منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    كتابي شاهد على العتمة ( طبع في بغداد)







    https://www.pho2up.net/do.php?imgf=pho2up_1451467140191.jpg]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/url]
























    مقدمة


    شاهد على العتمة
    الشاهد على العتمة الذي له تقرؤون الآن ليس شاهدا على ما سمع أو على ما نقلت إليه الأخبار من أحداث.
    الشاهد على العتمة الذي له تقرؤون قد عاش زمن العتمة فعلا وعانى منها كثيرا في مخيّمات اللاجئين .
    شاهد على زمن قٌتل فيه الإنسان على قارعات الطرق وأرصفة الشوارع دون مبرر يذكر . وأهينت فيه الأوطان وتمزقت.
    فما عاد من الفِرار منها مناص لمن تبقّى على قيد الحياة.
    إفادات تحكي للتأريخ قصة وطن مزّقته الحرب .وشعب شتته النار .
    إفادات تحدثت عن أصعب حقبّة زمنيّة شهدها التأريخ العربيّ . لم يكن الرّاوي الذي اختاره الشاهد على العتمة إلا لسان حال هذا الشاهد.
    بدأ الشاهد على العتمة ينشر إفاداته ..ليقرأها الجميع.
    اتخذ من إمكانيته على رسم الصورة وتجسيد الواقع أدبيّا السبيل إلى لفت نظر الآخرين لقضيّته وقضيّة وطنه الممزق .
    وتسلل من خلالهما إلى أعماق القارئ واستنهاض ما بداخله من الرفض الإنساني لما يحدث فيه من مآس وويلات.
    لم ينس شاهدنا على عتمة العصر أن لغة تجسيد الحدث لابدّ أن تكون بمستوى الحدث.
    فكتب إفاداته بدم الأحاسيس الجريحة والمشاعر المتضمخة بالوجع. وختم كلّ إفادة منهن بختم المتاهة والضياع والتشرد الذي يعيشه الوطن السليب.
    لم يكن استعراضيّا في صياغة إفاداته ..ولم يكن متبجحا فيها ...ولم يكن راغبا في إعلاء شأن الأديب فيه بالقدر الذي كان فيه جرحا ينزف وقلبا ينصهر وإحساسا يتكسّر على أعتاب الوطن المفقود.
    فسكتت لغة الكلام في إفادات شاهدنا ونطق الوجع. فما كان أصدق من تلك اللغة لغة أخرى. وما كانت الحقائق لتقال بلسان أبلغ من لسان مَن ذاق الموت وعاشه مرات ومرات .
    قرأت إفادات الشاهد على عتمة العصر فاعتصرني الوجع وأدهشتني بلاغة التجسيد وما بين الوجع والدهشة وجدتني متلهفا لحفظ هذي الإفادات التي لا يمكن لغير شاهدنا أن يجسدها للأجيال اللاحقة فقررت أن أكون سببا في توثيقها علّني بذلك أعين من أراد أن لا تمرّ الأحداث المريرة من تأريخ الوطن مرور الكرام على ذاكرة الجيل.
    اسأل الله السلامة للشاهد على العتمة .والتوفيق لكلينا في توثيق إفادات تدين الشرّ وتحكي قصة الخير القتيل. ومن الله التوفيق

    علاء الأديب
    بغداد




















    شاهد على العتمة

    شاهد الشياطين تلعق رحيق الأزهار قبل طلوع، الشمس. والقرود تجلس في المقاهي وتدخن النرجيلة
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة

    رأى الشاطئ الغربي للمحيط الأطلسي ينطبق على الشاطئ الشرقي للمحيط الأطلسي فقال في نفسه : " والله نحن سنصبح فَتّة في مَرَقةِ أبي لهب ".
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة

    يقول : أنه رأى بعض الشياطين تمشي على يديها ورأسها للأسفل ,, ولها أعين بأرجلها .. وتلبس النظارات الشمسية.. خوفاً على أرجلهم من الأشعة فوق البنفسجية الضارّة بالأرجل ..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    شاهد في الحلم أن السيارات تسير بسرعة جنونية في شوارع المدن الأوربية بلا عجلات بل تجرها كلاب الأسكيمو .. المستوردة لهذا الغرض ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    سمع أن الزرافة لطول رقبتها لا تنام في اليوم الواحد إلا تسع دقائق و ليست متوالية إنما على ثلاث مراحل في كل مرة ثلاث دقائق .فقال لنفسه: والله إنّ الزرافة تفهم، لأنها تُقدر قيمة الوقت، ويبدو أنها سمعت وتمثلت أغنية أم كلثوم: ( فما أطال النوم عُمُرا، ولا قصّر بالأعمار طول السهر).
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى في المنام أن شخصاً, سيغضب ومَنَ معه مِنَ الناس من كلام الشاهد.. باع هذا الشخص, العود والبغل واشترى سلاحاً و نرجيلة, ثم كوّنَ كتيبةً للنراجيل , ثم باع السلاح ليشتري بثمنه مُعَسّلاً وفَحْما, فكان من أهم أسباب دمار البلد وهلاك الحرث والنّسل.. وكُلْمَنْ على شِكْلُو شَكْشِكْلْوا.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    سئل : "عن اليابان و ألمانيا عندما خرجتا من الحرب العالمية الثانية مدمّرتين تماماً, فكيف نهضتا مرة أخرى في سنين قليلة؟. وقد دمّرت الحرب المباني, ولم تدمر العقول".
    فردّ :" أخشى أن نخرج من هذه الأزمة مدمّري العقول مدمّري الضمير مدمّري الإنسانية فماذا يبقى لنا ؟" . ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة..
    روى الشاهد: أنه التقى بزرقاء اليمامة العمياء التي قلعوا لها عينيها حينما أخبرتهم أن الأشجار تمشي إليهم, وكونهم لم يستوعبوا قدراتها الخارقة, ظنوا أنها خرفت وكان ذلك عقابها.. لكنهم ندموا عندما قضموا شفاههم وأصابعهم بعد فوات الأوان.
    وقالت له: اسمع يا ولد.. أسمع قرض الجراد قادم إليكم من الشرق, وكأنه لن يبقي لكم شيئاً لا أخضر ولا يابساً, وكذلك أسمع أصواتاً كأنها هدير الرعد, تسير بسرعة البرق, ستلعن أبا أبيكم, وتحرث قبوركم, و لا تبقي شيئاً قائماً فوق أرضكم حتى شواهد القبور. هيّا انصرف وأخبر قومك, وانظر ما هم فاعلون من حيطة وحذر, مشى راجعاً، وهو يحدث نفسه:" عجوز النحس قاتلها الله, وما أنا إلاّ كبالع الموسى على الحدّين, إن أبلغت قومي لم يصدقوني, وإن طنّشتْ ولم أخبرهم, فنصبح كقوم الزرقاء الذين لم يصدقوها".
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة ..
    يُعتبر هذا الشاهد على العتمة, سليل عائلة عربية عريقة, ويملك بحوزته سيفاً عربياً جميلاً صقيلاً, ولكنه عتيق, ولما أفلس العبد الفقير من جرّاء إسرافه على ملّذاته.. توجه لبيع مقتنياته من أثاث ولباس فاخر وأحذية وأدوات كهربائية وغير كهربائية.
    باع.. وباع, ولم يتبق لديه من ممتلكات غير السيف, ولم يطلع على الورقة والتي تعتبر كوصية من والده بخصوص هذا السيف, إلاّ تلك اللحظة التي دنا فيها أجل بيعه, فقرأها وتبللت بالدموع, حينما علم أن هذا السيف هو السيف الحقيقي لعنترة بن شداد العبسي..
    سلّمه للسمسار, وتوكل على الله, وقال: وهل عنترة وسيفه سيطعمنا الخبز..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه أصبح لاجئاً, بعدما خرج من بيته، وخرج من بلده قاصداً مخيم الزعتري, فدخله, وأصبح رقماً على بطاقة المفوضية...
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن الوطن العربي من طنجة حتى رأس الخيمة، قد أصبح دولة واحدة, ولها رئيس واحد, وجيش واحد, وخطر له أن يسافر سياحة في أرجاء الولايات العربية المتحدة, فقطع تذكرة في القطار من طنجة مروراً بالجزائر وتونس وطرابلس وبنغازي والإسكندرية والقاهرة, والشام وبغداد إلى الكويت فأبو ظبي ومسقط وعدن وصنعاء, ثم انتهت رحلته في مكة والمدينة.
    كل هذه الرحلة ببطاقة الهوية الشخصية, وقد كانت فرحته عظيمة, وقد تخلص من جواز السفر و الأختام الكثيرة للعبور والخروج من الدول العربية قبل إنجاز الإتحاد.
    على ذمة الراوي ..

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم, أن أسطول الولايات العربية المتحدة يسيطر على مضيق جبل طارق, ويحمي شواطئ الولايات العربية الإفريقية المتاخمة للمحيط
    الأطلسي, بينما هناك على مضيق باب المندب ترابط مجموعات من قطع الأسطول العربي لحماية مصالح الولايات العربية المُطِلّة على البحر الأحمر, وفي بحر العرب الذي أصبح مركزاً لقيادة القوات المشتركة الشرقية, وعند مضيق هرمز أيضاً له عمله الهام في حماية الملاحة في الخليج العربي, كما أن إدارة قناة السويس التابعة لقيادة القوات المشتركة, لا تسمح بمرور البواخر التي تعود للدول التي تناوئ مصالح الدولة العتيدة..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن ساحة كبيرة جداً، فيها نار عظيمة , تشتعل بأكوامٍ وأكداسٍ من الكتب, فسأل أحدهم: ما الذي يجري هنا, وما هذه المحرقة من الكتب, وهل هذه من أفعال هولاكو؟.
    قال له: " لا يا سيدي, لا تتار ولا مغول ولا هولاكو, هذا تجمع للكتاب العرب, وقد جلبوا كل مؤلفاتهم معهم, و أضرموا النار بها, احتجاجاً على ما يحصل في غزة ودمشق وبغداد, وكل جنبات الوطن الجريح لأن أفكارهم، لم يكن لها نصيب في النهوض بالأمة.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن المعركة بين المسلمين والعدو قائمة, وهو جندي ولكنه مختبئ وراء صخرة خوفاً على نفسه, وبينما هو على هذه الحال, وإذ بالقائد صلاح الدين الأيوبي يمرّ راكباً حصانه الأبيض.
    فوقف( الشاهد) وكأن الحياة دبّت في نفسه من جديد, و نادى على صلاح الدين, قائلا:" يا صلاح الدين, دبّر نفسك تُرانا قد أكلنا هَوَا.. حيث أنه لا رجاء مني".
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه مرّ بإزاء أهرامات الجيزة, وهناك جماعات كبيرة من العمال, وهم يفككون أحجار الأهرامات حجراً حجراً، لوضعها في ناقلة كبيرة عملاقة، لتقوم بنقلها إلى حافة البحر، حيث ترسو هناك البواخر التي لا تقلّ ضخامة عن ناقلات البترول العابرة للمحيطات بلا كلل ولا ملل.
    سأل أحدهم : إلى أين أنتم ذاهبون بتلك الأحجار والأهرامات؟.
    قال: وقّعنا عقداً استثمارياً مع أصحابها لمدة 99 سنة, وسنعيدها إلى هنا ثانية بعد انتهاء عقد شركتنا.
    غاب الشاهد في عتمة الليل من جديد, وقد أشعل سيجارة حشيش, وراح يدندن بأغنية غير مفهومة, ويهز رأسه مبتهجاً من تحسن الوضع الاقتصادي في بلاده من مثل تلك الاستثمارات.
    على ذمة الراوي






