ذاكرة زرقاء
مدن الانتظار و الرحيل
1/2/2014
في صباح أترك فيه دفء السرير لأعبر الحدود متجهة نحو مطار يقلني إلى أرض ثالثة أتفقد ذاتي و أشعر أنني أشبه مدن الانتظار ، تلك المدن التي خاطبتها ذات مرة فغضبتْ مني عندما أخبرتها أن بقاءها على مفترقات الطرق يحرمها أن تعيش كينونتها فما من أحد يقصدها لذاتها و لا تعيش كمدينة حقيقية الا عند انقطاع الدروب و تراكم الثلوج أو الأخطاء
في صباح مثل هذا أشعر أنني مثل " شام شريف" مدينة انتظار ..
في صباح كهذا أستحضر بيتا دمشقيا عتيقا و صغيرا بمدفأته الصغيرة و جهاز الراديو الذي لا يلتقط سوى إشارة دمشقية .. ألقي فيه بكل صخب يأتي به السفر و أتتعم باستقراره ، أعد حبات المطر المتراكضة على زجاج نافذتي لتهوي في عمق أصص زهوري ، أحصي كم من أجنة ستزهر في الربيع القادم
هكذا و دائما على تخوم مدن الانتظار و الرحيل تأتي الذاكرة و الأمنيات مجتمعة لتوقد قناديل الحنين منذ الآن و حتى الأوبة القادمة.