مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السابعة)
مصطفى إنشاصي
بعد أن كتبت الحلقة الماضية عما أحدثته حركة مارتن لوثر التخريبية من تغييرات في المجتمعات الغربية على أن أكمل الحديث عنها في هذه الحلقة وحلقات أخرى، تذكرت حوار شيق وممتع بيني وبين صديق عن بعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة لدى كتابنا عن الحركة الصهيونية وعلاقتها بالغرب وأمور أخرى ذات علاقة بالشأن الفلسطيني، وجزء مهم منها بل هو الأهم له علاقة بحديثنا عن حركة لوثر والمذهب البروتستانتي وما أحدثه من انقلاب في الغرب لصالح اليهود، وله علاقة بفلسفة الإحساس بالمنطق التي نحاول من خلالها أن يدرك كل مسلم وعربي وحر العلاقة الوثيقة بين القدس والأقصى وتسخير اليهود للعالم لتحقيق مشروعهم اليهودي الخاص وليس المشروع الغربي، لذلك العدو الصهيوني لا يبالي بمطالب حلفائه الغربيين والأمريكان خاصة؟! وقد سبق لي أن نشرت ذلك الحوار في حلقات في صحيفة "متابعات فلسطينية"، التي تصدر عن مكتب الإخوة في حماس باليمن عام 2004 أو 2005 تقريباً، وقد كان يجمع بيننا تعاون إعلامي في تلك الفترة، رأيت في نشرها هنا استكمالاً لموضوع حديثنا قد يكون فيها فائدة أكثر، خاصة وهي ذات علاقة وطيدة بالموضوع.
الحركة الصهيونية ..؟!!
الأسبوع الماضي كنت أنا وصديق قديم حاصل الآن على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع نتجاذب أطراف الحديث حول موضوعات متعددة عن الحركة الوطنية الفلسطينية وتاريخها، إلى الحركة الإسلامية في فلسطين وما أحدثته في الواقع الفلسطيني من تغيرات على صعيد الواقع الاجتماعي الفلسطيني والروح النضالية والجهادية في حياة الناس، ثم انتقل الحديث إلى الحركة الصهيونية التي هي بداية ونهاية الحديث عن كيان العدو الصهيوني وحقيقة هوية المشروع الصهيوني بمجموعه، وقد كان رأي: للأسف أن المشكلة التي أوجدت هذا الإرباك في تحديد هوية عدو الأمة المركزي، ترجع إلى ثلاثة أسباب:
* الأول: أن معظم الكتاب الكرام في وطننا الذين كتبوا وشكلوا لنا تصوراتنا عن الحركة الصهيونية، قد انطلقوا من مسلمات وُضِعت مسبقاً قبل بدء الدراسة والبحث لمعرفة الحركة الصهيونية، في غالبها تم نقلها عن رؤى وتحليلات غربية وقد تكون يهودية في أصلها، أرادت أن توصل لنا رؤية محدودة عن الحركة الصهيونية وقادتها، وتتمحور حول:
أن الحركة الصهيونية هي حركة علمانية، وهي نتاج الثقافة الاحتلالية الغربية التي سادت الغرب في القرن التاسع عشر، وأنها ليست مشروعاً يهودياً، ولكنها مشروع غربي احتلالي، استغل قادتها العلمانيين الدين اليهودي لتسخير اليهود لخدمة المحتل الغربي.
* الثاني: بحكم أن كُتّابنا في معظمهم علمانيين يفصلون بين الدين والسياسة والعلم، ويريدون أن يقيموا مجتمعات حديثة على أسس غير دينية بل في كثير من الأوقات تخالف قيم ومعايير مجتمعنا نفسه التي أصولها دينية، وصادقون في ذلك عند تعاملهم مع الإسلام، ويرون في اليهودية أنها (دين) مع تحفظنا على اعتبارها ديناً سماوياً (بعد تحريفها) وليست جنسية، وأن شعارهم الذي يرفعونه هو الدين لله والوطن للجميع.