    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن خبيراً دولياً استراتيجياً, قد اقترح على دول عربية في سبيل حلّ القضية الفلسطينية التاريخية, التي صدّعت دماغ العالم الذي لم يصل لنتيجة حولها بإنصاف أهلها ولو جزئياً, بإنشاء فرقة رقّاصات في كل جيش عربي, مهمة هذه الفرقة أن تتقدم الجيوش العربية عند بداية كل معركة مع العدو , وبذلك ينشغل العدو بالراقصات, وتكون فرصة سانحة لجيوشنا للانقضاض عليه, وتحقيق النصر.
    كنت أتمنى على الزعماء العرب أن يأخذوا بنصيحته , بكل تأكيد لكان قد تغير وجه التاريخ حسب الوصفة السحرية.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم, أنه في سوق للمزادات العلنية في صالة ( جروسبي ) في لندن, وحضر مزاد الوطن المعروض للبيع .., والسماسرة يتشوّفون لإعلان لحظة المزاد.., جلس ودموعه تنساح من غير إرادة منه, وقلبه يرتجف من الخوف..
    على ذمة الراوي




    شاهدٌ على العتمة
    أثناء غطيطه وشخيره ونخيره وقد استغرق في حلم, سمع من مصادر مقربة من مراكز اتخاذ القرار في الدول العربية, أن القادة العرب, كان في نيتهم أن يفرطوا القضية الفلسطينية, ويسامحوا إسرائيل بها, وحجتهم أن الفلسطينيين في كل بلاد العالم هم من الأثرياء, ورجال الأعمال, وحَمَلَة الشهادات العالية, وحالتهم المادية عال العال.. وأنهم لن يعودوا لمقارعة اليهود, ويضحوا بمكتسباتهم هناك ليخسروها هنا في بلادهم، لذلك عمل الزعماء خيراً في المحافظة على ثروات الفلسطينيين.. وشاهد أن الطاولة في غزّة انقلبت, وفسد كل ما كان عليها.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه في صالة فسيحة وجميلة, لحضور أمسية شعرية لأحدهم, الذي بدأ أمسيته, بقوله: " لو أن لي وطنان, لبِعتُ الأول وتاجرتُ بالثاني". فقال لنفسه: " تبّاً لك أيها الشاعر اللعين ", وقام من مكانه متوجهاً إلى الباب خارجاً وتاركاً الأمسية التي كان متشوقاً لها..
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن مجموعات كبيرة من الناس تفرُّ من بلادها خفية تحت جنح الظلام , وطريقهم محفوفة بالخوف والرعب, وهم يحملون وطنهم في حقيبة ملابسهم باتجاه مخيم الزعتري, الذي أصبح جنّة الأمان المفقود في وطنهم المذبوح قرباناً لحريتهم المغتصبة.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن الوافدين ليلاً إلى مخيم الزعتري, قد لقوا حُسن الاستقبال من إخوتهم وأهلهم على الضفة الأخرى من حوران, وأعدّوا كل ما هو ضروري لهم من مأوى وعلاج, وبشاشة الوجه وسعة الصدر, مع الوجبة الأولى من الطعام الذي تناولوه بعد رحلة شاقة في قطع المنطقة العازلة, وارتاحت أعصابهم وقلوبهم, بعد شعورهم بالطمأنينة على حياتهم وهي أعزّ ما يملكون.
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    زعم الشاهد: أنه التقى بصديق قد نزح من بلده, وهو مقيم في مخيّم الزعتري للعلاج من مرض قلبي عضال بعد طول جهد, دخل المشفى الميداني الذي حوّله بدوره إلى مشفى العَوْن, بعد إتمام إجراءات الدخول، قابل الطبيب المقيم هناك, فعرض عليه التقارير الطبية وصور الأشعة مرفقة بالسيرة المرضية التي سطرها له أطباء بلده, ناولها للطبيب الذي وضعها جانباً على طاولة المكتب دون أن يلتفت إليها, وراح يلقي عليه الأسئلة، بعد ذلك قال له" عليك مراجعتنا بعد شهر" رفع المريض حاجبيه و الدهشة تعلو وجهه, وقال للطبيب : " أف .. لماذا الشهر؟, وحالتي مستعجلة و التقارير تثبت ذلك, جاءه الجواب, حتى نرفعها لمكتب المفوضية في عمان, ومن ثم يرسلوها لمكتب المفوضية في لندن, ومن هناك سترفع للأمم المتحدة في واشنطن الذين سيأخذون قراراً بتقرير وضعك.
