بعض مُسميات المهن لا تخلو من طرافة
هناك بعض المهن لا يحتار من يلتقي بأصحابها من إطلاق اسم يطابق حقيقة المهنة التي يمتهنها هؤلاء، فمثلاً من يتعامل مع الأخشاب وأعمالها يسمى (نجار) ومن يتعامل مع الحديد يُسمى (حداد) ومن يصنع الكباب (كبابجي) ومن يُدرس الطلاب (مدرس) وهكذا.
لكن أن يعبئ أحدهم استمارة تُطلب منه في معاملاته الرسمية وغير الرسمية، ويضع قُبالة خانة المهنة (رجل أعمال) أو تضع سيدة أمام تلك الخانة (ربة بيت) فذلك ما يحتاج الى تمعن.
قد يكون الشخص الذي يكتب مقابل خانة المهنة في الاستمارة (رجل أعمال)، قد يكون عاطلاً عن العمل، أو أنه يعمل جاسوساً أو مخبراً سرياً ولا يريد أن يُفصح عن طبيعة مهنته، وقد تكون إفادته عن مهنته تتم بالمشافهة لأغراض النصب والاحتيال، فيحاكي علية القوم الاقتصاديين والإداريين في كل مظاهرهم الخارجية من ملبس وعطور ومقعد في طائرة (مقاعد رجال الأعمال!) ونوع السيارة التي يركبها، ولكنه في حقيقته لا يزاول أي عملٍ معين، ويريد أن يحشد كل أدوات النصب والاحتيال من أجل تهريب معين أو التوسط لصفقة يطوله منها نصيب أو أنه يريد التقرب من ثري ليشاركه أو يزوجه ابنته الخ.
ليس هناك أعمالٌ غامضة يحتار الناس في تسميتها ليلصقوا بها مسمى (رجل أعمال)، فإن كانت تتعلق بالتجارة، فالأولى أن يُسمى (تاجر)، وإن كانت تتعلق بالصناعة تسمى باسم يتعلق بما يصنع وحتى السمسرة مهنة معروفة منذ القِدم، فلماذا اسم (رجل أعمال)؟
بجانب آخر، يُطلق على المرأة التي لا تزاول مهنة، بأنها (ربة بيت)، ولا أدري لماذا هذا التصنيف، فهي امرأة بلا عمل مصنف، لأن كل النسوة المتزوجات هن ربات بيوت، فهل يقال للرجل (الزوج) الذي لا يزاول عملاً (رب بيت)؟ الجواب: كلا، فتملأ خانة المهنة في استمارته (عاطل عن العمل).
ولو أن المرأة المتزوجة كانت تعمل معلمةً، أو طبيبة أو مهندسة، هل ستسقط عنها صفة (ربة بيت)؟
مجرد ملاحظة