وأن جميع أبناء الوطن بغض النظر عن دينهم متساوون في الحقوق والواجبات، وأن اليهودي في أي مكان في العالم هو يهودي ديناً وابن البلد الذي يعيش فيه عرقاً وجنسية، لم يتصوروا بأي حال من الأحوال أن تكون اليهودية كدين جنسية بالنسبة لليهود. وأشهر الذين يدافعون عن هذه الفكرة الخاطئة الأستاذ الدكتور (عبد الوهاب المسيري). لذلك هم قبلوا (بالقومية اليهودية) التي هي (الدين اليهودي) في أصلها على أنها قومية علمانية، ورفضوها (أمة دينية) في الوقت الذي لا ينطبق عليها أي مفهوم من مفاهيم القومية العلمانية. ويبرروا الجوهر الديني اليهودي في الصهيونية بأن الصهاينة استغلوا الدين اليهودي من أجل تسخير اليهود لمشروعهم الذي هو في حقيقة أمره مشروع غربي؟!.
* الثالث: إن الاختلاف وتباين المنطلقات الأيديولوجية والمشارب الفكرية عند الكتاب في وطننا أدى إلى الاختلاف في فهم حقيقة هوية الحركة الصهيونية.
- فمنهم من اعتبرها حركة رجعية علمانية الظاهر دينية المضمون والمحتوى، الهدف منها ضرب البيوريتاريا (العمال والفلاحين) والثورة الأممية خدمة للإمبريالية الغربية والبرجوازية والرأسمالية العالمية.
- ومنهم من اعتبرها حركة علمانية (استعمارية) .. الخ، وأداة في يد الغرب لضرب الحركة القومية العربية وإفشال مشروع الوحدة للأمة العربية، لاستمرار هيمنة الغرب على مقدرات وطننا وثرواته وأنها نتاج الثقافة الغربية.
- ومنهم من رأى فيها التقاء مشروعين مستقلين التقيا على هدف مشترك، أو تقاطعت مصالحهما عند نقطة معينة هي الأمة والوطن الإسلامي فتم التحالف بينهما. ومن هؤلاء من يرى أن التحالف قائم على أسس سياسية بحته، وآخرين يرون أنه قائم على أسس دينية، والبعض يرى أن التحالف يجمع ما بين الديني والسياسي.
ذلك التعدد في المنطلقات الفكرية والأيديولوجية هو الذي أوجد التباين في الرؤى، والخلط وسوء الفهم عند أبناء الأمة الذين ينقلون عن هؤلاء الكتاب، دون أن يميزوا بين رؤية وأخرى، فتأتي كتاباتهم متناقضة ولا تحمل رؤية، فهي تارة تجدها تستخدم مصطلحات الإمبريالية والرجعية، وتارة تحمل مصطلحات التحالف المشترك وأنها أداة ومشروع (استعماري ) غربي، .. وتارة .. دون تحديد فهم واحد. وذلك ما يثير مزيداً من الإرباك.
التجرد والحيادية
علق صديقي الدكتور على حديثي عن الموضوعية والحيادية والتجرد، بقوله بالنسبة لهذه النقطة، هناك رأيان:
* الأول: أن التجرد والحيادية شرط ضروري للباحث عندما يتناول دراسة أو بحث أي موضوع، حفاظاً على الموضوعية والأمانة العلمية للنتائج التي سيتوصل إليها.
* الثاني: أنه ليس شرطاً أن يتجرد الباحث من خلفياته الأيديولوجية والفكرية عند بحث أو دراسة أي موضوع، لأن الإنسان بطبعه يتأثر أو يتمسك بمنطلقاته الفكرية أو الإيديولوجية ويصعب على البعض التجرد منها. واستطرد قائلاً: وإن كان التجرد والحيادية هما الأفضل.
