كبف يسلم اليهودي؟
كاتبة عربية يمنية يهودية كتبت الكﻻم التالي. ووجدت في ثنايا الكﻻم جوانب إيجابية من شأنها أن تساعد اﻷمة على تحديد مواضع ومواطن الفتنة، وتسلط الضوء على أسباب تراجع الدعوة إلى الله ووصولها إلى أدنى مستوى لها منذ أن بدأها النبي المصطفى عليه الصﻻة والسﻻم.
لعل البعض يستنتج من المقال الذي قررت أن أنقله وأضعه على صفحتي .. لعل البعض يستنتج ثغرات، ولعل البعض اﻵخر يستنتج دسائس، ولعل الثالث يرى فيه خدعة.
إﻻ أن مايعانيه المسلمون في هذه اﻷيام من شرذمة وتفرق وتناحر وفرقة وافتراء مبين، وإعﻻم كاذب هادف، وقلب للحقائق، وتنكير للمعروف، وتعريف المنكر هي أمور صحيحة تناولها المقال.
ولعلنا نستخلص العبرة من الكﻻم (مما يفيدنا) بغض النظر عن نوايا من كتب او أهدافه.
وسأرد في مقال قريب على تلك السيدة اليهودية ﻷعلمها أنه يمكن لها بفطرتها، ودون اﻻستعانة بأحد، ان تهتدي الى النهج السليم والى الحق المبين، والى الفرقة الناجية.
ﻻشك أن لي تحفظا على اﻷفكار التي أوردتها السيدة اليهودية، وسأرد بإذن الله. لكن دعونا نقرأ علنا نستخلص بعض المفيد ...
هشام الخاني
المهندسة / نجاة النهاري
:كيف يسلم "اليهودي" وهذا حال المسلمين..!!
الأربعاء 22 مايو 2013
كثيرون وجهوا لي الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الاسلام، وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة ويقولون إن غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله.
بعث لي أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن بجواره ويلحق به الأذى، والنبي يصبر عليه، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل اليهودي من اخلاقه ودخل الاسلام...
عندما قرأت هذا فهمت أن تصرفات واخلاق النبي (محمد) كانت هي مقياس اليهودي للإعجاب بالإسلام، واعتناقه قبل حتى أن يقرأ مافي القرآن..
وتساءلت لحظتها مع نفسي: يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الاسلام..!؟
أرجو أن لا تغضبكم صراحتي، فأنا أحاول أن أفهم الاسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن.. وسأناقش الموضوع بثلاثة نقاط:
(أولاً) المسلمون اليوم مذاهب متعددة، وكل مذهب يعتبر الآخر "كافر" ويحلل قتله. فلو أردت - كيهودية- دخول الاسلام، فهل أدخله من باب "السنة"؟ أم من باب "الشيعة"؟ أم من المذاهب الأخرى؟ وأي منها أعيش فيه بسلام حتى لايحلل قتلي أنصار مذاهب الاسلام الأخرى!؟
تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الاسلام، وأثناء النقاش فوجئت أن المسلمين يرددون كلاما مقدست للنبي محمد بأن المسلمين سيتفرقون الى (70) فرقة، كلها سيعذبها الله في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة.
فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة فقالت أنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها. لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة...!!
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودي دخول الاسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول الى مسلم؟ ومن من علماء المسلمين يعطيه ضمان أكيد بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لايعذبها الله!؟ فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً.
(ثانياً) المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس اسرائيل اقامت دولتها بسبب الدين.
قبل يومين قرأت تقرير تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن (80) ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهو يخرج قلب جندي ويأكله- أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم..!!!
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من 280 ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً بينهم مسيحيون.
سأكتفي بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبة لدخول الاسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع إني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الاسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.
(ثالثاً)- عندما دعى النبي محمد الناس للاسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعه الناس. لكن اليوم عندما المسلمون يدعون اليهود لدخول الاسلام بماذا يغرونهم؟
لنكن صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الاسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان، وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي.
بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة اليها والعمل او العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الي يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الاسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيماً للحياة الانسانية، وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض، فقد بعث لي أحد الاصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول هذا النص (ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون)!
لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتي أكثر وأبقى أسأل نفسي: لماذا إذن العالم الاسلامي وصل الى هذا الحال رغم انه لديه دستور ديني رائع ونبي عظيم كان يجعل اليهودي يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة مافي القرآن بينما اليوم ينظر غير المسلمين الى المسلم بريبة وخوف!