منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    كيف.. ولماذا نتقبل ذاتنا؟

    كيف.. ولماذا نتقبل ذاتنا؟
    تيسير الزايد

    يقال: «إذا توقفنا يوماً عن حب أنفسنا فسيصبح العالم مكاناً مخيفاً بالنسبة لنا»، فيا تُرى كيف نحب أنفسنا؟ وما نوع هذا الحب؟ هذا ما سنحاول أن نتوصل للإجابة عنه في رحلتنا الاستكشافية التي سنقوم بها اليوم داخل أنفسنا، ربما تكون هذه الرحلة هي الأهم في حياتنا، ونحقق قول الله تعالى: نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي$ّفٌي أّنفٍسٌكٍمً أّفّلا تٍبًصٌرٍونّ >21<نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(الذاريات).
    لنقرأ ماذا كتب صاحب الظلال عن هذه الآية: «كل فرد من هذا الجنس عالم وحده، ومرآة ينعكس من خلالها هذا الوجود كله في صورة خاصة لا تتكرر أبداً على مدى الدهور».
    ويستطرد قائلاً: «كثير من عجائب الجنس البشري مكشوفة للبصر، تراها العيون، وما تراه العيون من عجائبه يشير إلى المغيب المكنون.
    وهذه العجائب لا يحصرها كتاب، فالمعلوم المكشوف منها يحتاج تفصيله إلى المجلدات، والمجهول منها ما يزال أكثر من المعلوم، والقرآن لا يحصيها ولا يحصرها، ولكنه يلمس القلب هذه اللمسة ليستيقظ هذا المتحف الإلهي المعروض للأبصار والبصائر».
    ويتابع: «إن القرآن بمثل هذه اللمسة يخلق الإنسان خلقاً جديداً، بحس جديد، ويمتعه بحياة جديدة، ويهبه متاعاً لا نظير له في كل ما يتصوره في الأرض من متاع».
    هل أدركنا الآن قيمة ما نملك؟
    أليس من واجبنا على الأقل أن نتقبل هذه النفس ونشعر بالراحة ونحن معها تقبلاً يدفعنا للسمو بها وتزكيتها؟!
    تقبُّل الذات يعني مدى تفهمنا لأنفسنا بنقاط ضعفها وقوتها، بصوابها وبخطئها، وتقديرنا لذاتنا وشعورنا بتفردنا بما خصنا الله به.. وهذا التقبل لا يعني الوقوف عند ما نحن عليه، ولكنه تقبُّل يساعدنا على المضيّ قُدماً في تطوير هذه النفس.
    هناك من يضخِّم أخطاءه، ويجلد نفسه عقاباً لأشياء حدثت له خارج نطاق سيطرته أو يطلب منها أن تقوم بأعمال أكثر من طاقتها، ويركِّز على العيوب، ويغفل النظر عن الصورة الأكبر لنفسه التي حباه الله بها، ونتيجة ذلك إحباط وتقهقر للخلف وعدم إنجاز.
    ولكن لتعلم أن تقبَّلك لذاتك هو الخطوة الأولى التي يمكن أن تخطوها لتبدأ ممارسة الثقة بالنفس، والرضا والسعادة هو بداية الطريق للتصحيح، فأنت عندما تنظر إلى نفسك بلا خوف تعرف قصورها وتنميه، وتعرف مميزاتها فتستغلها.
    وتقدير الذات لا يعني الأنانية وحب الذات، بل إن تقديرنا لذاتنا يجعلنا محبين للآخرين متعاونين معهم.
    وتقدير الذات لا يعني أيضاً التعالي على البشر، فالتعالي هو تقدير النفس والعمل بصورة أكبر مما تقوم بها مع الآخرين، وما يوازي التعالي في الأثر السلبي هو الحطّ من قيمة النفس، والمطلوب هو التوازن بين هذا وذاك، فكما جعل الله العقاب جعل الثواب، وكما جعل الخوف جعل الرجاء.
