السوريون يحرقون يوميا 10 ملايين سيجارة
الطلاب يدخنون سنويا بمبالغ تصل لأربعة أضعاف موازنة جامعتهم
تشير دراسات وإحصائيات أجريت أخيراً في سورية إلى زيادة عدد المدخنين
من الذكور والإناث وإلى انتشار تدخين الأرجيلة بشكل كبير وواسع مما حدا بمعظم
المقاهي والمطاعم والفنادق وحتى الاستراحات والمقاصف والملاهي إلى وضع الأرجيلة
في واجهة محلاتهم وفي صدارة الخدمات التي يقدمونها للزبائن.
وكثيراً ما يلاحظ الزائر للمدن السورية مئات العائلات التي تفترش الحدائق والمتنزهات والمسطحات الخضراء
في فصل الربيع الحالي وفي فصل الصيف تحمل الأراجيل معها حيث الجميع يدخنها، نساء ورجالاً وشباباً وشابات.
وفي مجال الدراسات والاحصاءات التي أجريت أخيراً في سورية، كانت هناك دراسة علمية أنجزها المركز السوري
لأبحاث التدخين التابع للجمعية السورية لمكافحة السرطان اعتمد فيها القياسات الدقيقة للوزن والطول وضغط
الدم ووظائف الرئة وغاز أول أوكسيد الكربون واعتماد طريقة دقيقة تستطيع تقصي مستويات تصل إلى
عشر نانوغرام في الميليمتر لقياس تعرض غير المدخنين لدخان السجائر والأرجيلة من خلال قياس
أحد مستقبلات النيكوتين (الكوتينين) في اللعاب في أحد المخابر المعيارية بانجلترا.
وتمت الدراسة على عينة عشوائية من (2038) منزلاً في مدينة حلب وللأعمار من 18 ـ 60 سنة
حيث أشارت نتائج الدراسة إلى تفشي عادة تدخين السجائر بنسبة 60 % لدى الرجال و23% لدى النساء،
وازدياد تفشي تدخين الأرجيلة ليبلغ معدل استعمالها 20% من الرجال و6% عند النساء بالإضافة إلى تعرض 98 % من
غير المدخنين لدخان السجائر والمستويات إيجابية من الكوتنين في اللعاب ترافقت مع ازدياد في الأعراض التنفسية وتأثر وظائف الرئة.
واشارت الدراسة الى الانتشار الواسع لمرض ارتفاع الضغط الشرياني بين البالغين في مدينة حلب بمعدل 30%. وكانت
إحصائية أخرى قد أشارت إلى أن السوري يدخن حوالي 700 سيجارة في السنة وأن عدد المدخنين السوريين
يتجاوزون خمسة ملايين رجل وامرأة أي أنهم يحرقون يوميا حوالي 10ملايين سيجارة! وفي استبيان
أجراه بداية العام الحالي 2006 فريق من طلبة كلية الصيدلة بجامعة حلب السورية وشمل
(3378) طالباً وطالبة من مختلف كليات الجامعة وجد أن 35 % نسبة الطلبة المدخنين
منهم 48% ذكور و12% إناث وأن نسبة الإناث المدخنات للأرجيلة 19% وحسب
الاحصائية فإن التكلفة السنوية للمدخنين من طلبة الجامعة وصلت إلى 360 مليون
ليرة سورية (حوالي 8 ملايين دولار أميركي) وهذا المبلغ يعادل أربعة أضعاف
ميزانية جامعة حلب الاستثمارية السنوية.
الشرق الاوسط