قلت له: هذا كلام جميل. بالنسبة للرأي الثاني أنا أرى وآخذ به عندما يكون الحديث عن موضوعات وقضايا ذات علاقة بالبعد الذاتي في الصراع، لأنه هنا يجب أن يغلب على الإنسان روح الانتماء لقومه ووطنه وقضاياهما المصرية، وألا يتجرد من مشاعره وأحاسيسه وميوله التي غالباً ما تخضع لعقيدته أو أيديولوجيته أو خلفيته الفكرية والثقافية. لذلك كثيراً ما اعترض في كتاباتي على من يطالبوننا بأن نكون محايدين في استخدام المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالمقاومة والانتفاضة والصراع مع الغرب والعدو الصهيوني. لأن ذلك يعني خيانة لأمانة الكلمة والدفاع عن حقوقنا الوطنية والقومية والإسلامية، في مرحلة يغلب عليها طابع محاولة الغرب فرض مفاهيمه ومصطلحاته لكل قيم الحياة والصراع علينا، ويطالبنا بتبنيها باسم الحيادية والموضوعية والتجرد.
أما بالنسبة للرأي الأول، فهذا ما آخذه على كتابنا ومفكرينا عندما يتحدثون عن الحركة الصهيونية وكيان العدو الصهيوني أو اليهودية كدين و(القومية اليهودية) كقومية علمانية، فهم للأسف بدل أن يتجردوا من خلفياتهم الأيديولوجية والفكرية ويكونوا حياديين ويسموا الأشياء أو النتائج بمسمياتها الحقيقية، أسقطوا مفاهيمهم الأيديولوجية التي يؤمنون بها والتي تحتم عليهم أن يفصلوا بين رؤاهم السياسية ودينهم على اليهودية والحركة الصهيونية، وكانوا عندما يصطدمون بالجوهر الديني للحركة الصهيونية وحقيقة الهوية الدينية لها يجتهدون في إيجاد مبررات تتفق ورؤيتهم لليهودية كدين والصهيونية كحركة علمانية لا علاقة لها بالدين، فلا يجدوا غير:
أن الصهاينة استغلوا الدين لتحريك يهود العالم خلفهم خدمة للمشروع الغربي؟! وهكذا يصبح هذا التفسير غير موضوعي، ولا علمي، ولا حيادي، وليته كان لصالحنا؟!
وأضفت: أن أحد مفكرينا الأجلاء (البروفيسور عبد الوهاب المسيري) الذي نحترم ما قدمه من إنتاج علمي، وما جمعه عن الصهيونية واليهودية من كم هائل من المعلومات والأحداث التاريخية، يتحدث عن الأسباب التي دفعته للاهتمام بالصهيونية؟ فيرجع ذلك إلى سؤاله لصديقة يهودية كانت تدرس معه في أمريكا عن جنسيتها؟ فأجابته: يهودية! فاندهش! وقال لها: اليهودية دين وليست جنسية. فقالت له أنت لا تعرف شيء عن اليهودية! (هذا جاء على لسانه في حوار أجراه معه موقع محيط الالكتروني).
وبدل أن ينطلق من حيث يفهم اليهودي يهوديته ويبحث وينتج لنا رؤية أكثر موضوعية من الرؤية التي قدمها، للأسف انطلق من حيث رؤيته وفهمه هو لليهودية كدين وليس جنسية، ظناً منه أن اليهود مثل العلمانيين عندنا لا يتذكرون الدين وعلاقته بالسياسة أو الحرب إلا عند الحاجة. وبنى اجتهاداته في تفسير البعد الديني لدى اليهود الصهاينة بحسب الأيديولوجية التي يحملها لحظة كتابته، فهوعندما كان شيوعياً ماركسياً كان يرى الحركة الصعيةنية: أنها حركة دينية في مضمونها وجوهرها تقوم على الغيبيات والأساطير الدينية على الرغم من الإطار العلماني الذي هو قشرة خارجية! وعندما تحول عن الاتجاه الشيوعي الماركسي وبقي في إطار الفكر العلماني اصبحت الحركة الصهيونية في نظره: أصبحت قراءته للصهيونية على أنها مشروع (استعماري) استغل الدين لخدمة الغرب المحتل لوطننا! ولكنه عندما تحول إلى الاتجاه الإسلامي، كنا ننتظر منه أن يقدم لنا رؤية وقراءة جديدة للحركة الصهيونية كما فعل الآخرين، إلا أننا لم نلمس أي تغيير في رؤيته وقراءته الأخيرة نهائياً. وقد وقع كثير من إخواننا في الحركة الإسلامية ممن لم يتيسر لهم القراءة المستقلة للحركة الصهيونية في تبني رؤيته، في الوقت الذي يرفعون فيه عنوان للصراع أنه (صراع ديني - حضاري).