    تساءل المريض بدهشة واستغراب ..!! :" وهل قضيتي تستحق كل هذا الجهد من الأمم المتحدة؟, هذا يعني أن مَرَضِي أصبح قضيةً دُوليّة تستحق كل هذا الاهتمام من المجتمع الدولي, ويبدو أنني شخص على درجة عالية من الأهمية, علماً أنني أجهل ذلك, جُزيتُمْ خيراً على لًفِتْ انتباهي لهذه القضية, حيث أنني و للمرة الأولى في حياتي, وعيت هذه الحقيقة, يعني أن السيد( بان كي مون) سيقرأ اسمي, ويحفظ سيرتي المرضية, ويأخذ قراراً أممياً بتغيير واقع حياتي, كما غيّرت القرارات حياة العراق وأفغانستان وكثير من بقاع الدنيا وأحالتها إلى الجحيم والدمار والضياع؟.
    ولكن يا سيادة الطبيب, أخاف أن تستعصي قضيتي وتصبح كقضية فلسطين التي استعصت على الأمم المتحدة, التي لم تستطع أن تفهم فلسطين و قضيّتها, وبذلك يتوجب عليّ انتظار الستين سنة القادمة حتى يجيء دوري, وأكون قد غادرت الدنيا إلى رحاب الله, وسأوصي ابني بمتابعة مَلَفّي, قام و خرج من مكتب الطبيب, ونظراته زائغة، وقد أطبق فمه علي الكثير من الكلام، حيث توقف تفكيره عند هول الصدمة التي تلقاها, وراح يندبُ حظّه العاثر الذي قاده لمخيمات اللجوء، التي تشرف عليها مفوضية اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة الفاقدة للروح الإنسانية.
    من جديد تأبطَ مَلَفّه، وهو يعاتب نفسه على المصير الذي قاد نفسه إليه, وغاب في زحمة الخيام التي تلتف بالبؤس والشقاء, وهو يتُفّ على الشعار الأزرق المطبوع على خيمته عندما وقف أمامها.
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه رأى جموع الناس المتجهة لمكاتب المفوضيّة في بوتقة فراغ هائل, قد استغرقت كل ساعات يومهم من مطلع الشمس إلى مغيبها, وهم يصطفّون بالدور على الطوابير الطويلة بطول الطريق إلى مخيّم الزعتري, الجميع منقطع عن العالم الخارجي، هموم مستحدثة، يبدو أنها تحاول أن تنسيهم مشكلة بلدهم ومعاناة أهليهم، هناك.كُشُوحٌ باهتٌ قد أذهب نضارة وجوههم, التي تقرأ فيها سوء حالهم التي مالت, وكأنها جريدة حكومية يومية.
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, صديقاً له, وهو يتحدث عن دعاء الدبابات فقال: لقد سمعت شيخاً يدعو في الركعة الأخيرة من صلاة المغرب في أول يوم دخلت فيه الدبابات قريتهم, قائلاً": اللهم إنا نشكو إليك هذه الدبابات التي لم تطلق طلقةً واحدة على إسرائيل فإنها تطلق علينا, وقد آذتنا, فهدمت بيوتنا وقتلت نساءنا وأطفالنا, اللهم أفشل رميها, وعطّل آلتها, واجعلها برداً وسلاماً, وشُلّ أيدي العاملين عليها, واعْمِ بصيرتهم, واجعل دائرة السوْء تدور عليهم.. اللهم آمين.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما النائم خيراً, أن أول دقيقة صمت على أول شهيد في الثورة السورية قد دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية, حيث اعتبرت أطول دقيقة صمت في التاريخ، حيث ستبلغ قرابة 640 يوماً حتى غاية 15\12\2012.
    على ذمة الراوي





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه تسلل خِلسةً، وفي غفلة من أعين الحراس الذين يحيطون بالمبنىً الكبير، الذي يبدو أنه ذو أهمية بالغة، وذلك من هيبة منظره الخارجي, وتحيط به حديقة مليئة بالورود والزهور ونباتات الزينة والأشجار المنسقة بإتقان عجيب.
    ووصل أمام باب القاعة الكبرى في نهاية الممر, وأحنى ظهره لاستراق النظر من ثقب المفتاح. رأى الوجوه التي كان يراها على شاشات الفضائيات, وكل وجه يحمل ملامح شخص متناقض عن وجه الآخر, كما يبدون للمشاهد أنهم أعداء, ولكنهم أحباب وأخلاء وراء الأبواب الموصدة.
    أصيب بالذهول من الصدمة التي جعلته يراجع شريط ذكرياته عن الأعداء والأصدقاء على الشاشات, انسحب بسرعة عندما سمع وقع أقدام قادمة من هناك قاصدة القاعة المغلقة التي تعقد فيها المؤامرات، لاختلاق الأزمات وافتعالها.
    على ذمة الراوي






