السلام عليكم ورحمة الله .. لست أذكر اسم الشاعر الذي كتب .. يا سيدي الجمهور إني حزين!!بغض النظر عن اسم شاعر .. إنني حزين .. مرتين .. أعلم يقينا أن التلفاز هو الجهاز الأخطر والأقدر على "برمجة"عقول الناس .. ولكن أن يصل أمر"البرمجة"إلى وضع الحلال في مرتبة مساوية للحرام .. بل ربما عد حلال التعدد أسوأ من الحرام !! فذلك أمر بعيد التصور .. يا لها من رسالة ... يا لها من رسالة.الحزن الثاني أن يكن المحيطات بالزوجة وقودا لإشعال مزيد من النار .. وتحريض الزوجة على الطلاق .. إذا عدد زوجها .. بدلا من سكب الماء على النار ... والتفكير من الأمر من جوانبه المختلفة .. ومقايسة المنافع بمضرة الضرة .. خصوصا حين لم يفاجئ الزوج زوجته بخبر زواجه .. مما يشي بمكانتها عنده .. ولكن من يهتم؟!ألم تقل قبلُ صديقة لصديقتها التي تزوج عليها زوجها :زي ما خانك خونيه؟ألم تقل بعض الزوجات أنهن يفضلن أن يمارس الأزواج الحرام على التعدد ؟!ألم يهجر أولاد – ذكورا وإناثا – زوجة والدهم الثانية .. انتصارا لأمهم ؟!!إنه تاريخ من الإساءة للتعدد عبر الدراما .. خصوصا هنا في الخليج .. رغم أن التعدد جزء من تركيبة المجتمع القبلي الأساسية .. المثال الاقرب هو مسلسل اسمه "سهم الغدر" .. زوجان أنجبا ولدين – ذكرا وأنثى – وصلا إلى المرحلة الجامعية .. وذات صيف طلبة الأسرة من الأب الإذن بالسفر إلى مصر في الإجازة ،ولكنه رفض لأنه لا يستطيع أن يسافر معهم،وهو يرفض سفرهم دونه .. ثم وقع في"حب"سكرتيرته .. وهنا وافق على سفر الأسرة بدونه .. كمثال أولي على "التغير"الذي حصل للزوج الأب ..مشكلة ذلك الأب الزوج أنه لم يلجأ للحرام .. أو للمسيار .. بل انتظر حتى عادت أسرته من السفر.وهنا قامت الدراما بحبك وسبك المشهد .. فقد الطلب الزوج تجهيز "شاليه" الأسرة .. وطلب من زوجته أن تعتذر عن الدعوة التي وجهتها لهم أختها .. لأنه يريد الزوجة في موضوع خاص .. وذهب بها إلى "الشاليه".. وبدلا من بثها رسائل الوجد والشوق .. أخبرها بنيته – أو قراره - الزواج !!!أطلق عليها سهم الغدر!!إنه اختيار موفق جدا – من قبل الدراما - لمن يريد أن يطلق سهم الغدر على "التعدد" .. حتى من ترى أن "التعدد"شرع الله – سبحانه وتعالى – سيعتصر الألم قلبها .. وهي ترى الظرف الذي نقل فيها الخبر للزوجة!!ثم يواصل معول الدراما هدمه .. فيتزوج الأب ..تذهب الزوجة إلى طبيب نفسي .. وبعد أحداث طويلة ..تُخطب الزوجة .. من الطبيب النفسي الذي يكبرها .. كما تُخطب أيضا من أرمل .. يصغرها في السن!!!يصاب الزوج بالتعاسة .. تصاب زوجته الثانية بالتعاسة أيضا ..تأخذ الكاميرا الزوجة وهي تقود سيارتها .. وتحدث صديقتها المقربة .. أنها لم تعد في حاجة ليه!!لاستكمال المشهد .. نستطيع أن نأخذ "لقطة" من لقاء مع ممثل أدى دور ولد عاق .. لقد شتمته امرأة كبيرة في السوق !!هكذا يعيش الناس الدراما كأنها حقيقة .. فتأثر فيهم مرتين ..وبعد .. هل الزوجة التي ترفض التعدد يتهافت عليها الخطاب!!!لاشك أن الحياة أكثر تعقيدا وتنوعا من أن يصدر منصف حكما قاطعا .. بالنفي أو الإيجاب.في مقابل القصة المفترضة التي قدمتها الدراما .. أستطيع أن أقدم أكثر من قصة .. من الواقع .. إحداها كانت الزوجة تعيش حياة رغيدة مع أسرتها .. مع زوج محب مقتدر ماديا .. لا تكاد تمر إجازة صيفية .. دون أن يأخذها إلى بلد ما .. حتى كادت أن تطوف العالم .. مع بر بأهلها .. ثم ارتكب الصواب من وجهة نظر الخطأ .. فتزوج "مسيارا"وحين علمت الزوجة .. طلبت الطلاق .. فحصلت عليه .. عقد مضى وهي من شقة إلى أخرى .. ومن إشاعة تقول أنها قد تزوجت"مسيارا" .. إلى إشاعة تنفي ذلك!هذه زفرة الحُزنين الأولين .. أما التفاصيل .. فتأتيك إن شاء الله.أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني"جريمة" .. تعدد الزوجات !!
...