الكيانية الفلسطينية
فرد صديقي الدكتور معلقاً على موضوع الحيادية والتجرد -بأن قص على تجربته الشخصية مع التجرد والحيادية عندما بدأ الإعداد لكتابة رسالته للدكتوراه، التي كانت عن تاريخ الحركة الوطنية والإسلامية في فلسطين. وقبل أن يبدأ سرد تجربته، قال بألم: لو كنت أعلم قبل انتمائي للثورة الفلسطينية وتضييع كم سنة من عمري ما علمته عندما بدأت البحث لكتابة رسالتي للدكتوراه ما كنت انتميت لها!.
وواصل حديثه.. يا رجل أنا قبل أن أبدأ الكتابة قضيت سنتين في القراءة لكل ما كُتب منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، في المجلات والصحف الفلسطينية كم هائل من الكتابات والمعلومات، لقد خلصت إلى نتيجة مفادها:
إنه بالرغم من كل ما قدمته الثورة الفلسطينية من ملاحم بطولية وجهد سياسي، وما قدمته الجماهير الفلسطينية من تضحيات، إلا أنها لم تكن ناضجة النضج الكافي لاستثمار ذلك ولا استثمار الأحداث التي كثيراً ما كانت لصالح هدف التحرير وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني.
وشاركته الرأي بمداخلة: بأن قيادة منظمة التحرير كانت دائماً تستعجل قطف الثمرة، فتقدم على التنازل على أمل أن يستجيب الطرف الآخر، أو أن يكون للأنظمة العربية موقف حازم رداً على عدم استجابة الطرف الآخر، ولكن كان كل ذلك بدون فائدة، وكان يراكم نتائج سلبية ترتد على مستقبل القضية، ولأن القيادة الفلسطينية كانت لا تمتلك إستراتيجية واضحة المعالم لتحرير فلسطين، ولأنها كانت تفتقد إلى التجربة الناضجة سابقاً قبل الانطلاقة، ولأن الأنظمة العربية من خطابها التعبوي الثوري والتقدمي لم تكن جادة في ذلك الخطاب، وكانت تعلم حدودها جيداً وتدرك قواعد اللعبة.. الخ. كل ذلك أجهض تجربة الثورة الفلسطينية، وحكم عليها بالفشل مسبقاً.
ثم عاد لمواصلة حديثه .. لكن هذا لا يعني أن الثورة الفلسطينية لم تكن لها إيجابيات أو لم تحقق أي إنجازات؛ بالعكس: لقد كان الشعب الفلسطيني قبل الثورة يسير باتجاه الاندثار والضياع، يسير إلى الانعدام، لقد كان الشتات الفلسطيني في طريقه لينتهي إلى كم عددي هنا وهناك، يضعف ارتباطه بوطنه يوماً بعد يوم وتباعد المسافات بينه وبين بعضه البعض على جميع الأصعدة، والأنظمة العربية تعمل على تغييب الوعي الجمعي الفلسطيني وارتباطه بأرضه، وتواصله كشعب واحد له قضية، تحت شعارات قومية وأممية متعددة.
