منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    علوم سياسية، محاضر جامعي الصورة الرمزية عبد الستار قاسم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    257

    حقوق معلمي فلسطين

    حقوق معلمي فلسطين
    بروفيسور عبد الستار قاسم
    22/تشرين ثاني/2013

    حقوق معلمي فلسطين سيرة تعيش معنا منذ سنوات طويلة، ومنذ أيام الإدارة الصهيونية. إضراب المعلمين وحقوق المعلمين حاضرة في حركة الشارع الفلسطيني، ولا يبدو أن هناك جدية في وضع حد لهذه الحركة لكي تستقر. السياسة التعلمية في بلادنا تجبر المعلمين على اتخاذ خطوات هم لا يريدونها، وأصحاب العلاقة لا يبدون الاهتمام الكافي لحل المشاكل.
    هناك قاعدة أساسية يجب أن نحترمها جميعا وهي أنه إذا كان المعلم محترما ويشعر في داخله أنه مطمئن ومستقر فإن الجيل الذي يتعلم على يد هذا المعلم سيكون صحيا من الناحية النفسية وقادرا على العطاء مستقبلا. وإذا كان المعلم مهموما، فإن الهم ينتشر في أوصال الجيل لتغوص البلاد في فشل عميق. هذه قاعدة لم يحترمها الاحتلال الصهيوني لأن احترامها ليس في مصلحته، وهي أيضا غير محترمة من قبل السلطة الفلسطينية لأن احترامها ليس في مصلحتها أيضا. سلطة من هذا القبيل لا يناسبها أناس محترمون وجيل واع غيور على أمته ووطنه، ولا نتوقع أنها ستأخذ إجراءات جدية لكي تلتزم ببناء الوطن وإقامة الدولة المستقلة.

    هناك عدد من النقاط لا بد من إبرازها بخصوص المعلمين:
    1- هناك من يدعي أن السلطة لا تملك أموالا، وبالتالي على المعلمين أن يصبروا كما يصبر غيرهم. هذا كذب. السلطة تهدر الأموال وتبذرها، وتستهتر بثروات الشعب الفلسطيني سواء المتأتية من العمل الداخلي أو عن طرق التسول والمعونات. هناك آلاف مؤلفة من الأشخاص الذين يحصلون على مرتبات عالية دون تقديم خدمة للشعب الفلسطيني، وهناك نفقات وترف وتبذير لا يقبله عقل. إذا قامت السلطة الفلسطينية بخطوات الترشيد، وخففت الأعباء عن الشعب الفلسطيني، فإن الكثير من الأموال سيكون بالمقدور توفيرها. فمثلا: لماذا تحصل الفصائل الفلسطينية على أموال من السلطة الفلسطينية؟ ولماذا هناك مرتبات عالية جدا لقادة الأجهزة الأمنية وغيرهم من المدراء؟ لماذا هناك أكثر من 400 شخص يتقاضون رواتب وزراء؟ لماذا هناك كل هذه السيارات الرسمية التي تكلف الشعب يوميا حوالي 200000 دينار؟ وهناك لماذا كثيرة، وكلها تتعلق بنفقات تضر ولا تنفع.
    2- من المفروض مضاعفة راتب المعلم إذا كنا نحن الشعب نسعى إلى تحقيق استقرار حياة المعلم ونطمئن إلى أنه سيكرس جهوده لبناء جيل عظيم قادر على إنقاذ الوطن.
    3- الوقفة الشعبية مع المعلمين ضعيفة، والمفروض أن قضية المعلمين قضية جماهيرية لأنها تمس أبناءنا مباشرة. نحن لن ننجح إذا عزلنا أنفسنا عن القضايا العامة، وأدرنا ظهورنا لحقوق الآخرين. المفروض أن نقف مع كل صاحب حق إذا كان لنا تحقيق تماسك اجتماعي وتكافل وتضامن يحمينا جميعا من الغزاة والطغاة والبغاة.
    4- الملعم الفلسطيني مثقل أيضا بالكم الهائل من التعليمات التي تتدفق عليه من التربية والتعليم. هنا تربويون في التربية والتعليم يظنون أن الفكر التربوي الغربي ممتاز ويمكن تطبيقه بنجاح في فلسطين، وهم كما يبدو يعبدون التعاليم الغربية التربوية. وقد وصل الحد بهذه التعليمات إلى إضعاف المدرس كثيرا امام الطالب بخاصة الطالب الأزعر الذي يجد لنفسه حماية سياسية وغطاء مسلحا. المدرس مهان جدا تحت سلطة السلطة الفلسطينية، وكرامته تنتهك باستمرار، وعلى السلطة الفلسطينية أن تعيد التفكير بكل أوامرها التربوية ليعود للمعلم كيانه المحترم، ولنعيد للمعلم هيبته.
    5- الأجهزة الأمنية تتدخل في المدارس، وهناك محاولات لتجنيد مدرسين لمراقبة مدرسين آخرين. هناك فئوية في التعيينات، والأجهزة الأمنية تقوم بمسح أمني لكل شخص مرشح للتعليم. هذا فجور وإساءة عظيمة للعملية التعليمية. المعلم يحصل على موقعه بفضل كفاءته، وليس لأنه فتح أو حماس، أو لأنه مع أوسلو أو ضد أوسلو. هناك أعمال مشينة ومخزية يتم اقترافها بحق شعبنا، وبحق الذين ينشئون الأجيال. المفروض أن تخرج الأجهزة الأمنية من المدارس، وألا تتدخل في التعيينات والتوظيف. هذا الأسلوب العربي المقيت في السيطرة السياسية والحزبية على المدارس ممجوج، ويشكل خيانة لله والوطن والشعب. وإذا كان مسؤول التربية والتعليم صاحب تربية وتعليم فعليه أن يتوقف عن التعاون مع الأجهزة الأمنية من زاوية التعيينات والتوظيف، وأن يعتمد كفاءة المرشح للتدريس فقط.
    6- كما نرجو من المعلمين ألا يركزوا على الراتب فقط، فقضايا الاحترام مهمة جدا، ومن الأولى أن نضعها في رأس المطالب.
    7- بصورة عامة نحن بحاجة إلى ثورة على الذات، والأمور لن تستقيم إن لم نقومها نحن بأيدينا. التغيير ملح، وكلما تأخر نصبح أكثر قربا من صراع داخلي ندفع ثمنه جميعا. وهؤلاء المساطيل الذين لا يريدون سماع أصوات الناس إنما يقامرون بمستقبل الوطن والموطنين.

