• كلنا بات يعرف أن مايفعله الغرب اليوم في الوطن العربي هو للهروب من الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعيات انهيار منطقة اليورو العالمية وافلاس بعض الحكومات الغربية مثلما حصل في ايطاليا واليونان وأزمة الديون الأمريكية المتفاقمة وضمان أمن إسرائيل كذلك أذاً هي الحرب بمجلها ليست حرب استعادة حرية من أنظمة عربية استبدادية كما يروجون بل هي حرب اقتصادية في مضمونها غير المعلن للتخفيف من أزمتهم المالية بالسيطرة على ثروات الوطن العربي ونهبها كما حصل في العراق وليبيا من خلال مشروع استعماري جديد ولكنه هذه المرة اقتصادي وليسى عسكري آخذين بعين الاعتبار مصالح إسرائيل في ذلك المشروع ومنذ سنوات والخبراء الغربيون يعملون لذلك من خلال رسم مخططات ودراسة معطيات مستخدمين أدواتهم من العرب للبدء بتنفيذ مشروعهم بإعادة رسم الجغرافية السياسية في الوطن العربي بأشراف اليهودي برنار ليفي وعرب الردة الذي نتج عنه مانتج في خريفهم العربي فذهبت مصر إدراج الرياح وتاهت بين عسكرة المجتمع ومدنيته وأخرجت بشكل نهائي من دورها العربي والإقليمي في المنطقة من خلال خلق الفوضى وعدم الأستقرارالداخلي رغم أننا اعتقدنا في مرحلة ما أن الدور المصري الذي غيبه مبارك لعقود قد يعود قوياً لكن شيء لم يحصل . الدولة الليبية هي الأخرى أصبحت في ذاكرة الأمة العربية وغاب دورها نهائياً تو نس واليمن كذلك إذا هي حرب قذرة في المنطقة فلم تعد الجيوش قادرة على تحقيق ماتحققه حروب التفتيت والمؤامرات والفتنة في تقسيم الوطن العربي والاستيلاء على ثرواته وذلك بسبب مالاقته هذه الجيوش الغربية من مشاريع المقاومة العربية التي استنزفت قدراتها العسكرية والمالية وخير دليل المقاومة في لبنان والعراق والانسحاب الأمريكي المهزوم من العراق
• لذلك كله كان التحول في الإستراتيجية الغربية تجاه الوطن العربي من حرب جيوش إلى حروب يديله اقتصادية وسياسية ودينية فكان الربيع العربي الذي استعجل المنطقة إلى فصل الخريف من خلال ماساهم به عرب الردة والأتباع وخاصة مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها قطر التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في عداء الأشقاء فقد شاركت الطائرات القطرية في قتل الليبيين ضمن العدوان العسكري على ليبيا وتأمرت على سورية في أبشع صور العمالة والتأمر عندما جيش أعلامها الكاذب وشيوخها المتأمركون حملة غير مسبوقة ضد سورية حتى استطاعوا فرض عقوبات اقتصادية ضد الشعب السوري الذي بات يعرف أنهم أعداء من الدرجة الأولى وأن وعيهم أكبر مما يحكه الغرب والعرب لان السوريون يعرفون أكثر من غيرهم فن اللعب بالسياسة وما تخفيه سطورها لذلك خرج إلى الشوارع ليقول لا لقرارات حمد ليفي .
• فقد فعلو ا الأشقاء ماعجز الغرب عن فعله ضد سورية لتكون فعلتهم البوابة للتدخل الغربي في سورية وهذا ماأكدته ردود الأفعال الغربية التي رحبت وشجعت تلك العقوبات وبدأت تتحرك ضمن أروقة مجلس الأمن لأعداد مشروع قرار جديدضدسورية . ولكن روسيا هذه المرة قررت الخروج عن لغة الدبلوماسية فأرسلت سفنها الحربية كرسالة واضحة للغرب والعرب لتقول بوضوح أن، الممنوعات ثلاث ممنوع تغير النظام في سورية ممنوع التدخل العسكري ممنوع دور تركي في المنطقة وبالتالي أسقطت تلك الممنوعات الثلاث المشروع الأمريكي الغربي التركي في المنطقة و أنهت روسيا من خلال الأزمة السورية سياسة القطب الواحد واستعاد ت دورها الدولي وبدأ العالم يعيش حالة من التوازن بين شرير قوي وقوي شريف .
جلال سفان الطائي