لقد كانت القضية والكيانية الفلسطينية برمتها مهددة بالاندثار والضياع، مما كان سيسهل تصفية القضية برمتها من عقود، فكان من أعظم انجازات الثورة الفلسطينية هو الحفاظ على الكيانية الفلسطينية المستقبلية، بل قل: إنها أعادت تشكيل هذه الكيانية من العدم، لقد جعلت كل فلسطيني في أي مكان في العالم يشعر بانتمائه إلى الشعب الفلسطيني إلى الكيان الفلسطيني، وأن الشتات لم يلغي هذا الكيان، وأصبح كل فلسطيني يشعر أن عليه واجب بصورة أو أخرى، عليه أن يؤديه تجاه شعبه الذي هو جزء منه، يكفي هذا الإنجاز للثورة.
واستدرك قائلاً: خلاصة ما أريد قوله عن التجرد والحيادية أنني لو كنت تأثرت بصدمتي الأولى عندما قرأت وبموقفي الشخصي بعد تجربتي النضالية وعكست ذلك على تجربة الثورة الفلسطينية كنت سحقتها، ولكنني تجردت تماماً من كل مشاعري ومواقفي وخلفياتي الفكرية وكنت حيادي تماماً في كتابتي للرسالة، لدرجة أذهلت الأساتذة المشرفين عليها وهم يتساءلون: ما هو تجاهي الفكري؟ هل هو إسلامي، يساري، وطني؟... الخ. وختم بالقول: لا تطلب من جميع الكتاب أن يكونوا كذلك. ذلك صعب خاصة إذا كانوا يحملون فكراً وأيدلوجية مخالفة لما يكتشفونه في الصهاينة.
قلت معقباً: لا أختلف معك كثيراً في ذلك ودعني أضيف نقطة مهمة هنا؛ ولأن الحياة والعمل في أي أمة أو مجتمع هو تكاملي بين جميع أفراد المجتمع، نجد أنه في الوقت الذي عملت فيه الثورة الفلسطينية على الحفاظ على الكيانية السياسية والنضالية لمجموع الشتات الفلسطيني وأهملت أو تجاهلت البعد الديني في الصراع، أو دور الدين في الحافظ على ترابط المجتمع الفلسطيني وشده إلى بعضه البعض، ودوره في التعبئة الثورية والجهادية للجماهير الفلسطينية، كانت الحركة الإسلامية الفلسطينية سواء في الأراضي المحتلة عام 1967م أو في الشتات وخاصة في الأراضي المحتلة تقوم بذلك الدور، لتحافظ على البناء الاجتماعي والأخلاق الإسلامية في المجتمع، وتقوم بدور التعبئة الدينية للجماهير في مواجهة عمليات الهدم والتدمير والإفساد للمجتمع والأخلاق التي يقوم بها العدو الصهيوني، حتى إذا ما قاربت التجربة الوطنية على استنفاد دورها، قامت هي بإكمال ذلك الدور ومساعدة الحركة الوطنية التي وقعت تحت الضغوط العربية والدولية وكادت تضيع إنجازاتها العظيمة، لتستعيد التقاط أنفاسها وتعود للمواصلة إلى جانب شقيقتها الحركة الإسلامية.
وأضيف اليوم: للأسف أن استعجال الإخوة في حماس على قطف الثمار، وفقدانهم للرؤية والتجربة النضالية الناضجة كسابقيهم، والصراع على الكرسي وشرعية التمثيل الفلسطيني، أضاع كل ما تم إنجازه وما كان يجب أن يتم إنجازه بعد تلك التضحيات العظيمة من الجماهير الفلسطينية والأمة في سنوات ثورة/انتفاضة الأقصى! بل - ونقولها بمرارة - أنهم مزقوا وحدتنا الاجتماعية الفلسطينية وزرعوا في واقعنا قيم وممارسة سياسية لم يعهدها مجتمعنا الفلسطيني في تاريخه على قدر ما حدث فيه من خلافات سياسية.