    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, صديقاً له يقرأ بصوت عالٍ, أن الكلمة أنثى .. والورقة أنثى, والقلم ذكر .. فهل هي مصادفة؟, ويبدو أن قصة أنوثة الكلمة هي التي أوصلتها إلى أسماع وقلوب الجماهير, ولم تفقد بريقها منذ بدء الخليقة, وما زال الشعراء والقراء يستشهدون بامرئ القيس.. معنى ذلك أن خصوبة الأنوثة هي التي نثرت خيرها على البشرية.. والكلمة هي ثمرة تجمع الحروف، ونتاج القلم الذي ترعرع في حضن الورقة والتي هي بمثابة الأم الرؤوم. فلا فائدة من الكلمة إذا لم تقترب وتتآلف مع القلم الذي يقيد حركتها ويجعلها ثابتة خالدة , عندما تكون مصطفّة بأناقة على شكل سطور في صفحة . فالأحرف و الكلمات طيور تتطاير هنا وهناك، و قيدها الكتابة, وهذه الحكمة الجليّة التي تجعل من الكلمة الهادفة النافعة التي تسير في ركاب الحق وأهله أن تبقى مستمرة بمفعولها مدى الحياة. سكت القارئ والدموع ملأت مآقيه, وهو يرى ضياع الحق وأهله, عند أهل اللؤم والظلم.
    على ذمة الراوي







    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن الطوابير الطويلة المصطفة منذ الصباح الباكر، في المخيم, أمام مركز توزيع المواد الإغاثة الإنسانية, لا قيمة للوقت في مثل هذه الأماكن، التي يقضي الإنسان فيها معظم ساعات يومه, ويعاني من التعب الجسدي والنفسي, ولكن الخيبة والفشل تبدو علاماتها على وجهه, وخصوصاً عندما يعود إلى خيمته عصراً, صُفر اليدين، ولم يحصل على شيء من المواد التي ذهب من أجل الحصول عليها.فشعوره ليس أقل من خسارة معركة مع العدو, ولكنه خسرها من روحه وقلبه ونفسه وجسمه, مع تكرار تلك العملية، مع كل شروق شمس يوم جديد في حياة ذلك اللاجئ.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنّ تلاوين الليل استباحت الحياة
    وفتحت أبواب المنازل ..
    قُبيل الفجر..دخل الزائرون ..
    تلوح عليهم صرامة الموقف
    وفوهاتهم مُصَوَّبة للصدر المسكين
    ارفع يديك ..
    تفتيش الخزائن والأدراج ..


    أين تخبئ أدوات إجرامك؟.
    خائن ..عميل ..
    جاسوس إسرائيلي
    يأخذون مجموعة من الأوراق ويتحرزون عليها
    دموع الأم والزوجة والأطفال ..
    شقت سكون الفجر.. كأنها نداء غير مسموع
    يتلقى الأمر .. أنزِلْ يديكَ .. وراء ظهرك
    يضعون القيد في معصميه..
    عصابة سوداء تلتف على رأسه .. تختفي عيناه
    يساق إلى سيارة البيجو 504 ..
    يُحْشَر في الصندوق الخلفي ويغلق الباب..
    ويغيب في الغياهب ..
    على ذمة الراوي





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه لجأ إلى مخيم الزعتري, الذي وصله بعد منتصف الليل، في رحلة شاقة مليئة بالمتاعب والخوف والرعب, نام ليلته في صالة فسيحة وفي الصباح استلم أغراضه وذهب لخيمته المنصوبة و التي أُعِدّتْ سلفاً, استقر فيها.. وجلس يتفكر في حال الناس حوله، وقد تغيرت ملامح أصدقائه، وأبناء بلده التي علاها الغبار، وبدت عليهم مسحة من الكآبة و الحزن الذي قرأه في الوجوه, من قساوة الحياة في المخيم..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً أن:عُذْرُ الأيام أنها صامتة .. ولكن القطار سيحمل صمتها لبوابة التاريخ.. الذي أغلق الأبواب دونها..لأن صوتها مخنوق في صدرها .. فلم يسمع التاريخ أنينها ..
    وعلى رأي المثل: " إللي ما يبكي أمه ما ترضعه"
    على ذمة الراوي





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً ..
    أن خيمة تحوّلت لبيت هوى ليلي، وتغيرت وظيفتها من إيواء لاجئ إلى وسيلة لكسب المال.. ولكن بعيداً عن أعين الأمم المتحدة, التي لو علمت لدعت لاجتماع طارئ لمجلس الأمن, واستصدار مذكرة توقيف دولية بحق هذا اللاجئ الوقح الذي مسح كرامة الأمم المتحدة بالأرض ودنس شرفها..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن طفلاً يلعب بجانب الخيمة في مخيم الزعتري, فوجئ بمرور طائرة عابرة فوق المخيم, فقال لوالده:" يا بابا هل تستطيع هذه الطائرة قصفنا؟
    - لا يا بني.
    - ولماذا ؟
    - لا يستطيع أحد في العالم أن يعتدي علينا أبداً, خوفاً من حرفين هما UN باللون الأزرق مطبوعين على سطح الخيمة.
    استغرب الصبي كلام أبيه لأنه لم يفهم الكثير من المعنى, وتابع اللعب دون اكتراث ..!!
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً.. أنه مَعْلَمٌ عربي..
    لم يكن مشرقياً و مغربياً
    ولا سورياً ولا لبنانياً
    ولا أردنيا ولا فلسطينياً
    بل هو الكُلّ و المجموع
    وهو الوتد المتين ..و الجذر العميق ..
    وقد تهجى أبجدية العروبة على صدر أمه رضيعاً، ورضعها نُسُغاً مع حليبها.. أمه هذه , زنّرته بقماط الشجاعة.. وكحلّتهُ بكراهة إسرائيل..
    وقال من جديد:
    أنا المًعْلَمُ العربي المُرجّى
    لن ألين وإن تكالب شرّ الدنيا حولي..
    سأبقى شوكة نافرة لا تُكسَر
    وإن جمعوا , وتجمّعوا فلن أذِلّ أو أُقهر..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً. أن ابن عمه الشاعر محمود مرعي قد كتب: " كنا وكانت هالبلاد مفرفحهْ ** وجانا الغريب وصرنا خرقة مشرشحة "أعلى النموذج فزاده قائلاً يا بن العم : و المثل يقول : " الدار دار أبونا وإجو الغريبين وكحشونا ".. وستبقى الدار دارنا, ومفاتيحها في جيوبنا مخبأة لأجيالنا القادمة، نورثهم إياها عساهم يجدون أقفالها,, ويفتحوا الأبواب من جديد..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, قطيعاً من الحمير وقد أصبح جثثاً مجندلة كأعجاز نخلٍ خاوية، بفعل الجنود الغاضبين على البشر والشجر والحيوان، سيَرْوُّوُا غليل نَهْمَةِ الحقد الأعمى المعشعش في قلوبهم السوداء، إن كانت لهم قلوب.
    على ذمة الراوي







