فضاءات
انتظار آخر.. لعام آخر!!
سلوى عباس
تتدفق الليالك.. وينهمر الياسمين.. تولع النجوم ضياءها البهي.. وتهمي النيازك في السماء كفراشات الربيع!!.
تندلع الأغاني على السهوب تلونها، وتراقص في الأرجاء طيوبها..
تمتد الغبطة كالنور على كل المساحات.. وتزين زهور الجنائن الشوارع والبيوت.. ويلفح الضوء ليالي العتمة المديدة.. آن هلّ صبح استيقظ فيه الناس على فرح قدومك.. يرقبون اللحظات تمضي ليقترب موعدك.. وأخذوا ينسجون أحلامهم حول لحظة تطلين فيها مشرقة بالأمل والفرح، ويودعون عامهم بكل لحظاته، وما حملته من ذكريات..
يا للوقت المر الذي يمر.. رغم الاحتفالات وكل البهجة هو وقت مرير.. كل يسعى الى فرحه.. ووحدي أودع سنتي حزينة.. مسكونة بالرماد.. ومشاهد الرحيل.. أستعيد صور أحبة غادروني.. وزرعوا فراقهم في روحي وجعاً أبدياً.
وحدي أطوي ساعات اللهب المضطرم في نفسي، وأهدىء البال عن تداعياته واندلاعاته المجنونة.. حزينة أركن الى نافذة لا تفتح ضلفتها على قلبي..بحر من الصمت بلا هدير ولا موج، يرشق حروفه اللينة في أذني، فأجمع بوحي في كفي، حفنة من ماء الانكسار ينسرب من بين أصابع قلبي كما الضوء.. يشع راشحاً في الأرض، الى ان أفتح كفي على ظلام، فأرمي بستار من خيبة الرماد على قمر يرعى مروجي.. وأحاول ان ألم تلاً من فضة الأحلام تلاشت في المدى، وأنفض ما تعلق من صوتي على وريقات الشجر وانعطافات المسالك الحجرية.. أعيد ترتيب حروفي في صناديق كالتوابيت.. أزجيها لموج من صفرة البحر، عساها ان تضيع على جزيرة فرح لا أعرفها.. عسى ان تسعد بها الأسماك والرطوبة وملوحة الماء.. وعسى ان تلقى معانيها وراء المحيطات، وبحار الظلمات..
في العام الجديد.. أفتح نافذة القلب المفضية الى الحياة.. وأطير في سمائها حمامة من رغبات وأمان.. أحملها وجدي وأحلامي الندية، بانتظار ان يعود ضوء النهار يشع في روحي، لأدرك ان هناك حياة، ولتعلن فيّ أعيادي، وتطير حولي فراشات الفرح.
جريدة البعث