حوار مع الكاتب المصري مجدي شلبي
من إعداد عبد القادر كعبان من الجزائر
كيف يقدم مجدي شلبي نفسه للقارئ؟
القارىء لم يعد لديه ثقه فيما يقوله الكتاب عن أنفسهم؛ بقدر ثقته فيما يقوله الآخرون عنهم؛ فبحسب ما وصفنى الكاتب الكبير الأستاذ سمير بسيونى الرئيس السابق لفرع اتحاد كتاب الدقهلية ودمياط بمصر؛ أقدم نفسى:
"الكاتب (مجدى شلبى)يُعد بحق أول كاتب مقال ساخر فى محافظة الدقهلية".... وأشرف بعضوية اتحاد كتاب الانترنت العرب ـ وعضوية المدونين العرب ـ وعضوية النادى الأدبى بقصر ثقافة المنصورة ـ وعضوية أتيليه المنصورة للفنون والآداب ـ وعضوية رابطة أدباء الشام ـ وعضوية موقع القصة العربية ـ وعضوية ديوان العرب ـ وعضوية رابطة أدباء الأمة ـ وكاتب فى العديد من المواقع الالكترونية منها : دنيا الرأى وشبكة بابل للثقافة والإعلام وموقع الموقد وموقع المثقف.....
كيف كانت البداية ؟ ومن وقف بجانبك مشجعا ؟ وماتأثير موقفه على مسيرتك الأدبية؟
قد يدهشك أن بداية موهبتى كانت فى مجال الفن؛ رساماً ثم عازفاً على آلة العود؛ ومع دندنة العزف كتبت بعض الكلمات الشعرية، التى رحت أتغنى بها؛ أما البداية الحقيقية للكتابة الأدبية عموماً، والساخرة على وجه الخصوص؛ فقد بدأت معى فى مطلع الثمانينات؛ عندما عرفت الطريق لمراسلة الصحف والنشر بها... فكنت أفرح بما يُنشر لى دون الاكتراث بحفظه
ومرت الأعوام ثقيلة كعادتها؛ إلى أن منحنى شقيقى الأستاذ الدكتور أحمد عثمان جهازاً كمبيوترياً (حاسوباً)استطعت من خلاله التواصل مع كبار الكتاب فى الصحف العربية، وعلى رأسهم الراحل الكبير الدكتور محمد صادق دياب؛ الذى كان يكتب وقتها فى جريدة الشرق الأوسط ويرأس تحرير مجلة الحج والعمرة التى تصدرها وزارة الحج السعودية؛ هذا الرجل الذى منحنى وساماً على صدرى وتاجاً على رأسى بكلماته المشجعة، التى منها هذه العبارات:
ـ "أنا معجب فعلاً بخفة ظلك ورشاقة إسلوبك" ....
ـ "أنت حقاً تمتلك اسلوب ساخر ساحر مبهج ، فلماذا لاتناضل فى سبيل إبراز موهبتك .... أنت تستحق ذلك ...حاول"
ـ"أنت فنان لا تحتاج إلى شهادات ... يمكن للعالم أن ينتج ملايين الناس من حملة الشهادات لكنه سيعجز عن خلق فنان ، فتلك موهبة يصنعها الله ، ليس مهماً أن تشتغل بالصحافة ولكن ابحث عن فرصة لنشر كلماتك الساخرة"
ـ "أكتب يامجدى بإصرار ، وستثقب جدار الظلمة يوما"
ـ "إنك مؤهل لطباعة كتاب يضم عباراتك الساخرة ، أنت موهوب حقيقى"
فكانت العبارة الأخيرة هى الدافع وراء تجميعى لما أمكن من كتاباتى السابقة وطبعه فى كتاب بعنوان (لهذا وجب التنبيه!) وانبريت أكتب وأنشر فى الصحف الورقية والمواقع الالكترونية؛ أشعاراً ومقالات وقصص قصيرة يغلب عليه الحس الساخر حتى يومنا هذا، وإلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا
تكتب القصة القصيرة والشعر و المقال الساخر ، أي من هذه الفنون أكثر تمثيلا لمجدي شلبي؟
الشعر هو ابنى المدلل، والمقال هو ابنى الأكبر، والقصة القصيرة هى ابنتى التى أهملتها سنيناً، وأريد أن أعوضها الآن عدلاً وإنصافاً .... الثلاثة أبنائى، من صلب قلمى، ويحمل كل منهم اسمى؛ لكن ابنى الأكبر هو الأكثر تمثيلاً لى وتعبيراً عنى...