    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, شخصاً يتساءل عن أشياء, قائلاً:
    *أين الرقاب, يا أيتها المشانق؟.
    - لم يبق منها شيء, فقد تدلّت جميعاً.
    *أين قطرات المطر يا غيوم السماء؟
    - غادرت مرابعنا.
    *أين سيف صلاح الدين، يا غِمْده؟.
    - أجاب الغمد: إنه ينتظر عودة صلاح الدين.
    *أين الوقت يا ساعات ( الرادو )؟.
    - الساعات الصينية، أفقدت ثقة الناس بالساعات, لأنهم فقدوا الثقة بالوقت و أهميته.
    على ذمة الراوي







    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن نسمات الهواء اللذيذة على القلب خارج أسوار مخيم الزعتري تختلف مئة وثمانين درجة عن النسمات داخل المخيم.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن حرائق وطن قد ألقت بظلالها على الحياة التي هجرته إلى مخيمات اللجوء خارج الحدود, طلباً للأمان. هجروا الموت على أرض الوطن، طالبين النجاة بأرواحهم التي حرقتها نار التدفئة التي يعاقرونها ليشعروا بدفء أجسادهم المنهكة, والتي احترقت ثانية داخل الخيمة, المأوى التي أصبحت الحلم
    على ذمة الراوي







    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن صديقاً له وُلدَ بصمت, وعاش بصمتٍ, ومات بصمت، وكان قد حصل على شهادة حسن سلوك, وشهادة من السلطات المختصة تثبت أنه مواطن صالح, علقوها على جدار قبره. توقف الزوار أمام القبر بإعجاب .
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه تلقى دعوة للمشاركة في المهرجان السنوي للشعر الصامت, والذي سيشارك به نخبة متميزة من الشعراء الصامتين من مختلف ربوع الوطن العربي الصامت, وستتركز المشاركات حول فضائل الصمت ومناقشة وثيقة الأمم الصامتة التي تصدَّرَها قرار منها بالإجماع الدولي بضرورة الصمت. والملفت للنظر أنه لم يستخدم حق النقض - الفيتو - ضد هذا القرار الأممي من قبل الدول الدائمة العضوية في مجلس الصمت الدولي..
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن مزبلة التاريخ، قد قاءت ما يلقى في أُتونها، من بقايا نفايات الكراسي والعروش الهالكة, التي حرقت شعوبها وبلادها, و أرجعتها إلى عصور ما قبل الحجرية.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أناساً يتحدثون بتذمر عن الثورة, ويترحمون على أيام كانوا يأكلون ويشربون وينامون, ويباشرون كل حياتهم برتابة، اليوم مثل سابقه, وسابقه مثل سابقه, حتى رحيلهم عن هذه الدنيا, وكان أحدهم يقول:" يا ليتنا بقينا على حالنا, ما لنا ومال الحرية التي جلبت علينا الخراب والدمار".
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    رأى فيما برى النائم خيراً, أن قرى كثيرة مهجورة بعد أن أصبحت خراباً و مأوى للأشباح, شوارعها خالية تماماً من المارّة والعتمة تلفّها, بيوتها مهدمة ومحروقة, أشجارها عارية بعد فرار طيورها وعصافيرها وتساقط أوراقها بعد أن اتخذت عهداً على نفسها أن لا تورق حتى وإن جاء ربيعها, فأصبحت وقوداً للتدفئة مع انعدام مواد التدفئة, المدارس خاوية بعد أن هجرها طلابها.أزيز الرصاص، وأصوات الانفجارات هي البديل لزقزقة العصافير، وصيحات الأطفال، وهم يلعبون ويلهون, الدموع، الأنين، ألوان القهر، والمعاناة من البرد والجوع والخوف, الموت البطيء يقتل الحياة في تلك القرى .
    على ذمة الراوي
    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه وسط ضجيج احتفالات العالم شرقه وغربه بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية 2013, وها هي الثورة السورية تطرق أبواب عامها الثالث، وما يدعى العالم الحر غير آبهٍ بدماء السوريين التي غاصت بها الناس حتى الرُّكَب ولا يعلم أحد متى يتوقف نزيف الدم، تُفٍّ على مثل تلك الاحتفالات التي يرقص أصحابها على جثث السوريين, ويشربون نَخْبَ دمائهم..
    فهل الدم السوري رخيص لهذه الدرجة ؟.
    فأين حقوق الإنسان ومنظماته التي تقرع طبولها عندما يموت كلب أو قط أو دب فيما وراء البحار, أو في قارة القطب, أو على مرتفعات جبال الألب؟.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً. أنه يقف على شرفة منزله القائم على حافة القمر، وراح يتطلع للكرة الأرضية التي أظلمت جميع جنباتها, وكأن النهار والنور لم يزُرها يوما ما, نقطتان فقط ينبعث منهما النور هما ( مكة و القدس), أشرقت نفسه من جديد بعد أن خالطت روحه .. ورأى وكأن سُجَف الظلام انقشعت عن الكرة الأرضية..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن أشجار التوت في العالم قد تعرّت تماماً و أُنهكت قواها المستنزفة، بعد أن اسْتَهَمُوا عليها نهباً لأوراقها لتغطية عوراتهم وسوءاتهم التي بانت إثر تساقط الأوراق، بعدما خدعوا الناس زماناً طويلاً وأمعنوا في تضليل الأفكار وتزييفها، ولكن الجوقة ما تزال تُطبّل وتُزمّر وتُصفّق بحمد آلهة الضلال.
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن صديقاً له كان يتخذ لنفسه في الحياة مذهب العلمانية, ولكنه لما أراد العودة للواجهة السياسية جاء من باب الطائفية, التي جافاها زمناً طويلاً, متناسياً تاريخه النضالي الطويل ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة

