ادعاء الجنون والتصرفات الغريبة كحماية من الحكومات والناس بعضها لا إراديآ!
الفكرة_ هؤلاء لايخافون لسان الناس بأنتقادهم أو الحكومات لتطبيق القانون عليهم أو يكون التصرف لاأرادي حقيقة الأنسان تصرفاته غريبة الأطوار أو ذكاء منع لحماية نفسه يدعي الجنون والمرض النفسي يقوم بما نتمنى أن نقوم به لولا خشيتنا العاقبة الرسمية والشعبية لمخالفتنا التقاليد والأعراف وربما القانون!
أبدأ بمثال شاهدته بالثمانينات من القرن الماضي كان جيران أقاربي بمدينة المنصور غرب بغداد محامي مشهور ولكنه أتهم من نظام صدام بمعارضته لكونه توكل للدفاع عن بعض السياسيين المعارضين أنذاك و لدرجة أدعى الجنون وتصرف بغرابة وشاهدته يغسل جسده عاريآ في حديقة المنزل تحت خرطوم أنبوب الماء علنآ دون حياء وكان السياج الخارجي ليس مرتفعآ والباب مشبك والجيران والمارة يشاهدونه , وكان جيرانه الممثل المرحوم ( هاني هاني) وزوجته زهرة الربيعي , والناس يعلمون أنه يريد أن ينجو من نظام صدام لقساوته ولمنع السفر على العراقيين بسبب الحرب مع أيران وألا لهرب وسافر للخارج !بينما الرجل اليوم محامي مشهور ويزاول عمله بشكل طبيعي , والبعض يتصرفون لا اراديآ الا أننا نعتبر أنفسنا طبيعيون وانهم حالة غريبة وشاذة بينما لهم يحقق ذاتيتهم ودون خوف مما نخاف نحن منه ربما لجهلهم بما نعلم وبالعراق كثرة الحروب التي مرت والأنتفاضات والممارسات المسلحة الشعبية وثورات جماعات ضد حكومات وطوائف واشتباكات أدت الى كسر حاجز الخوف عند الكثيرون بعد أنهيار القانون وخاصة بعد الأحتلال الأمريكي وخصوصية العراق أنه يسير وفق الفتوى الدينية والتقاليد والأعراف العشائرية جعله يتصرف هكذا بفوضوية من عهد نظام صدام كان المذهب الأسلامي الشيعي يسمح بكسر القانون وحتى سرقة أو الحصول على منافع منها دون المساس بشخص لأنه الحاكم يعتبر ظالم ويمنع الحقوق عن الناس ومسايرته لعبور المرحلة أو ما يسمى ( التقية) أي اتقاء شر الظالم و واليوم أنعكست الظاهرة حيث يحكم الأغلبية الشيعية والكردية تصرف العرب السنة اليوم بنفس المنهج مع الحكومة كمعينة من الأحتلال وطائفية نفس الحجج تقريبآ!
وأحترام آداب التعامل بين الناس والتقاليد هي محددات بين كل المجتمع بمختلف طوائفه وقومياته وأديانه وحتى بين رجال وشخصيات السياسة والحكم فأننا لا نجد رئيس الجمهورية يستقبل أحد ضيوفه في غرفة نومه أو في صالة المعيشة بالبيت وهو خارج من الحمام ويضع على جسده منشفة الحمام , والمشاهير بعضهم يصل به الحد للتعالي على الأختلاط بالناس لدرجة ان انيشتاين لم ينزل رأسه للحلاق لقص شعره فطال شعره لدرجة كبيرة , حتى أعتبر علاقته بمعادلاته ونظرياته أسمى من العلاقة بالناس !يعني العلاقة بين العمل الفذ والسلوك قد تشمل الكل بأنه لديه تصرفات غريبة لم ينتبه لها ولم يلحظها الأخرون !ونجد أشهر عالم كيمياء بالعالم بالغرب كان يتناول طعامه على حافة شباك من الحائط ولم يراعي الأتكيت والتقاليد وحتى أنه وضع درج سلم في بيته خاص به ثاني يستخدمه لكي لا يلتقي بالخدم ولا الزوار لعائلته !لنع يعتقد هو أدنى من البعض في نواحي من الحياة وأسمى وأعظم بنواحي أخرى وليحافظ على هالته يعتزل الأختلاط لكي لا يراقب تصرفه ويقال عنه شاذ بجانب معين أو خالف تقاليد أو أعراف!لأنه مكتشف نظريات وعلم من أعلام العلم!
نجد مجموعة من طلاب جامعة يعتبرون المدرس غريب الأطوار لأنه يدرسهم الأحصاء ويسجل كل حركة ومعلومة ويبوبها ويفهرسها ويحصي كل شيء حوله بشكل نعتبره مبالغ فيه لكنه يعتبره عمله وتخصصه ويجب أن يثبته للأستفادة منه وكان يدون عدد مرات تثاؤب الطلاب والتفاتاتهم أثناء المحاضرة واخيرآ اهتدى لنظرية التناسق في تواز القوى العالم (فرنسيس جالتون) وفكرته أن مايبدو لك تصرف أحمق من شخص هو يعتبره ويعلله بأنه مجرد فضول شديد!
بينما يروى عن عالم الرياضيات الشهير من 12رجل فهموا نظريات انشتاين وكان يلبس البد لة السوداء والقميص الأبيض طيلة أيام السنة ويصفونه بانه قصير القامة صغير الحجم وصوته ناعم ولا يلبس الحزام مع البنطلون أبدى لأعتقاده بعدم فائدته و يذهب لمناطق الصطياف على ساحل البحر في فصل الخريف والشتاء لكي لا يلتقي بالعامة من الناس وتكون الأسعار مناسبة , ويعتقد أن الأطفال أكثر تعلمى من الكبار لذلك استخدم نظرية واسلوب بالتعليم منفرد بالعالم حيث يبدأ معهم من المسائل الصعبة وينزل الى قواعد الرياضيات بالعكس , وأتذكر من روايات الخدمة العسكرية بالعراق المكلفية والأحتياط بالحرب مع أيران والكويت والخليج يقول نائب ضابط يعمل مخابر على الأتصالات السلكية انه كان بمكتب قائد عراقي كبير ويحول له المكالمات فكان معه على الخط قائد اكبر من القيادة العليا من بغداد هو أبن اخ نائب صدام ( الدوري) وقال له – أين القائد فلان ! فأجابه بخطوط القتال الأمامية سيدي أبلغني وأنا أبلغه و فأجابه اصمت ياحمار أبن الحمار .. أنا أتكلم معك .. من أنت ! يقول فقلت له أنا الرفيق فلان ومناضل وكذا .. يقول من حينها ولتصرفه هذا وكنت متحمس لخدمة الوطن والجيش تقدمت بطلب الأحالة للتقاعد لأسباب صحية وعجز كاذب ودفعت الرشاوي المالية وهربت من الجيش كمتقاعد بأحتيال بسبب تصرف أحمق وغريب الأطوار لهذا القائد , الذي لم يجسن احترام الآخرين , وخاصة مقاتل يخدمه , وعليه هناك طبقات تتعالى على أخوانها بالمجتمع وخاصة بالعراق كانت طبقة الضباط العسكريين لأنهم جاؤا من واقع من قاعدة المجتمع الفقير المعدوم وتعجبوا لأنتقالهم لعالم الأغنياء والثروة والرفاهية بأمتيازات الحروب !
الصحفي العراقي ياس خضير العلي
مركز ياس العلي للاعلام_صحافة المستقل