    ويبقى السؤال: كيف أتقبل ذاتي؟
    وخطوات تقبل الذات تتمثل في:
    حرِّر نفسك من تراكمات الماضي: سواء ما قمت به من خطأ، أو ما حدث لك ولم يكن بيدك تجنبه، وتحرير النفس يكون بالتوبة وبالمسامحة: نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإلاَّ مّن تّابّ $ّآمّنّ $ّعّمٌلّ عّمّلاْ صّالٌحْا فّأٍوًلّئٌكّ يٍبّدٌَلٍ پلَّهٍ سّيٌَئّاتٌهٌمً حّسّنّاتُ $ّكّانّ پلَّهٍ غّفٍورْا رَّحٌيمْا >70<نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(الفرقان).
    لا تدع التاريخ والأشخاص يتدخلون في علاقتك بنفسك: فكل ما عليك فعله هو أن تتفهمها وتتقبلها لتمضي قُدماً معها للطريق نحو الأفضل.
    لا تركِّز على نقاط ضعفك فقط، بل قدِّر أيضاً نقاط قوتك، فأنت كائن معقّد التركيب ومخلوق بإبداع كبير، فقط اكتشف سر إبداعك، ومن ثمّ ضع نفسك في قدرها الصحيح.
    كن دائماً في حالة عمل مستمر: فإنك لن تصل للكمال أبداً، فاعرف قدراتك، وارسم أهدافك، واستمتع بما تصل إليه من إنجاز.
    حاول دائماً أن تنقد نفسك من أجل أن تصلح أخطاءك وليس من أجل تعذيب ذاتك، فهناك فرق بين النقد الإيجابي والنقد السلبي،
    سامح نفسك وسامح الآخرين، ولكن هذا لا يعني أن تكون عرضة للأخطاء المستقبلية.
    لا تقيِّم ذاتك بل قيِّم تصرفاتك وأفعالك: فمثلاً لا تقل: «أنا إنسان سيئ، بل أنا إنسان تصرفت بسوء»، وأيضاً لا تقل: «أنا إنسان جيد، بل قل أنا إنسان تصرفت تصرفاً جيداً، وأنجزت إنجازاً جيداً».
    لا تقم بالعمل لمجرد إثبات نفسك، بل لأنك تحب ما تقوم به وتشعر بالراحة عندما تنجزه.
    تخلَّص من المشاعر الكاذبة التي تدعوك لأن تكون شخصاً آخر أو بحجم آخر أو بمظهر آخر، تقبّل نفسك الآن كما هي، وراقب ما سيأتي من مفاجآت في الأيام المقبلة إذا تقبّلت نفسك بصدق.
    وقد اتفق المختصون في التنمية البشرية على أن تقبّل الذات شعور مكتسب من تجارب الإنسان في الحياة وطريقة ردة فعله تجاه التحديات والمشكلات في حياته، ويبدأ التدرب عليه من الطفولة، ولهذا كان من الأفضل التعامل مع الأطفال بحب، وتشجيعهم وتكليفهم بمهام يستطيعون إنجازها فتكسبهم الثقة في أنفسهم؛ كما أن احترام الطفل والاستماع له، وإحاطته بأصدقاء محبيين كلها عوامل تساعد على إكسابه احتراماً لذاته.
    رفع مستوى الشجاعة من أولى خطوات العلاج لنقص تقدير الذات لدى الشخص ليرى عيوبه ويعمل على حلها، ورفع مستوى الشجاعة يكون بالحديث الإيجابي مع النفس.. كأن تقول: «أنا أحترم ذاتي وأقدِّرها، وهي تستحق كل الخير، ويجب أن أضعها في مكان لائق بها». فجهل الإنسان بنفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقييماً خاطئاً، فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها، وإما أن يحط من قيمتها فيسقط بها.
    لا تعتمد على الآخرين في تقدير ذاتك، فإن تقدير الذات يجب أن ينبع من داخلك وليس من مصدر خارجي.
