أعشاب وخلاصات طبيعية تعزز صحة العقل مريم مراد Thursday 05-04 -2012 أقام قسم الأمراض النفسية في مستشفى ماسا تشوستش العام الاميركي مؤتمراً ليوم واحد في أوائل شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، ناقش فيه المجتمعون أهمية وفاعلية الطب البديل، وبخاصة الأعشاب والخلاصات الطبيعية، في العلاجات النفسية.
وهنا عرض لهذه العلاجات التي أوصى بها المؤتمرون المختصون الذين حضروا المؤتمر، والتي تعزز الصحة العقلية:
حمض الفوليك
حمض الفوليك (Folic acid) هو شكل صناعي من فيتامين "بي" الذي يوجد في الخضراوات الورقية والحمضيات والفواكه والبقول والخبز الأسمر ورقائق حبوب الإفطار. وهو متوافر كحبوب فيتامينات أو علاج دوائي موصوف طبيا ("ليكوفورين" leucovorin أو "إل - ميثيلفلوايت" L-methylfloate). ويصلح لعلاج الاكتئاب، ويعزز الشعور بالارتياح عندما يتم تناوله مع مضاد للاكتئاب، وبخاصة لدى السيدات. وتنصح كتب الإرشادات الفيدرالية بتناول 400 ميكروغرام يوميا من حمض الفوليك في حالة البالغين. ويوضح بعض الأبحاث أنه ينبغي أن تتناول السيدات في سن الإنجاب 800 ميكروغرام يوميا. وغالبا ما تكون جرعة "إل - ميثوفولات" (دبلين Deplin) عادة 15ملليغراما يوميا عندما يتم تناولها مع مضاد للاكتئاب.
تنبيه:
حمض الفوليك لا يجدي نفعا في علاج الاكتئاب إذا تم تناوله وحده، ولا ينبغي أن يتم تناول جرعة أكبر من التي يُنصح بها وهي ألف ميكروغرام يوميا.
مركب "إس أدنوسيل - إل ميثيونين"
إن مركب "إس أدنوسيل - إل ميثيونين" S-adenosyl-L-methionine) SAMe)، هو مادة تفرز طبيعيا في جسم الإنسان تعزز إنتاج ناقلات عصبية عدة تساعد على تنظيم المزاج.
وهذا المركب يساعد على علاج الاكتئاب، ويتم تناول المادة وحدها، ومفعولها مشابه لمفعول أدوية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. ويمكن استخدامه كعلاج تكميلي، حيث يعزز فاعلية "مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية" (SSRI) أو دواء "فينالافاكسين" (venlafaxine) ("إفيكسور" Effexor).
وتتراوح الجرعة الموصى بها بين 400 و1600 ملليغرام يوميا، رغم أن الكثيرين سيحتاجون إلى تناول ثلاثة آلاف ملليغرام يوميا لتخفيف الأعراض.
تنبيه:
إن تناول المادة مع مضاد اكتئاب، بشكل عام، مسألة آمنة في أغلب الأحوال، لكنه، وفي حالات نادرة، قد يؤدي إلى ظهور "متلازمة السيروتونين"، وهي مرض ذو مضاعفات مميتة، وأعراضه عبارة عن هياج وقلق واضطراب وغثيان وقيء وخفقان في القلب، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى الجنون لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب "ثنائي القطب" bipolar disorder
عشب الغنكة
عشب الغنكة ذو الفصين "شجرة المعبد" (Ginkgo biloba) من الأعشاب الطبيعية المستخلصة من أوراق شجرة الغنكة. وتفيد هذه الأعشاب في علاج مرض ألزهايمر والمشاكل الجنسية الناجمة عن تناول مضادات الاكتئاب. ولا يكون لهذا النوع من الأعشاب فاعلية تذكر في علاج التأخر المعرفي لدى الذين يعانون من مرض ألزهايمر إذا تم تناوله وحده، حيث يكون تأثيره مثل تأثير مثبطات الكولينيستراز (cholinesterase inhibitor) مثل دواء "دونيبيزي" (donepezil) ("آريسيبت" Aricept).
ويمكن للغنكة تعزيز فاعلية مثبطات الكولينيستراز إذا تم تناوله كمكمل. ويمكن أن يحد من المشاكل الجنسية الناتجة عن مضادات الاكتئاب.
وتتراوح الجرعة التي ينصح بتناولها بين 120 و240 ملليغراما يوميا.
تنبيه:
ينبغي عدم توقع نتائج سريعة، حيث لا يظهر أي أثر على القدرات المعرفية لدى المريض إلا بعد ثمانية أسابيع على الأقل، إن لم تمتد إلى عام. ولا يُنصح المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية بتناوله. وكذلك لا يجدي نفعا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حياة تتسم بالتوتر.
الناردين
الناردين (valerian) عشب مستخلص من جذر زهرة الناردين (Valeriana officinalis) وردية اللون. ويفيد في علاج التوتر واضطرابات النوم. ويمكن أن يكون مفيدا لكبار السن، حيث لا يسبب مشاكل تتعلق بالذاكرة والتفكير، مثلما تفعل علاجات البنزوديازيبينات (benzodiazepines) (العقاقير المنومة). وربما يساعد أيضا الأطفال الذين يعانون من الأرق. وقد يقلل التوتر ويساعد على النوم في حالة الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (attention deficit hyperactivity disorder).
