أسأل الله أن يتنبه العالم وأن يصحو الضمير
هشــام الخـاني
من أغرب ما أري ماتعرب عنه الدول من تعاطف وحب، واستعداد كل من البرازيل، واقليم Quebec في كندا، وألمانيا والنمسا، ودول كثيرة أخري من استعداد لاستقبال اللاجئين السوريين دون أن يفكروا في السبب الذي دعا أصلا إلى لجوئهم وموتهم ونكبتهم ... إذ وقع خيار المفسدين هذه المرة على الشام. لكنه لابد للعالم كله، بما في ذلك أوروبا وغيرها، أن يعلموا أنهم ليس بمنأي عن مطامع المفسدين بالتأكيد والأيام شواهد.
إنني أزداد تخوفا كل يوم عندما أري هذا التعاطف، وكأنما العالم بأسره بصم واعترف بأن بلاد الشام لم تعد لأهلها تبعا لما علموه من نتائج الاتفاقات ومسار التنفيذ. ألا ويح العالم بدوله يجهز لتقديم العلاج البسيط رغم أن الوقاية كلها بيده، لكنهم يخافون الاعتراض على قرارات ظالمة أبرمها المفسدون مع قوي الأرض. ونري غرابة جديدة اليوم تمثلت بإعلان أحد رجال الاعمال المصريين (من غير المسلمين) يعرض على اليونان وإيطاليا شراء جزيرة لصالح اللاجئين. إننا إذ نشكر ظاهر الكلام، لكنا سنستحسن فعل الرجل حقا لو استخدم نفوذه وأمواله ليبني مدينة في منطقة الواحات أو اية بقعة من أرض الكنانة ليعيش اللاجئون فيها بأمان لحين بزوغ بوادر الحلول. أو يسعى انطلاقا من إخلاصه المبين، ونفوذه المالي، إلى المساهمة في حل اصلاحي (مهما صغر) قبل شراء الأراضي.
إنني أؤكد بأنه لابد للعالم كله أن يعلم بأن الشام ومصر والجزيرة والرافدين وكل الأرض هي أرض المسلمين وجميع من في ذمتهم على نفس القدر من الحقوق والواجبات. ﻻنه مامن دين حكم وأنصف وعدل في الناس أكثر مما فعل المسلمون على مدي التاريخ ... والله شهيد. وأسأل الله ان يجعل الشام شوكة وحجر عثرة في حلوق المفسدين.
.....
حدادا على روح الطفل السوري الغريق آلان كردي، والذي لقي حتفه على السواحل التركية أثناء محاولة أسرته
API.ALARABIYA.NET