التغلّب على الشهوات
دراسة عصرية
كتبها: الموقع الطبيّ الإعلامي الفرنسيّ Medisite
عرّبها: فيصل الملوحيّ
ظ¢ظ¤ âپ„ ظ،غ° âپ„ظ¢غ°ظ،ظ£
( ملحوظة للمعرّب: كلّف الله سليم العقل السويّ بالتكاليف الشرعيّة، لأنّه قادر على تخيّل ما يعده الله به في الآخرة ليتمكّن من ترك اللذة الضارّة الحالّة الفانية ويستبدل بها لذّة آجلة راقية خالدة، ولم يكلّف من كان أبله – ومن باب أولى من كان مجنونا، فهل هذا الاكتشاف يسير في هذا الطريق؟
هذه فكرة أولى تخضع لنقاش:
- علماء الشرع من جانب الفقه،
- والأطبّاء البحّاثة في جسم الإنسان بعامّة، والدماغ بخاصّة ).
[IMG]file:///C:/Users/faisal/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
الدماغ – توصّل بحّاثة المركز الوطني الفرنسيّ للصحة والبحوث الطبية في دراسة أجرِوْها حديثاً إلى أنّ تركيب الذاكرة في الدماغ مهيّأ لمقاومة إغراءات الأطعمة اللذيذة.
هذه النصيحة قدّمها أوسكار ويلد: ما عليك إلا أن تستسلم لإغراءات الأطعمة اللذيذة لتتمكّن من الخلاص منها. كان أصل هذا الاكتشاف سؤالاً تردّد في جنبات مركز الصحّـــة الوطنيّ بين المختصّين في الميدان النفسيّ العصبيّ مفاده: لماذا يصمد فريق من البشر أمام إغراء الأطعمة اللذيذة التي تفاجئهم، ويستسلم آخرون لها بسهولة؟ وقد تبيّن من دراستهم التي نشروها في مجلــــــــة علم الأحياء أن مناطق معينة من الدماغ، منها الذاكرة، هي مفتاح هذا اللغز.
وإذا أردنا أن نزيد هذه الفكرة إيضاحاً فإنّنا نبسط تفسير البحّاثة لسبب اختيار الناس بين لذّتين إحداهما صغيرة لكنّها حالّــــــة ( على الفور )، وأخرى أكبر لكنّها آجلة. وتبيّن للعلماء بعد أن أخضعوا متطوّعين لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أثناء اختيارهم بين عشرة يورو حالّة وأحد عشر في اليوم التالي أنّ قشرة الفص الجبهيّ في الدماغ التي تتحكّم في السلوك كانت توجههم في خياراتهم.
" الحُصين ( جزء من الدماغ مسؤول عن الذاكرة ) ضروري لتخيل المواقف في المستقبل"
لكنّ القائمين بهذه الدراسة أرادوا التعمّق في البحث، فاستخدموا في الخطوة التالية الشراب مكافأة. فكان الاختيار جِعَةُ ( بيرة ) حالّا، أو زجاجة من خمرة شمبانية(خمرة فاخـرة عندهم تنسب إلى منطقة شامبانية في شمال شرقي فرنسة ) في غضون أسبوع. لكنّهم في هذه المرّة جعلوا المكافأة الحالّة على شكل صورة، والمكافأة الآجلة على شكل نصّ مكتوب. وأضاف ماتيا بسّغليون منسّق هذه الدراسة": يمكننا إدراك مكافآت حالّة بحواسنا، أمّا مكافآت المستقبل فلا نلمسها إلا بخيالنا."
وقد كشف البحّاثة في هذه الحالة الخاصّة أنّ جزءاً آخر من الدماغ يدخل مجال اختيار المكافآت الآجلة يُسمّى الحُصين الضروري لحفظ ذكريات السابقة، لكنه يعمل أيضا على تصوّر حالات المستقبل. ولقد قاموا بالتجربة نفسها لإثبات هذا الاكتشاف على أشخاص عانوا من مرض فقدان الذاكرة، وأصيبوا بآفات كبيرة في الحُصين.
فكان ما يلي: أخذ المرضى بلا تردّد بالمكافآت الحالّة، فهم غير قادرين على تخيّل المكافآت الأجلة. قال ماتيا بسّغليون: "السبب أن الحُصين ضروري لتخيل حالات مستقبل تزوّد بتفصيلات كافية للإغراء بها" ولا يعاني الأشخاص الذين أصيبوا بآفات كبيرة في الحُصين من مشكلات في ذواكرهم فقط بل يضاف إليها صعوبة في حبّهم للقيام بأعمال تحتاج إلى وقت طويل..