    رأى فيم النائم خيراً, كتاباً للأنساب مع صديق له, ومن خلال المطالعة في الكتاب وجد علاقة قرابة دم ونسب بين المحامين وبين اللّحامين ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن في هذه الليلة باتت الدقائق الأخيرة في العام 2012 م, تقترب به من بداية سنة ميلادية جديدة في عمره- عيد ميلاده التاسع والأربعين- ويكون بذلك قد غادر سنة ذهبت بملئها حافلة بالقهر والأحزان والأحلام، وأعرب عن عدم ندمه عليها, ولكن ماذا لو شطبها من سني حياته, وكذلك هو غير متشوق لدخول عام جديد مجهول المستقبل .. يذرف الدموع وقلبه مُدمى ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم نفسه ..أنه يستمع لقصيدة " أخي جاوز الظالمون المدى" من ألحان وغناء محمد عبد الوهاب، و الدموع تبلل أزرار جهازه المحمول, ونتيجة ذلك انطفأ الجهاز, فلم يحتمل حرارة الدموع .. سأل : مفسري الأحلام عن تفسير حلمه, لم يقتنع بتحليلاتهم .. وعجز تقنيّو الهواتف المحمولة عن إصلاحه.
    على ذمة الراوي
    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه بدأ يتضخم لدرجة كبيرة ومقلقة, حيث عرض نفسه على المتخصصين في مثل هذه الحالات المستعصية.
    فقالوا له: أنت رقم صعب، من الصعب تفسيره أو تحييده. يبدو أن تضخمه راح يتجدد كل يوم، حتى أصبح طوداً شامخاً ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه قد دخل برلماناً عربياً و وجد مجموعة من الخواريف المنتخبة متربعة على مقاعده, فصاحت :" باع .. باع" فجاء صدى صوتها إجماع ، ضجّت القاعة، اهتزّت قبة البرلمان من حرارة التصفيق والهتافات المؤيدة ..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه في خيمة كبيرة وجميلة, وهي مخصصة لمرشح يطمح بالوصول للجلوس تحت قبة برلمان عربي، والناس تتكدس داخلها, وهم يُسبّحون بحمد ذلك المرشح وهو يقدم لهم المناسف يومياً, فقاموا و ودّعوهُ متوجهين لخيمة أخرى ليُسبّحوا بحمد مرشح آخر ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه يمشي في طريقه إلى العمل، بعد أن لجأ إلى ملجأ آمن، بعد خروجه من مخيم الزعتري ، وإذا بصوت نهيق حمار يطرقُ مسامعه من بعيد ، استعاذ من الشيطان الرجيم, وتذكر أنه لم يسمع هذا الصوت في وطنه الجريح الذي افتقده منذ سنتين, بعد أن حاقت به كل أسباب الخوف والرعب ، وإعلان انتهاء الحياة في كل ناحية من الوطن الحزين ..
    على ذمة الراوي





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه يتابع النشرة الجوية عن حالة الطقس, وكان سروره عظيماً عندما علم أن منخفضاً جوياً قادماً على سوريا وطنه الجريح المنهك منذ سنتين, وقال :الحمد لله الخير قادم و سيتوقف الموت والقتل على وقع الأمطار والثلوج, وانخرط في بكاء عميق عندما تذكّر أن الناس سيموتون من البرد , لأنهم لا يجدون أي مصدر للدفء, وقد انعدمت وسائل الحياة في الوطن المُرجّى.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, (أنّ هولاكو قد مرّ من هنا, فوقف، و قرأ الفاتحة, و ابتسم )- قالها فاتح المُدرّس
    على ذمة الراوي






