جنّة التنين
***
جنات عدنٍ تحتَ جفن حبيبتي
سجنٌ
تعلَّقَ في عيون سجين
تغدو صباً
وتروح ريحاً صرصراً
وتلفّ جيش القبح باليقطين
وأنا أخبئُ شطر وهمي في دمي
وأدسُّ في كهف الجنون
جنوني
**
حواءُ
قاتلتي الجميلة .. بللي
بدموعك البلهاءِ عرشَ ظنوني
وتملقيني
واركضي في بيدري
في لجتيك حواضري وسفيني
واستعطفي ما شئتِ .. قلبَ متيمٍ
ما جسَّ منذ هواك .. حبل يقين
منذ استقلَّ إليك خيلَ غرامه
لم ينجُ من شرَكٍ
سوى لكمين
تَلْقَيْنَهُ
شفةٌ تَقَاطَرُ رقّةً
ويداً مقوّسة على سكّين
**
ذوّبت في دمه أناشيد الهوى
وملأت عين الشكِّ بالزيتون
وحلفت
حتى خاب ظنُّ نصيحةٍ
سيقتْ له
وافترَّ ثغرُ خؤون
ولبست ثوب الخالصين
بريئةً
وسجدت
في محرابه المفتون
وملأت شاطئه الحزين نوارساً
وشققت عن سرّ له مكنون
**
حتى إذا استوثقت من جريانه
في غير إنكارٍٍ ولا تخوين
وملأت كأسكِ من غوافل نبضه
وطمست عين العقل
بالأفيون
عادت خطاك تسوق أوّل دربها
وتدوس فلَّ وفائها في الطين
**
فلتعلمي
أني برغم تولعي
وبرغم شدّة فتنتي
وجنوني
وبرغم أحزان المساءات التي
لا تلتقيك .. وغصتي .. وحنيني
والنار تأكل من بقايا أضلعي
والوجد
لا يفنى .. ولا يفنيني
وبرغم خمر تعلقي
ومقنَّعٍ
مازلت أرهن في يديه سنيني
سأعود – أقسم – للميادين التي
شهدت ولادة ذلك التنين
سأعود
لا لأقيه حَرَّ هواجري
وأعود
لا لأريه بردَ يقيني