أصدقائي :
انطفأت صباح يوم الثلاثاء 6 / 2 / 2018 شعلةٌ مضيئةٌ كانت تتلألأ مشعَّةً في عالم الفكر والثقافة والأدب .
انطفأت شعلةٌ كانت تحمل كل معاني الأدب الراقي والأخلاق السامية بشخصية صاحبها .
أستاذ رياض . . .
كان حضورك أدباً وكلامك حِكَماً وصمتك بلاغةً ونظراتك شعرا .
رحمك الله أيها الغالي الفريد .
أنعى إليكم بأسى بالغ وحزن عميق صديقي العزيز الأستاذ رياض تقي الدين .
صديقي الأستاذ رياض :
ما كان أكثر ما كنت تسدي لي النصائح وكنت أستمع إليك بشغف .
ما كان أكثر ما كنت تمدُّني بمعلومات غنية عن الشعر الصوفي وأشعار الصوفيين وكنت أستفيد منها جداً .
كم كانت محاضراتك عن الحلاج وسواه ممتعة جداً ، وكم كان أسلوبك باهراً .
كم كنتُ أستمع إليك بشغف بالغ .
كم كنتَ تنصحني بوسائل ناجحة تساعدني في شفاء ابني شاكرمن مرض التوحد .
كم كانت ملاحظاتك دقيقة ، وكم كنت تتأنى وتتأنق في اختيار ألفاظك اللطيفة لكي لا تجرح أحداً .
كنتَ بحراً زاخراً ؛ علماً وفناً وفلسفةً وأدبا .
منذ أسبوع واحد اتصلت بك فأجبتني بلهجتك التي تحمل بحَّة مرحِّبة محبَّبة ( أهلين أستاذ ) .
سألتك هل أنت بخير . . . فقلت لي : لا والله ما لي بخير .
سألتك هل أنت تتحسَّن . . . فقلت لي : لا والله أنا لا أتحسن .
واليوم تناهى إلينا نبأ رحيلك عنا .
رحلتَ باكراً يا أستاذ رياض .
قصَّرنا معك كثيراً فسامحنا .
اليوم ليس لنا إلا إن ندعو لك بالرحمة والغفران .
نبكيك وتشاركنا البكاء أزقة دمشق وحاراتها وقببها وأروقتها . . . تلك الآثار القديمة التي طالما حدثتنا عنها فكانت جزءاً منك وكنتَ جزءاً منها .
أودِّعك يا صديقي على أمل اللقاء بك . . . فمِثْلُك لا يُنسى ومُثُلُكَ لا تزول .
رحمك الله يا أستاذ رياض تقي الدين . . .
لقد كنت أستاذا حقاً .
أدام الله عليك ضحكتك الساحرة في الدار الآخرة .