  2. #2
    علوم سياسية، محاضر جامعي الصورة الرمزية عبد الستار قاسم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    257
    سماسرة الوطن أعداء المعلم وأعداء الطالب
    بروفيسور عبد الستار قاسم
    23/تشرين ثاني/2013

    هل من الممكن تصديق شخص يخون أمه؟ وهل من الممكن أن يؤتمن شخص يفتح أبواب وطنه للبغاة والغزاة على مصالح الناس؟ وهل من الممكن أن يوفر من يعمل على توفير الأمن للعدو الأمن لمواطنيه؟ وهل من الممكن أن يصلح شخص فاسد أحوال الناس؟ وهل يبحث الفاسد عن الطريق القويم؟

    ربما هناك في فلسطين من يظن أن سماسرة الأوطان، والفاسدين والاستبداديين سينصفون المعلم والطالب، وسيعملون على الرقي بالعلم والتعليم والارتقاء بالناس أجمعين. فاقد الشيء لا يعطيه، ومن دأب على التخريب لا يمكن أن يقبل طريق الإصلاح. الفاسد لا يرتع إلا في أجواء الفساد، والخبيث لا يمكن إلا أن يتواجد في أماكن الخبث والعفن. التعليم والرقي بمستوى الطالب والمعلم يهددان الفاسدين. الملعلم المطمئن الجيد ينقل الأخلاق الراقية للطالب، ويعلمه الحقيقة، ويساعده في فهم مجريات الأمور، وينقل إليه العقل النقدي والتحليلي. هذا بحد ذاته يشكل خطرا على الفساد والفاسدين وسماسرة الأوطان. المعلم الجيد يشكل خطرا كبيرا على المتآمرين والكاذبين والمنافقين والمتحالفين مع الأعداء، ودائما يبقى مستهدفا من كل القوى التي تعادي الوطن والمواطن من أجل تحطيمه. المعلم الجيد هو المستقبل، وهو الذي يصنع الأجيال التي تحمل أدوات الإنتاج وترفع الراية عاليا بعزة وكرامة.

    الفاسدون المفسدون السماسرة لا يريدون كرامة أو عزة، وإنما يبحثون عن الشهوة ولديهم الاستعداد لبيع أنفسهم وأوطانهم ومواطنيهم من أجل بطونهم وفروجهم، ولن يتسع صدرهم لمعلم جيد أو لطالب ناضج قادر على التحليل واستيعاب العلاقات المختلفة التي يقيمها السياسيون المتآمرون. ولهذا يجب أن يبقى المعلم مشغولا بهمومه المعيشية واليومية حتى لا يقوى على أداء رسالته بأمانة وإخلاص. الذين يحرمون المعلم يتسلون ويتلهون بالناس، ويصرون على إبقاء المعلم تحت الضغط حتى لا يقع عليهم الضغط مستقبلا. مسؤولون فلسطينيون كثر نصبوا أنفسهم متطوعين في خدمة الأعداء، وقرروا العمل بجد واجتهاد من أجل تحطيم الشعب الفلسطيني وتدميره، ونحن الآن نسمع أخبارهم، ويتحدث الشارع دائما بسوء صنيعهم والمشين من أعمالهم. وإذا كان هناك من يظن أن هؤلاء سيعملون على تحقيق الأمن والاطمئنان للمواطن بخاصة المعلمين فإن عليه مراجعة ما يراه على الأرض. نحن ننظر إلى أعالهم وليس إلى أقوالهم.

    والسؤال الأخير: هل تسمح لهم إسرائيل باتخاذ سياسات تعيد للإنسان الفلسطيني كرامته؟ طبعا لا. هم لن يحاولوا أصلا لأن وجودهم مرتبط بالتزامهم بمصالح إسرائيل.
    وماذا علينا أن نفعل؟ علينا أن ندافع عن أنفسنا وعن حقوقنا وكرامتنا. وإن لم نقم بالفعل بالأصالة فإن أحدا في هذا العالم لن يقوم به نيابة عنا.

المواضيع المتشابهه

  1. نكبة فلسطين وأخلاق سلطات فلسطين الحاكمة/ مصطفى إبراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-04-2016, 05:28 AM
  2. فلسطين يا جرحي أنا....في زمن أدارج حقوق الإنسان
    بواسطة وفاء الزاغة في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-03-2012, 07:27 AM
  3. اهداء الى ( تسونامي فلسطين ) / لشاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 06:45 AM
  4. هل يوجد بين أيدي معلمي العربيّة امتحان مزوّر؟ في برنامج أوراق
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-18-2010, 03:58 AM
  5. طيور فلسطين اول كتاب عن الطيور في ارض فلسطين للباحث سيمون عوض
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-18-2010, 11:08 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •