كنز عظيم أكثرنا عنه غافلون
قال صلى الله عليه وسلم :
( يا شداد بن أوس ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة ؛ فاكنز هؤلاء الكلمات : اللهم ! إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ؛ إنك أنت علام الغيوب ) ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة..
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ " : أَيْ الدَّوَامَ عَلَى الدِّينِ وَلُزُومَ الِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهِ .
" وَأَسْأَلُك عَزِيمَةَ الرُّشْدِ " : هِيَ الْجِدُّ فِي الْأَمْرِ بِحَيْثُ يُنْجَزُ كُلُّ مَا هُوَ رُشْدٌ مِنْ أُمُورِهِ, وَالرُّشْدُ هُوَ الصَّلَاحُ وَالْفَلَاحُ وَالصَّوَابُ .
" وَأَسْأَلُك شُكْرَ نِعْمَتِك " : أَيْ التَّوفيقَ لِشُكْرِ إِنْعَامِك .
" وَحُسْنَ عِبَادَتِك " : أَيْ إِيقَاعَهَا عَلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ الْمَرَضِيِّ .
" وَأَسْأَلُك لِسَانًا صَادِقًا " : أَيْ مَحْفُوظًا مِنْ الْكَذِبِ .
" وَقَلْبًا سَلِيمًا " : أَيْ عَنْ عَقَائِدَ فَاسِدَةٍ وَعَنْ الشَّهَوَاتِ .
" أَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ " : أَيْ مَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَلَا أَعْلَمُهُ أَنَا .
وهذا سؤال جامع للاستعاذة من كل شر ، وطلب كل خير ، وختم هذا الدعاء الذي هو من جوامع الكلم بالاستغفار الذي عليه المعول والمدار ، فقال : " وَأَسْتَغْفِرُك مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّك أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " .