2012/6/10
تنفيس بوك
بقلم ثامر سباعنه
(الإنترنت عالم افتراضي أخطأ بعض الشباب في فهمه، حيث تحول في حياتهم إلى عالم حقيقي.. بل أضحى عالمهم الأول ( قد يكون السبب هو الهروب من الواقع الصعب الذي يحياه كثير من الشباب في عالمنا العربي ، او قد يكون الهدف لدى البعض هو ان يعيش حلمه في عالم من الوهم ، فتجده يبدع في النصائح او المواعظ التي يجهل هو نفسه معناها لكن في عالم الــ Copy and paste ( النسخ واللصق) اصبح كل شيء ممكن ، فيبحر الشاب في عالم الانترنت ليجد ما يعجبه ويقوم بنسخه ولصقه في عالمه الوهمي المبني على صفحات التواصل الاجتماعي ، وتكمن مشكله اخرى في الطرف المقابل الذي يتلقى كل ما ينشر بتسليم كامل بمصداقية الناشر .
والمواطن العربي الذي اعتاد على الظلم والكبت وجد في الفيس بوك تنفيس بوك ينفس فيه عن ما يعانيه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وتجد بعض الشخوص الذين تناقضت بل وتعاكست تماما شخصيتهم الحقيقية عن الشخصية المرسومة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وكأن هذا الإنسان يبحث عن ما ينقصه حقيقة ليرسمه خيالا في العالم الافتراضي .
لا ننكر الدور الايجابي لمواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على ادارة الربيع العربي والعديد من الحملات الوطنية والشعبية والانسانيه التي تخدم البشريه، فالعدد الكبير جدا من الأشخاص المشتركين في هذه الشبكات وتنوع البلاد والاعراق والاجناس جعل هنالك سهولة بالتواصل والتنوع الفكري والثقافي ، بالاضافه الى سهولة الحصول على المعلومة والخبر والصورة ، مع انه هنالك اشكاليه في دقه بعض المعلومات والاخبار إذ لا يوجد أي رقيب او متابع يقوم بتنقيح وتعديل الاخبار والمعلومات المغلوطه المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي ، بالاضافه الى إشكاليه الانفتاح اللامحدود بين الجنسين الذكر والأنثى عبر هذه الشبكات ، الامر الذي ادى لدخول ثقافات غريبه ومرفوضه في مجتمعاتنا العربية المسلمه ، فتواصل الشاب مع الفتاه من خلف شاشات الكمبيوتر ازال الحياء والخوف من داخل نفوسهم بحجة ان الطرف الأخر لايرى ولا يسمع ولا يتكلم انما يتحدث من خلال الاحرف الكي بورديه ( لوحة الكي بورد) ، البنت الشرقيه المعروف عنها الالتزام والعفه المأخوذه من شريعتنا الاسلامية وكذلك الشاب العربي الذي تربى على قيم الدين الحنيف اصبحوا الان امام عالم واسع بكل ما فيه من مغريات ، وزينت المعصية وباتت أسهل وبأشكال ووسائل وحجج مختلفه.
بالاضافه الى استغلال الغرب والاحتلال الاسرائيلي مواقع التواصل الاجتماعي من اجل اسقاط الشباب العربي واستغلاله في خدمة مشاريع الاحتلال المختلفه، وهنا تكثر القصص والوسائل التي تعرض لها الشباب من اجل اسقاطهم في شباك مخابرات العدو ، والاصل هنا التوعيه الامنية العامه للشباب العربي من اجل اخذ الحيطه والحذر في عالم الانترنت الواسع واللامحدود.
ان المطلوب هو الضبط السليم والواعي طبعا النابع من ديننا و قيمنا واخلاقنا ، لا الرجوع لقوانين تضعها الانظمة كي تخدم هذه الانظمة فقط دون الاهتمام بواقعنا الشبابي العربي، واعتقد ان لمشايخنا وعلمائنا دور مهم وحيوي في تسخير هذه المواقع لخدمة الشباب العربي وقضايا الامه واشغالهم .



--