الإنجاز ... , والهمة العالية .
يحتاج الوصول إلى تحقيق أي إنجاز يشار له بالبنان ويمدحه القلم واللسان همة عالية من صاحبة ,
فالهمة هي الطريق إلى الإنجاز ورفيقة كفاحه وكفاح من يقوم به , وصاحب الهمة العالية هو من دائماً ينظر إلى الذوائب التي تعلو وتغطي قمم الجبال ينظر على الدوام إلى الأعلى غير آبه بالسفاسف والسفليات التي تريد أن تعيقه عن تحقيق إنجازه الذي يسعى لأن يجعله حقيقة على أرض الواقع يشاهدها كل ذي نظر , وهو في سبيل تحقيق إنجازه الراقي يكون كالجبال الراسيات متترساً بالحق ومتسلحاً به ثابتاً كالطود الشامخ ومتسلحاً بعد قوة الحق بهمته العالية الجبارة التي تذيب الجبال لا أن تفتتها فقط , فطريق الكرام إلى المكارم والمبتغى عند العظام العظائم كما قال الشاعر :
" على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ .:. وتأتي على قدر الكرام المكارمُ ..."
ويعرف أهل العزائم القوية والهمم العالية التي تبتغي الإنجاز وتسعى سعياً حثيثاً لتحقيقه بالبعد عن السفاسف والتفاهات والتفرغ للعظائم والانشغال بكبار المهمات والاهتمام بأهم القضايا والتفاعل معها
والبعد عن كل ماينقص من الإنسان قدره وقيمته كإنسان قبل أن يكون خلاقاً ومفكراً أو أديباً وفناناً ,
فالإنجاز لابد أن يكون الهدف الأسمى لكل إنسان خلاق مبدع
ولكن ياترى أي إنجاز هو مايجب علينا أن نسعى إليه ؟ إنها قضية شائكة وفضفاضة جداً متنوعة التناول بتنوع الطيف البشري بأفكاره وقناعاته وتوجهاته في تلك الحياة
وهل يصبح الإنجاز في حد ذاته قيمة ؟ أم أن قيمته مرتبطة بالإجابة على السؤال السابق أي نوع من الإنجاز هو ؟
وهل الهمة العالية تشرف صاحبها مهما كانت موجهة في الخير أم في الشر ؟ أم أن الذي يشرف صاحبه ويعلي من قدره هو الهمة العالية الموجهة للخير فقط ؟
كثيرٌ من الأسئلة والطروحات حول الإنجاز وعلاقته بالهمة وحول كلٍ منهما ولن ينتهي تفكير الإنسان في تفاعلاته مع تلك الحياة إلا بموت الإنسان نفسه .
وهنا وضعت النقطة الفاصلة وعدت من أول السطر
وأترك لكم الفقرة للتفاعل معها وإبداء الرأي حولها
تقبلوا تحياتي وتقديري
إسماعيل إبراهيم