«إضاءات على المتحف الوطني في دمشق»
كتاب يقدم أهم مقتنيات المتحف
الكتـــــاب يستعـــــرض الحضـــــــارات التي تعاقبــــت على سوريــــــة
كتاب «إضاءات على المتحف الوطني في دمشق» يؤرخ للذاكرة الانسانية


أقيم بالمتحف الوطني بدمشق حفل اطلاق كتاب «اضاءات على المتحف الوطني بدمشق» وهو مهدى من شركتي شل سورية وبتروكندا الى المتحف الوطني تعبيراً عن التقدير لمقتنياته.
والكتاب الذي يعد الأول من نوعه في المتحف يأتي ثمرة التعاون بين وزارة الثقافة، والمديرية العامة للآثار والمتاحف والعاملين في المتحف.
وقد أشار وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا في كلمته بهذه المبادرة قائلاً: انها تجسد الجانب الايجابي في علاقتنا مع الغرب وقال: كثيراً ما نتحدث عن حوار الحضارات وأسلوب التعاون هذا هي طريقة جديدة نرسمها من خلال التعاون بين شل سورية وبتروكندا..صحيح ان المتحف الوطني موجود في سورية ويمثل تاريخ وذاكرة هذا البلد العريق لكنه ملك الانسانية جميعاً حيث تقوم البعثات الاثرية بالعمل في عدة مواقع فهي تبحث عن ذاكرة الانسانية..
ونرجو المزيد من التعاون في كل الانشطة الثقافية والسياحية والاقتصادية بين سورية والغرب وسيبقى هذا الكتاب في الذاكرة الانسانية وليس السورية فقط وقد تم عرض فيلم في صالة المتحف يلخص أهم المواقع الاثرية في سورية والبعثات الاجنبية-السورية- التي قامت بعمليات التنقيب والبالغة 120 بعثة منها الفرنسية والايطالية والالمانية واليابانية وأهم المكتشفات التي وجدتها ، وعرض الفيلم وملخص عن الآثار الموجودة في المتحف الوطني بدمشق عبر التسلسل التاريخي والآثار التي صنفت ضمن التراث العالمي.
ويقدم كتاب «إضاءات على المتحف الوطني في دمشق» مقتنيات المتحف على امتداد تاريخي طويل وما تمثله من قيم ثقافية وحضارية مع شرح مفصل ودقيق ، وأهمية كل قطعة والحقبة التاريخية التي تنتمي اليها، بدءاً بآثار ما قبل التاريخ والتي تتضمن العصر الحجري القديم الأدنى والعصر الحجري القديم الأوسط، والعصر الحجري الحديث ثم مرحلة آثار سورية القديمة، وتنتهي مرحلة البرونز الحديث ومرحلة البرونز الأوسط ومرحلة البرونز المتأخر، والعصر الحديدي والحقبة الفارسية ثم الآثار الكلاسيكية وتتضمن الحقبة الهلنستية والحقبةالرومانية والحقبة البيزنطية ثم الآثار العربية الاسلامية بدءاً من الفتح العربي الى العصر الأموي والعصر العباسي والعصر الأيوبي والمماليك، والعصر العثماني، ويستعرض الكتاب اللقى الاثرية منذ ما قبل التاريخ، والتي تدل على جذور الانسان الأولى، وتطور نمط معيشته وتهيئة المجتمعات لتأسيس المدن، والدول ثم قسم آثار سورية القديمة، والابجدية التي غيرت مسار التاريخ، وساهمت في نشر الثقافة والمعرفة وكيف كان الانسان في ذلك الزمن يهتم بالموسيقى والشعائر الدينية ومقتنيات المنزل والحلي والأواني الفخارية والتماثيل، ثم قسم الآثار الكلاسيكية التي تعكس الاثر الروماني، والهلنستي، والبيزنطي ويظهر أجمل لوحات الموزاييك التي تنقل لنا الميثولوجيا اليونانية والرومانية بالاضافة الى تطور الطب والفن وصناعة الزجاج والبرونز ثم الاثار الاسلامية بما تحمله من علم.
وقد جاء في تقديم الكتاب بقلم الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف: إن سورية مهد الحضارات،...وحاضرة التاريخ..سورية التي وصفت بجنة الآثاريين يجد كل منهم فيها بغيته وغايته أياً كان اختصاصه إذ جمعت في ترابها أينما توجه المرء دلائل وشواهد على حضارة مستمرة متواصلة متجذرة ومتجددة ما بقي الانسان قادراً على العطاء.
لقد كان لسورية شرف المساهمة في كتابة تاريخ الانسانية منذ مليون عام جيلاً بعد جيل وفي وضع حلقات براقة في سلسلة الحضارة البشرية وهنا أجزاء في متاحف سورية ومن أهمها المتحف الوطني بدمشق، مضيفاً : ان أهميته تنبع في أنه يضم مجموعة أثرية هامة تجتمع في مكان واحد وتعرض للمراحل المتتابعة في سورية والكتاب يقدم مختارات من الكنوز فهو دليل بصري على تطور الحضارة في هذه المنطقة.
أما في مقدمة الكتاب فقد عرّفتنا منى المؤذن أمينة المتحف الوطني، بالمتحف الذي نشأ عام 1919 والذي كان في المدرسة العادلية في حي الكلاسة شمال الجامع الأموي ولضيق المكان تم انشاؤه في منطقة مرجة الحشيش تجاه التكية السليمانية، وكان مقتصراً على رواقين وأربع قاعات للعرض وثلاث قاعات للمكاتب وألحق بها فيما بعد مبنى كنيس دورا أوروبوس ومدفن يرحاي التدمري، وبعد اكتشاف قصر الحير الغربي عام 1936 في بادية الشام أعيد انشاء جزء من هذا القصر في المتحف الوطني بتوجيه من مديرية الآثار آنذاك فكان قصر الحير الغربي مع قاعتين للمدخل الرئيسي وطابق ثان عرضت فيه أهم المكتشفات الاثرية الخاصة ثم أقيم جناح آخر مؤلف من ثلاثة طوابق الأول للآثار الاسلامية، فرع للآثار الشرقية القديمة والثاني للفن الحديث مع ثلاث قاعات اضافية ومكتبة وقاعة للمحاضرات على نمط القاعات الدمشقية القديمة.
ثم أحدثت قاعة تخص آثار عصور ما قبل التاريخ وبذلك يضم المتحف 5 أقسام وهي: قسم الآثار الخاصة بعصور ما قبل التاريخ، قسم الاثار الشرقية السورية القديمة وقسم الآثار الكلاسيكية وقسم الاثار العربية الاسلامية وقسم الفن الحديث.
الكتاب طبع في لبنان باللغة العربية والانكليزية وهو صادر عن ميديا مايندز إل إل سي ويقع في 174 صفحة من الحجم الكبير وهو فخم من حيث التصميم والاخراج والطباعة، بالاضافة الى المعلومات القيمة التي يقدمها فهو يحتوي على صور توضيحية في غاية الحرفية مما يظهر القطع الاثارية وكأنها حقيقية أمام القارىء.


جازية سليماني


جريدة البعث