وصية للحياة
قال لابنته وهو يدفع لها مصروفها المعتاد: يا ابنتي، لا تشتري إلا ما أنت بحاجة ماسّة إليه، وإذا اشتريت ما تريدين فابحثي عن الأسواق التي يباع فيها الجيّد الرخيص... واحسبي الفرق بين سعر ما كنت سوف تشترينه من الأسواق الغالية وسعره في الأسواق الشعبية .. وتصدقي به لمن وقع في حاجة.
هذا ما قاله رجل الأعمال الكبير فارس العطّار الذي رحل في أواخر رمضان الفائت على أسف من أهله وأصدقائه ومعارفه وأحبائه الذين عرفوا منه آراء سديدة تنفع، وفكراً للحياة نيّراً، وتوجيهات صائبة أفاد بها كل من حوله . ولهذا فقد فقد هؤلاء فيه ركناً ركيناً من أسلوب عيش يقتدي به الناجحون.
عاش فارس العطار حياة مملوءة بالعمل حافلة بالعطاء، تحلى فيها بعقلية التاجر الدمشقي الأصيل الذي يقدم للوطن محبة وخيراً، كان قنصل بلاده الفخري في كندا فقدم صورة صادقة عنها وخدمها هناك خدمة طيبة حتى استحق وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.. ناله عن جدارة، فلم يزده ذلك رفعة.. وإنما ارتفع الوطن بأمثاله.. رحمك الله يا أحد فرسان سورية العظيمة التي كنت أحد أبنائها البررة في مثال يحتذى للفارس الذي ترجّل.
كتبه نزار أباظة
http://www.facebook.com/D.NizarAbaza