاجم حاسوبية, وانما هي نسخ الكترونية ليس فيها من خصائص المعجم الحاسوبي الا النصوص وعمليات بحث بدائية, وبين أ. البواب ان جيلنا المحروم نعمة السليقة اللغوية السليمة, الغارق في بيئة ملوثة لغوياً, احوج ما يكون الى معجم حاسوبي يعرفه استعمال الكلمات استعمالا صحيحاً ينبهه الى استعمالها الخاطئ ويبين له ما يتعلق بها من وسائل لغوية وصرفية ودلالية اذ تحتوي على معطيات وجداول تفيد في جمع ما تفرق, وتقريب ما تباعد, وهذه الطريقة لا يمكن اعتمادها في المعجمات المطبوعة لأن طباعة الجدول عند كل مفردة من مفرداته يزيد من حجم المعجم اضعافاً مضاعفة, وطباعته مرة واحدة والاحالة عليه, ترهق الباحث في الرجوع الى الموضع المحدد مرات عديدة, اما الجدول في المعجم الحاسوبي فيخزن مرة واحدة, فلا زيادة ولا ا حالة بل كل شيء في متناول اليد, فهو يلبي حاجة المتعلمين وغير المتعلمين والمختصين وغير المختصين كما يحتوي على عدد من معاجم اللغة العربية القديمة والحديثة كالقاموس واللسان والتاج والمعجم الوسيط وغيرها ورغم ذلك كله نبقى مقصرين لدى ادنى مقارنة بين ما وصلت اليه صناعة المعاجم في اللغات العالمية وواقع معاجمنا العربية الورقية منها والالكترونية.
شامل وواف ودقيق
المعجم الحاسوبي كما بين المكلف باعداده الاستاذ البواب يجب ان يكون شاملاً ووافياً كما ينبغي ان تكون الجهود المبذولة لاعداده موجهة نحو الجانب اللغوي فيه, فالتقدم الهائل في التقانات كفيل بتسهيل العمل وتيسيره لتحقيق معجم حاسوبي متطور , اذا ما توفرت المادة اللغوية الدقيقة والمتكاملة ثم ان حسم اوجه الخلاف بين المعاجم من اهم النقاط التي يجب ان تراعى عند اعداد اي معجم حاسوبي, لأن طبيعته تفرض علينا ان ندخل اليه معطيات كاملة التوصيف من جهة ودقيقة التحديد من جهة اخرى وان يستغرق المعجم جميع مواد العربية ويضمن كل ما دخلها واكتسب خصائصها ووزن بأوزانها مثال:
الكلمات التي اقرتها مجامع اللغة العربية نحو : بستر, وكهرب وقولب وغيرها . وكذلك شرح المفردات والشواهد والامثلة التي وردت في المعاجم القديمة والحديثة اضافة الى امثلة من روائع البيان مما ورد في كتب الادب, حتى يقف القارئ على الاستعمال الفصيح لها ويعاين وجوهها المختلفة