. فقط أسطورة يابانية ... ...
( كان عمله أن يحطم الصخور .. عمل شاق، وإرهاق متواصل، وأجر ضئيل. وتنهد هامسا :
" لو كنت غنيا ... لاسترحت في محفة يحملها رجلان .. ستائرها من حرير أحمر ".
ومن السماء هبط ملاك يقول : " ليكن يا رجل ما تريد ". وإذا به غني يسترخي على محفة ناعمة، ستائرها من حرير أحمر، ومر الملك في موكب عظيم .. أمامه الفرسان، ومن خلفه .. وفوق رأسه مظلة موشاة بالذهب .. وتمنى الغني – وهو نائم – لو أن فوق رأسه مظلة كهذه .. وتنهد هامسا :
" لو كنت ملكا ". ومن السماء هبط ملاك وقال: " ليكن يا رجل ما تريد ". وإذا بهي ملك .. أمامه الفرسان، ومن خلفه، وفوق رأسه مظلة موشاة بالذهب.
والشمس كانت خارقة، متعالية، بعيدة، لكنها .. تحرق الأعشاب. وامتلأ قلب الملك حسدا، وتمنى لو أن له قوة الشمس، وتنهد هامسا : " لو كنت شمسا " ومن السماء هبط ملاك يقول :
" ليكن يا ملك ما تريد" وإذا به شمس تلهب الأرض بأشعتها، وتحرق الأعشاب، ووجوه الملوك.
تجمعت أمام الشمس سحابة خنقت منها الحرارة والضوء .. فتملك الشمس حقد مرير، وقالت لنفسها :
" هذه السحابة أقوى مني" ثم تنهدت هامسة : " لو كنت سحابة " .
ومن السماء هبط ملاك يقول :
" ليكن يا شمس ما تريدين " . فإذا بها سحابة تتجمع أمام الشمس .. فتخنق فيها الحرارة والضوء ..
وتحولت السحابة إلى قطرات .. وفاضت الأنهار، وعلا فيها الماء، واندفع مكتسحا كل شيء: الأرض والزرع، والأشجار.. إلا صخرة ظلت صامدة في وجه التيار..
وامتلأ قلب الأمواج حقدا، وصاحت : " هذه الصخرة عنيدة جعلت من قوتي ضعفا .. آه لو كنت صخرة".
ومن السماء هبط ملاك يقول :
" ليكن يا أمواج ما تريدين ". وإذا بها صخرة، لا تخشى لهيب الشمس، ولا تدفق الأمواج.
وأتى رجل على كتفه فأس، فحطم بفأسه الصخرة، وفتت صلابتها، وأحست الصخرة تحت ضرباته القوية بضآلتها وضعفها.
فتنهدت هامسة : " آه .. لو كنت رجلا "
ومن السماء هبط ملاك يقول :
" ليكن يا صخرة ما تريدين " .
وإذا بها رجل .. ! رجل عمله أن يحطم الصخور .. عمل شاق .. إرهاق متواصل .. وأجر ضئيل!
س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبارطورية سيدي الكتاب