-
تلويحة شجن !!
ريم سعيد آل عاطفالجمعة، 31 أكتوبر 2014 07:34 ص
تلويحة شجن !!
ويودعنا العام , ويأخذ في يديه والدي ! .
يرحل عامٌ من العمر ، وترحل معه أشياء كثيرة .. حتى البقايا !
بقايا أمان , بقايا أمل , حتى فُتات الفرح وبعض أمنياتٍ مبعثرة .. لملمها ورحل !
وتلفُّ مشانقُ الأحزانِ حبالها حول أعناقِ اللحظات والخفقات , وتُصلب الحروف على
الشفاه , وتغرق عيناي في ألمٍ قديم .
رباه كيف تستدعي الأوجاع بعضها ؟ وتنبش قبور الأسى العتيقة ، وتنشِب أظفارها في
جراحٍ لطالما توارت مختبئةً خلف جدران الصبر .
كيف يمكن لرزية اليوم ، أن توقظ كل رزايا الفقد والظلم والعذاب النائمة في زوايا
السنين ؟.
تعربد الذكريات في حنايا الروح ، وتطفئُ قناديل المُنى , تهبُّ عواصفها لتذرو رماد
الأحلام التي كانت قد اتقدت ذات ماضٍ منسي !
أصرخ حرقةً في وجه مساحات الفراغ , أئن .. أنتحب .. في حضرة زمنٍ لا يرى ولا يسمع
, تلتهم حرائق الوحشة فؤادي ، وأنزف دم الطمأنينة على ثرى العمر .. حتى القطرة
الأخيرة .
أتذكر ظلماً قديماً , وصفعات? خذلانٍ متتالية ، وكتماناً وصبراً في غير محلهما .
كيف أمكن للمرء أن يكون الضحية وباذل التضحيات ، بكل هذا الصمت بل الرضا القاتل ؟!
كيف أمكن أن يختار لنفسه الهامش طويلا ، ليُفسح عمق الاهتمام والحياة والسعادة
لغيره ؟!
أن يذبح راحته وأحلامه أضحيةً في أعياد من حوله ؟!
أن يمسح دمعهم ويجلوا همّهم ، ثم ينزوي بدمعه وكمده وحيداً يغتاله الانكسار
والاحتياج ؟!
أن يكون موطن ثقتهم والمرفأ حيث ترسو متاعبهم ، ثم يبحث في غربته وعند تمزّق روحه
وتيه خطواته عن وطنٍ آمنٍ فلا يجد ؟!.
ورغم الدعاء لمن لا يخيب به الظن ، ولا ينقطع فيه الرجاء . أدرك في خضم هذا الضعف
والظلام أنه لو كنت أكثر إيماناً وصلاحاً , وإلى الله أقرب وعلاقتي به أوثق ، ما
تداعى عالمي بهذا الشكل وما ثارت أشجان العمر وما خنق الألم أنفاس الحياة !.
رحيل :
أنفاسنا في الأفقِ حائرةً
تفتش عن مكان
جثث السنين تنام بين ضلوعنا
فأشمّ رائحةً
لشيءٍ مات في قلبي
وتسقط دمعتان
_ فاروق جويدة
-
ما اروع هذه التلويحة وما اطيبه من شجن ... سطور من الحروف الملتهبة سلسه جميلة ... عاشت الايادي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى