يشَّدَّقون ويدَّعون أنكم قراصنة
ويؤلّبون الكون ضدَّكمُ ولا يلوون
وكأنهم لم يعلموا من قبلُ أن البحر للصومال
وأن الموج في بحر العربْ ..
يردِّدُ لفظة الصومال
وأن الأفق إن يسعى به بصرٌ يرى الصومال
ومراكبَ الصومال
وتاريخاً من الإبحار
من سواحلِ الهندِ إلى مصانعِ الرِّجالِ في الصومال
فأحمدُ بن ماجدٍ قد كان هاهنا
وكان سيِّدَ القلوعِ والمحيطِ حينها
رسَتْ له مراكبٌ بأقصى الشرقِ أرض ِ الزاجِ والبخور
لكنَّهُ ..
من حسنِ ظنِّه بالناسِ، قاد ماجلان
ودلَّه إلى طريق الهندِ حتى طُوِّعَت له الشطآن
وكان ما قد كان
فأظهرَ العداءَ والجحودَ والنكران
وقال إنَّ أحمدَ بن ماجدٍ قرصان
يا غرابةَ الأزمان
أحبتي الصومالُ يا أبناء جِلْدَتي ... يا إخوتي
من بعدِ ذاك العزِّ والدهرِ الخصيب
من بعدِ أن كانت بلادُكم ذاخرةً بالنوقِ والحليب
من بعدِ أن كان الأمانُ والهناءُ في دياركم نقيب
جاؤوا إليكم يُتعِسون أهلكم عويلاً ونحيب
ويغرقون أرضكم بالفقر والتقتيل واللهيب
وتستشري بفضلهمُ المفاسدُ والمآسي والفتن
وحَولُكمْ من أمَّة الأعراب في نومٍ عجيب
يسلون حتى عن فلسطين التي عجَّتْ خطوب
ومهما كانَ .. مهما صارَ .. لا أحدٌ يُجيب
أحبتي ... يا إخوتي
قد جاءكم مجدداً أحفادُ ماجلان
يجرجرون في أذيال بارجاتهم نذورَ الموتِ والإذعان
يتذرّعون بالشَّرائع التي صيغت على أهوائهم .. في المجلس العجيب
لكأنما هو ليس ذاكَ المجلسُ الدولي في نيويورك
بل هو محفل الماسون في تلِّ أبيب
قد نصَّبوا أنفسَهم رعاة قانونٍ وأحكامٍ وشرعية
كأنما نحنُ الذين نخرق القانون
ونُقلق الهدوء والأمانَ والرُّكون
كأنما وجودُنا بحدِّ ذاتهَ تمرُّدٌ على القانون
تجاهلوا بأنهم هم أصلُ تعسِنا
وأنهم قد صادروا رغيفَ خُبزنا
وأنهم قد دمَّروا أسبابَ رزقنا وعيشنا وأمنِنا
وبعد ذلك التنكيل جاؤوا يُركِعوننا
فكيف تتَّسِع لهذا العسفِ والغلا عقولُنا ؟؟
أحبتي الصومال يا أبناء جِلْدَتي ... يا إخوتي
لا تخضعوا للظُّلمِ والنِّفاق
ثوروا على الطغاة في الديار والآفاق
وحصِّلوا حقوقَكم غصباً أو اتفاق
فليس غير زندَكم
يحطِّمُ القيودَ والأغلالَ والتضييق والإغلاق
في عالم - وا أسفاهُ - قد خلا
من شرعةٍ للحقِّ أو بقيةٍ من الأخلاق
2/2/2009