زنا المحارم' يدق ناقوس الخطر في المملكة ودراسات تؤكد أن ربع الأطفال السعوديين يتعرضون للعنف الجنسي
يعد زنا المحارم من أكثر القضايا التي تثير جدلا في المجتمع السعودي، وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه الظاهرة آخذة في التزايد في ظل عدد من الظروف الاجتماعية منها الكبت وخوف الضحية.
وتقول الجوهرة العنقري العضو المؤسس في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان "لن تصدقوا ما يحدث وما نراه كل يوم من انتهاكات لحقوق المرأة والطفل، والحالات كثيرة لكنها لم تصل إلى حد الظاهرة".
وتضيف لصحيفة "الوطن": "إن 45 بالمئة من أطفالنا يتعرضون للعنف بأشكال مختلفة، وثبت في الدراسات أن من يتعرض للعنف في طفولته يمارس هذا العنف فيما بعد".
ويقول الكاتب محمد الرشيدي في صحيفة الرياض "الاغتصاب، زنا المحارم، اللواط، السحر والشعوذة " عناوين أصبحت رئيسية لما يسمى بالدراما السعودية الجديدة، والتي تعكس من وجهة نظر المستفيدين منها حقيقة وواقع المجتمع السعودي بكل شفافية وجرأة غير مسبوقة".
وتشير بعض وسائل الإعلام إلى أن عددا كبيرا من المواقع الإلكترونية العربية المتخصصة بالجنس تخصص قسما للأطفال وزنا المحارم، وهي بذلك تروج للجنس الإلكتروني والشذوذ الجنسي بحسب البعض.
وتؤكد دراسة بعنوان "المجتمع الخليجي والغزو الفضائي الخارجي: صراع أم لقاء" أعدتها باحثة بحرينية ونشرتها صحيفة الوطن السعودية أن الشباب السعودي هم أكثر شباب الخليج ارتيادا لموقع "يوتيوب"، مشيرة إلى أن أغلب المواضيع التي يبحثون عنها تتعلق بالجنس.
وتخلص الدراسة إلى أن 95 بالمئة من أولئك الشباب يتنقلون بكل حرفية ومهارة في مواقع الجنس والفضائح والصور العارية, أما الـ 4% الباقية فهي للاستمتاع برؤية اللقطات الرائعة لبعض اللاعبين في عالم الرياضة.
وتقول الناشطة الاجتماعية والمشرفة على منتدى تواصل النسائي بمحافظة القطيف السعودية مريم العيد إن 23 بالمائة من الأطفال في المملكة يتعرضون للتحرش الجنسي.
وكشفت دراسة أعدها الدكتور علي الزهراني أخصائي الأمراض النفسية بوزارة الصحة السعودية أن ما يقرب من ربع أطفال المملكة تعرضوا للتحرش الجنسي.
وتشير الدراسة إلى أن التحرش قد يقع من قبل الأقارب أو بعض العاملين كالسائقين والخدم أو من العامل في البقالة وغيرها
وتروي صحيفة "الوطن" السعودية قصة فتاة تعرضت للاغتصاب على يد والدها مدمن المخدرات الذي أدمن على اغتصابها وهي في سن الرابعة عشرة، واضطرها ذلك إلى الهرب من المنزل لتصبح بلا مأوى.
وتطالب الجوهرة العنقري بإعادة النظر في سياسات التعليم بالسعودية وترسيخ مفهوم الحقوق وإشراك المرأة فعلياً بالتخطيط والإصلاحات، وتدعو لإعادة شرح وفهم للتعاليم الإسلامية فهماً صحيحاً والتفريق بين الشريعة والعادات والتقاليد.