    قاوم الرسائل السلبية التي تصلك من داخل نفسك، كأن تقول لك: إنك إنسان سيئ لا فائدة منك، أو إنك غير قادر على مواجة مشكلاتك.
    لماذا أتقبل ذاتي؟

    عندما تتقبل ذاتك فأنت تضعها في موقع أفضل يمكنك من تطويرها، لأنك حين تتقبل ذاتك تراها بوضوح وتعرف ما الذي تحتاجه من أجل النهوض.
    تقبُّل الذات وتقديرها سياج لها يحميها من الشهوات، فلكي تحتفظ باحترامها تحفظها من الوقوع في المحظور ولا تهنها بعمل المنكرات، ألم تجادل هند بنت عتبة النبي صلى الله عليه وسلم في زنى الحرة، وتقل في تعجب: «أوتزني الحرة؟» نعم.. كيف تزني من تحترم نفسها وتقدِّر ذاتها؟
    تقدير الذات هو المفتاح لكل أنواع النجاح، فمهما تعلَّم الإنسان طرق النجاح وتطوير الذات، وكان تقديره لذاته ضعيفاً، فلن يأخذ بأي من تلك الطرق للنجاح، فهو يرى نفسه غير مستحق لذلك النجاح.
    الأشخاص المحترمون لذاتهم تجدهم سريعي الاندماج في أي مكان ولديهم القدرة على مواجهة التحدي، وبما أنهم أكثر مقدرة على التحكم في حياتهم فهم أكثر إنتاجية وأكثر سعادة ورضا، ليس بالضرورة أن يعتقدوا بأنهم الأفضل؛ ولكنهم متفائلون وواقعيون مع أنفسهم وأقوياء في مواجهة عثرات النفس.
    ماذا يحدث إذا لم أتقبل ذاتي؟

    تخيّل ماذا يحدث إذا فقدت تقديرك لذاتك واحتقرتها؟
    ستدفع بالتأكيد الثمن عملياً في كل حقل تعمل به، فأنت سترى دائماً من حولك أفضل منك، وينجزون أكثر منك، وبالتالي ستدمِّر ما لديك من قدرات وتقلّل من شأن طاقاتك إلى درجة ممكن أن تصل فيها للقلق والاكتئاب والوحدة والغضب وأحياناً في الرغبة بالثأر.
    الذين يزدرون أنفسهم يبحثون عن الأخطاء ولا يرون إلا السلبيات ويفرحون لأخطاء الآخرين ومشكلاتهم.
    الذين لا يقدرون ذواتهم لهم صفات معينة تميّزهم عن غيرهم، مثل: الشعور بالذنب، الاعتذار المستمر، الاعتقاد بعدم استحقاق مكانة معينة، يميلون لسحب رأيهم خوفاً من السخرية، عدم الشعور بالكفاءة، الانطوائية.
    الإحساس بتدني قيمة الذات يجعل الإنسان يصل إلى ما هو أسوأ من اليأس والإحباط، وهو الوقوع في الزلل.
    كل هذه المكتسبات من تقبُّل النفس وتقديرها.. ألا تجعلنا نقف متمعنين في قول الله تعالى:
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي$ّفٌي أّنفٍسٌكٍمً أّفّلا تٍبًصٌرٍونّ >21<نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(الذاريات).
    «اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».. آمين آمين.>
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا يحدث لو .. ..ولماذا لا ؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-04-2011, 04:38 PM
  2. سوريا: قوات الامن تفتح النار وتقتل 3 متظاهرين في دمشق
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-03-2011, 01:10 PM
  3. ما هو العطس ولماذا نعطس ؟
    بواسطة راما في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 03:21 PM
  4. اوبرا :احترمتنا ويجب ان نحترم ذاتنا
    بواسطة منى الراعي في المنتدى فرسان جمالك سيدتي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-24-2010, 03:30 AM
  5. فتاة يهودية تتحجب....... ولماذا..........
    بواسطة كرم المصرى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-11-2006, 05:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •