كتب فادي شعار (نقطة ساخرة):
سر من طفولتي البريئة!!!
يسألونني : لماذا لا تغادر حلب لتبتعد عن قذارة الحرب و قذائفها ؟ فالفرص التي لديك ليست متاحة للأخرين...على الأقل فلديك جنسية والدتك غير الجنسية السورية...فتسوح و تنوح في أوربا على كيف كيوفك...
عدا أنه خرب بيتك و ظروف الحياة باتت لا تطاق،، أمرك غريب،، هل أنت وطني و تحب بلدك إلى هذا الدرجة؟
فأجيب : لست وطنيا كما تظنون باختصار عندما كنت صغير قمت برحلة سياحية مع والدي إلى تركيا عابرين مضيق البوسفور و مررنا بالكثير من المدن الأوربية بسيارة والدي المتواضعة اليابانية الصنع....
و أثناء سفرتنا كنت مغمض و لكن فتحت عيوني في تلك الدول العلمانية و الاباحية في طرقاتها و التبويس شغال في منتصف الأزقة و الطرقات، إلا أنه تبحلقت عيوني، و إنحولت إثر رؤيتي تلك الشقراء البيضاء التي تتشمس على البلكونة و خالعة فستانها و ما تحت الفستان و تحته فقلت لوالدي ببراءة الأطفال :
بابا قف ، لنعطيها تنورة على الأقل تتستر بها و أطبطب عليها ، و أبوسها من بين عينيها ، و الله إني حنيت عليها عجب شو قصتها المسكينة؟
فأجابني على قدر استيعابي و عقلي الطفولي بما معناه :
((بأن الذي يترك بلده لديه احتمالان
إما أن يوفق في رزقه و ينسى بلده و أهله...
و الاحتمال الثاني أن يخلع مثل أم ثتيانة و بكيني و يتحسر على بلده و يتمنى العودة إلى بلده ....))
و إنني منذ تلك اللحظة و حتى الآن كلما هممت بالسفر أعدل عن الفكرة خوفا من أن تصبح إقامتي من أجل برونزاج على شواطئ العراة و يصير فيني مثل أم ثتيانة و بكيني..و أغني فليبينو فلبيني...و حلوة يا بلدي...
فادي شعار ..نقطة ساخرة.. حلب الشهباء