وتتراوح الجرعة التي يُنصح البالغون بتناولها من 450 إلى 600 ملليغرام يوميا. وينبغي استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة للأطفال.
تنبيه:
يمكن أن يسبب عشب الناردين ألما في الرأس واضطرابا في المعدة. وليس من الواضح بعد ما إذا كان آمنا بالنسبة للسيدات الحوامل، حيث لم يتم اختباره. ويستغرق مفعول الناردين وقتا، لذا من غير المناسب استخدامه كعلاج فوري للأرق.
أحماض "أوميغا 3"
أحماض "أوميغا 3" (Omega-3 fatty acids) هو أحماض دهنية تتوافر في الأسماك التي تعيش في المياه الباردة مثل السلمون والسردين والأنشوجة. ويمكن للأشخاص الذين لا يتناولون السمك، لذا الحصول عليها من أقراص زيت السمك. ابحث عن المكملات التي تحتوي على الحمضين "EPA" و"DHA". وهذه الأحماض تصلح لعلاج اضطراب ثنائي القطب (Bipolar depression) وحالات الاكتئاب الشديدة. ويمكن أن تعزز فاعلية مضادات الاكتئاب. وتصلح أحماض "أوميغا" لأن تكون علاجا وحدها للذين يقلقون من الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب، مثل كبار السن الذين يعانون من عدة أمراض، أو الحوامل أو المرضعات. ويمكن أن تفيد الأحماض الدهنية الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، لكنها قد تؤدي إلى الإصابة بالهوس، لذا من المهم أن ينصح بتناول هذه الأحماض مع الأدوية التي تساعد على اعتدال الحالة المزاجية.
وتنصح الجمعية الأميركية للطب النفسي - على غرار نصيحة جمعية القلب الأميركية التي تشير إلى أهمية تناول أحماض "أوميغا 3" للوقاية من أمراض القلب - بتناول البالغين السمك على الأقل مرتين أسبوعيا. وينبغي أن يتناول من يعانون من اضطرابات نفسية أو اعتلال في المزاج أو عدم القدرة على التحكم في انفعالاتهم من غرام واحد إلى غرامين من أحماض "أوميغا".
تنبيه:
قد تساعد المكملات من يعانون من الاكتئاب، لكن لا ينبغي أن تزداد الجرعة عن ثلاثة غرامات يوميا، حيث يزيد هذا من مخاطر الإصابة بالنزيف المعوي (gastrointestinal bleeding) واضطرابات في المعدة.
نبتة "سانت جونز"
نبتة "سانت جونز" (St. John›s wort) هي أعشاب تستخلص من عشب العرن (Hypericum perforatum)، وتصلح لعلاج الاكتئاب، ويمكن تناولها وحدها لمساعدة الذي يعانون من أعراض اكتئاب طفيفة أو معتدلة، لكنها لن تكون مفيدة على الأرجح في حالات الاكتئاب الشديد. وتصلح لأن تكون بديلا لعقاقير الأطفال والبالغين. ويمكن للبالغين تناول ما بين 900 و1800 ملليغرام خلال 24 ساعة بتناول قرصين أو ثلاثة أقراص خلال اليوم.
تنبيه:
يمكن لنبتة "سانت جونز" الحد من فاعلية الكثير من العقاقير، لذا ينبغي استشارة الطبيب قبل تناولها. ولا ينبغي أن يتم تناولها مع مضادات الاكتئاب، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى "متلازمة السيروتونين" التي قد تسبب الوفاة، وإن كان ذلك في حالات نادرة، وهي مرض ذو مضاعفات مميتة وأعراضها عبارة عن هياج وقلق واضطراب وغثيان وقيء وخفقان في القلب.
الميلاتونين
الميلاتونين (Melatonin) هو مادة تفرز داخل جسم الإنسان لتنظيم الإيقاعات اليومية، أي الساعة البيولوجية، مثل دورة النوم والاستيقاظ. وتصلح هذه المادة لعلاج اضطرابات النوم، وتحسن النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من الفصام (schizophrenia) أو حالة اكتئاب شديدة أو الاضطراب الموسمي. ويمكن أن يكون بديلا للعقاقير، خصوصا بالنسبة للأطفال وكبار السن.
وتتراوح الجرعة التي ينصح بتناولها يوميا بين 0.25 و0.30 غرام، ويمكنها أن تساعد على التمتع بنوم أفضل.
تنبيه:
يمكن البدء بتناول جرعة قليلة، لأن زيادة الجرعة قد تؤدي إلى الشعور بالنعاس خلال فترة النهار أو بالتشوش الذهني. وينبغي قراءة نشرة المنتج، لأنه في بعض الحالات يحتوي القرص أو الحبة على خمسة غرامات من الميلاتونين.
مجلة بلسم العدد 441 لشهر آذار 2012