كيف على الكاتب أن يطور أدواته التعبيرية وطاقاته الفكرية وهل الموهبة وحدها كافية ليكون الكاتب مبدعا حقيقيا؟
الموهبة ضررية لكنها لا تكفى وحدها؛ فهى تحتاج إلى اكتساب مهارات، وتطوير أدوات، واستفادة من خبرات سابقة عن طريق القراءة والاطلاع وحضور الندوات والمناقشات والاحتكاك بالأوساط الأدبية، وفتح مجالات الحوار وتبادل الرؤى والأفكار حول الإنتاج الأدبى المطروح
من هو الأديب أو الأديبة التي مازلت تعتبرها أستاذة لك ؟ ولماذا؟
لقد تتلمذت على كتابات ابراهيم عبد القادر المازنى الذى علمنى السخرية، وزكى نجيب محمود الذى علمنى المقال، أما أستاذى ومعلمى الأول فهو سلامة موسى الذى علمنى التمرد، وقد كتبت عنه كتاباً (بخط يدى) وأنا عمرى 18 عام بعنوان (يقظة الوعىـ ترجمة لفكر وحياة سلامة موسى)....ولا يمكن أن أغفل دور عشرات الكتاب الذين قرأت لهم؛ فساهموا فى تشكيل وجدانى، واستفدت من أفكارهم وأساليبهم وإبداعاتهم المتنوعة؛ فى شتى صنوف المعرفة الإنسانية.....منهم على سبيل المثال لا الحصر: جبران خليل جبران، محمد حسين هيكل، طه حسين، محمود تيمور، عبد الله الطوخى، أنيس منصور، مصطفى محمود....فضلاً عن أشعار نزار قبانى وفاروق جويدة
لماذا تعتبر الرواية الأهم إزاء السرود الأدبية الأخرى في نظرك؟
قد يعتبر البعض أن الرواية هى الأهم فى مجال السرد الأدبى؛ ولكنى أرى أن القصة القصيرة جدا (الأقصوصة) هى الأنسب باعتبارها متوافقة مع رتم الحياة السريع
حدثني عن مجدي شلبي الكاتب قبل وأثناء وبعد الثورة؟
الكاتب عموماً فى ثورة مستمرة قبل الثورة التى تقصدها بسنوات، وسيظل فى ثورة؛ لأن الكتابة فى حد ذاتها هى تعبير عن حالة غضب؛ هى محاولة لتغيير الواقع، هى تمرد على حالة الخنوع والخضوع والاستسلام، هى استشراف لمستقبل أفضل يليق بكرامة الإنسان الذى كرمه الله على سائر المخلوقات، فلا ينبغى أن يهان على يد أخيه الإنسان ....
ماذا تعني الحرية لمجدي شلبي؟ متى تكون كاملة ومتى يكون لها خطوط حمراء لا يتوجب تجاوزها؟
الحرية عكس العبودية، وكما لا توجد وسطية بين العدل والظلم، لا ينبغى أن تكون هناك وسطية بين الحرية والعبودية، وأعتقد أن الكاتب الحقيقى داخله ضمير يمثل خطوطه الحمراء التى لا يتجاوزها، وليس فى حاجة لخطوط حمراء تفرض عليه من الخارج ....
هل تشعر أن المثقف العربي عموما يتمتع حقا بالحرية؟
أعتقد أن المثقف العربى ليس لديه مشكلة مع مقولة (الحرية بلا سقف تُعد فوضى) ولكن المشكلة فى صانع السقف الذى يحدد ارتفاعه وانخفاضه طبقاً لمعايير مختلفة؛ فالسقوف متأرجحة الارتفاع من دولة لأخرى، ومن نظام حكم إلى نظام حكم آخر ....
وكيف يقرأ مجدي شلبي زملاءه الكتاب في مصر تحديدا، وفي الوطن العربي عموما؟
الفضاء الالكترونى زاخر بالعديد من المواقع والمنتديات الأدبية؛ التى أصبح معها متابعة الكُتاب عملية صعبة؛ خصوصاً فى ظل ما أعانية من ضيق الوقت؛ الذى يتوزع بين قضاء متطلبات واحتياجات أسرتى؛ وكتاباتى، ومتابعة مشروع (موقع لكل أديب) الذى تبنيته، وأنفذه خدمة للإخوة الأدباء؛ الذين لا يملكون الوقت لعمل بلوج خاص لكل منهم أنشر له فيه إبداعه الأدبى، وصوره ولقاءاته وأخباره الأدبية والثقافية، وأظل على تواصل معه لتدوين كل جديد؛ ومن خلال هذا الحوار أدعو الأخوة الأدباء والأديبات من كافة أقطار وطننا العربى، الذين يرغبون فى الاشتراك بهذا المشروع؛ أن يقوموا بالتواصل معى على إيميلى shalaby_magdy@yahoo.com
أو تليفونياً على جوال رقم:00201008784120
لكننى هذا وذاك أتابع زملائى الأدباء من خلال حضورى لندوات ومناقشات أعمالهم، كما أقرأ باهتمام كل ما ينشره الأستاذ عبد القادر كعبان فى العديد من المواقع الهامة، فضلاً عن كتابات الأخوة الأدباء فى موقع القصة العربية وديوان العرب ورابطة أدباء الشام وأدباء الأمة ودنيا الرأى وغيرها، وهى كتابات رائعة بحق .....