وتقول الباحثة في شؤون المرأة والطفل ريما الرويسان في مقال لها بعنوان "لنخرج عن صمت الحملان ونحذر من زنا المحارم": "إنني أكتب هذا الموضوع وأقرع أجراس الخطر المحدق بنا ونحن نغط في سبات عميق تحت مظلة الحياء والخوف من الفضيحة وعدم الإفصاح عن زنا المحارم فالحياء والخوف من الفضيحة هما اللذان أزما المشاكل وجعلاها تتفاقم".
وتضيف في مقالها المنشور بصحيفة "الوطن": "ماذا تفعل فتاة في عمر الزهور سلبت إرادتها وعذريتها؟ ومن مغتصبها (والدها) منذ الصغر وحتى بعد البلوغ ولا يزال يستخدمها".
وتقول الكاتبة أمل زاهد في مقال لها ينتقد الواقع السعودي بعنوان "مجتمع التناقضات والازدواجيات!": "لئن يدخل وحش بشري من أرباب السوابق بيوتنا ويزجي أوقات فراغه بانتهاك أجساد أطفالنا أو التحرش بسيداتنا وفتياتنا وابتزازهن، أو إذلالهن بتركهن وسط الطريق لتوجيه لم يعجبه، أهون وأخف شرا من إعطاء المرأة أو الأم مقود القيادة لتقضي حوائجها أو توصل أبناءها إلى مدارسهم!".
وتضيف "لئن ينشغل الوعاظ والشيوخ والمجتمع والصحافة والإعلام في جدليات تجاوزها الزمن كالاختلاط وكشف الوجه وإغلاق المحلات للصلاة، أهم من أن ينشغلوا بسؤال النهضة ولماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم!".
وتقول الباحثة الرويسان "هنالك العديد من العوامل الأخلاقية والدينية والاجتماعية والنفسية التي ساعدت هذا المختل للسقوط في وحل زنا المحارم، منها التفكك الأسري وغياب الأم وسلبيتها بصمتها للحفاظ على قوام الأسرة! كذلك ضعف الوازع الديني والاضطرابات النفسية والعقلية وأيضا الإعلام وما يبثه من أفلام وبرامج إباحية والإدمان على المخدرات والكحول".
وتقول زاهد في مقال آخر بعنوان "التحرش الجنسي وزنا المحارم!": "مجتمعنا مجتمع بشري يعتريه ما يعتري المجتمعات الأخرى من أدواء أخلاقية، فمجتمع الفضيلة المعصوم من كل خطيئة ليس له وجود إلا في تهويمات منزهي خصوصيتنا السعودية من كل نقيصة! فكما يوجد تحرش جنسي بالأطفال يوجد أيضا حالات من زنا المحارم التي قد يكون الأب أو أحد المحارم هو مرتكب الجريمة".
وتضيف "القضية خطيرة جدا لأنها توصم الطفل ليس فقط جسديا ولكنها تصيبه بعاهة نفسية قد تتشوه معها هويته الجنسية فينحرف إلى المثلية! وكثير من الحالات التي يتم التحرش بها لا تستطيع أن تمارس حياة جنسية طبيعية طوال عمرها، خاصة إذا كان المتحرش أحد الوالدين! ناهيك أن الطفل المتحرش به يميل إلى ممارسة التحرش عندما يكبر.. إلى سلسلة لا تنتهي من الإشكالات".
وتقترح الرويسان وجود منظمة مساندة و"مساعدة للفتاة المغتصبة تكون عضواتها من سيدات وأكاديميات وطبيبات وأخصائيات نفسيات واجتماعيات فاضلات (حتى لا تستغل هذه الفتاة من قبل آخرين)، فلابد من تدخل الدولة والقضاء وفرض عقوبات على الجاني ونزع الولاية منه وتطبيق أقصى العقوبة بحقه".
وتضيف "لابد من إيجاد دور رعاية لهؤلاء الفتيات ومعالجتهن طبيا واجتماعيا ونفسيا وإعادة تأهيلهن ومساعدتهن على العلاج والعودة من جديد للمجتمع بعد تطبيب الجروح".
منقول