أين تكمن روعة النص الناجح بكل المقاييس بغض النظر عن جنسه الأدبي؟
النص الناجح هو النص المدهش الذى يمتعنا، ويقلقنا؛ يشبعنا، ويفزعنا؛ فيتركنا على حال غير الحال الذى دخلنا به عليه.....
كيف يمكن إثارة القارئ وتحفيزه على مواصلة عملية القراءة؟
ضغوط الحياة الاقتصادية تدفع المواطن للعزوف عن القراءة، ولا يعقل أن تطلب من فقير فى جيبه عشرة جنيهات؛ أن يشترى كتاباً، ويجوع أولاده... فضلاً عن عنصر الوقت الذى يمضيه فى أكثر من عمل ليوفر لأسرته قوت يومهم بالكاد فى ظل ارتفاع الأسعار...... وطبقاً لهذا الواقع المؤلم تكون إثارة القارىء وتحفيزة للقراءة مرتبطة بالنهوض بالمجتمع اقتصادياً وتحقيق حياة كريمة للمواطنين أولاً وقبل كل شىء ...
ماهي رؤية الكاتب مجدي شلبي للمؤسسات الفاعلة في مجال الكتابة والقراءة ؟ ومالمطلوب لتطويرها ؟
المؤسسات الثقافية تدار بطريقة روتينية عتيقة لا تتسق مع التطورات التى يشهدها العالم والمجتمع؛ والأمل معقود على ما يتم الآن من تعيين بعض الأدباء فى مناصب قيادية بالمؤسسات الثقافية؛ فهم الأقرب والأوعى والأفهم لمشاكل وهموم المثقفين والأدباء، والأجدر على حلها.....
ماهي العوامل التي تحول بين الأديب وبين نشر ابداعه اليوم في نظرك؟
مشكلة نشر الإبداع ورقياً مرتبطة بالمشاكل الاقتصادية التى يعانى منها الأدباء على وجه الخصوص؛ لأن الأدب هو المهنة الوحيدة التى لا يمكن أن توفر لممارسها الحد الأدنى من المعيشة، وأنا أعرف بعض الأدباء الذين باعوا بعض أثاث منازلهم ليطبعوا كتاباً؛ ثم واجهتهم صعوبة النشر والتوزيع؛ بسبب إحجام الناس عن القراءة؛ أما النشر الالكترونى فهو مجانى العرض ومجانى العائد أيضاً
من يستطيع أن يقول عن الكاتب أنه موهوب، الناقد أم القارئ أم الزمن؟
الذى يملك الحكم الصحيح على وجود موهبة من عدمه: الناقد إذا كان أميناً، والقارىء إذا كان واعياً، والزمن إذا كان عادلاً...
ما جديد الكاتب مجدي شلبي؟
هناك مجموعة قصصية تحت الطبع(حُمرة خجل) وأخرى فى مرحلة الإعداد (جار الهنا)، فضلاً عن تأهبى لإلقاء ثلاث محاضرات فى الثقافة العامة بفرع ثقافة الدقهلية تابع الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال الشهر الجارى (أكتوبر 2012) بإذن الله .... هذا وقد صدر لى خلال السنوات القليلة الماضية ثمان كتب هى على الترتيب : لهذا وجب التنبيه ـ كلام والسلام ـ أسئلة ساذجة ـ كلمة فى سرك ـ من مذكرات زوج مخلوع ـ الرقص على سلم الصحافة ـ رباعيات مجدى شلبى ـ زواج على صفيح ساخن .
هل من كلمة ختامية لقرائك؟
أشكركم وأتمنى أن تتابعون إنتاجى الأدبى من خلال موقعى الشخصى على الانترنت :
magdyshalaby1.blogspot.com
وخالص التقدير والاحترام لمجرى هذا الحوار الكاتب والشاعر الأستاذ عبد القادر كعبان