    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه يقف أمام قصر منيف مهيب, قيل له :" إنه لحاكم المدينة ", رأى الأسوار العالية المحيطة به من كل جانب, ونظر خلسة من خلال البوابة الكبيرة ومجموعة الحراس, أصابه الرعب حينما شاهد خلفها مجموعة جماجم مُكَوّمة كالتلال، فحدثته نفسه : " أن ذلك الحاكم ينوي بناء قصر جديد من تلك الجماجم ، مشى في طريقه حتى لا يكتشف الحراس حديث نفسه ..
    على ذمة الراوي
    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن الخيم في مخيم الزعتري تطير في السماء, بفعل الرياح الشديدة, المصحوبة بالأمطار والثلوج, بينما سكانها يغرقون في طين و مستنقعات المخيم ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن المساعدات القادمة للاجئين من الدول المانحة تعتبر غير مجدية في مثل حالات الطوارئ، وكأنها تخدير مؤقت، كالذي حدث في هذا المنخفض القطبي شديد البرودة. بينما رقعة المعاناة تتسع طولاً وعرضاً حتى ابتلعت كل بصيص أمل بالعيش ضمن أسوار مخيم الزعتري ..
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، كأن أحزان الشام أصبحت غابة لا حدود لها، وأروقة الحزن كان من المفترض أن تتجمد على وقع الثلوج التي عمّت بلاد الشام أجمع، لكن لاجئي الزعتري رفعوا وتيرة الأحزان والتي تتسع رقعتها مجدداً.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، بينما كان يصطحب ابنه معه إلى السوق لشراء بعض الحاجات, إذ التقى بصديق قديم كان يسكن في حارتهم التي ارتحل منها لمنطقة أخرى, وكان السلام حاراً جداً, الأمر الذي لفت انتباه الابن, وراح يتساءل عن هوية ذلك الصديق, فعندما علم أنه فلسطيني, قال يا والدي، عندما أكبر سأشارك صديقك في تحرير فلسطين ونزوره في بلاده هناك ونحتفل معاً، رنّ جرس المنبه لصلاة الفجر، وانقطع الحلم.
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه بعدما اجتاحت الأمطار والثلوج مخيم الزعتري, الأطفال يلتحفون بقايا متاعهم وتصطك أسنانهم وترتجف أبدانهم من شدة البرد، وذلك بعدما خلعت الرياح الشديدة خيامهم .. لم يبق لهم إلاّ أسمالاً تلبس بقاياهم, أصبحت السماء لحافاً لهم، وهرعت الطوارئ علّها تخفف من وقع المأساة .. ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان ,, ووقع الفأس في الرأس.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن شخصاً أردنياً يدعو الله شكراً على الخير الذي قدم على البلاد من أمطار وثلوج، وأردف حتى منطقة الزعتري التي لم أعرف في تاريخ حياتي أنها قد ثُلِجتْ، إلا مع قدوم وجوه السوريين التي كانت علينا خيراً، أللهم اجعله خيراً ..
    على ذمة الراوي





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن طفلاً يلعن اللون الأخضر, وهو يعلن استياءه من الأخضر الإبراهيمي، ويلقبه بالأزرق اليهودي.
    الأمر الذي لفت انتباه الشاهد لهذا الطفل، وراح يتجاذب معه أطراف الحديث ليفهم أسباب غضب الطفل، الذي أجاب:" هو شاهد حقيقي على دمائنا وقتلنا، ولم يفعل شيئاً سوى إطالة فرصة القتل والتدمير لنا ".
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن رنين الأجراس التي قرعت في عيد الميلاد ورأس السنة لا زال يسمع صداه، ويتمنى ألاّ يزول حتى تُقرع أجراس العودة لأرض الوطن، لإنهاء مرحلة سوداء في حياته عندما أصبح لاجئاً إلى جوار وطنه.
    على ذمة الراوي





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه يُطِلُّ من ثقب في أفكاره، على نافذة سايكس بيكو المُشْرَعة حالياً على تجديد الدماء في عروقها، من خلال تجزيء المجزأ إلى أجزاء أقلّ جغرافية، لتكون أقل فاعلية و و و .... إلى أن حدثته نفسه بإغلاق الثقب، والتمرد على سايكس بيكو، دونما حساب للنتائج ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه قصد السوق لشراء بعض المواد الغذائية, ومنها الطحين الذي حصل على كيس منه بسعر رخيص , شعر بالفرحة و التي سرعان ما تبددت عندما خلع ملصق التسعيرة, حيث كانت المفاجأة الصاعقة مما قرأه تحت الملصق( بأن هذه المادة مخصصة للاجئي مخيم الزعتري ) بصق على نفسه, و غاب في متاهة الدوّامة بعد أن ذرف الدموع منطوياً على كشكول أحزانه التي لا تنتهي.
    على ذمة الراوي أعلى النموذأعلى النموذج





    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن أشخاصاً يجلسون في غرف مكاتبهم الفارهة , مُتَسَنِّمين مناصبهم، بعد أن سرقوا الأضواء و فرغوا من سكب الزيت على النار التي حرقت الوطن وأحالته رماداً .
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة

    رأى فيما يرى النائم خيراً، جموعاً من العبيد الذين يرقصون ويهتفون لِوَليّ نعمتهم وأرجلهم تغوص في جرح الوطن العميق , ولا يهز ّ ذلك فيهم شعرة من أجسادهم المتحجرة كعقولهم و مشاعرهم التي ابتعدت بهم عن إنسانيتهم.
    على ذمة الراوي








    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه يقف إزاء لوحة تشير إلى المستقبل، واصل مسيرته للوصول الذي لم يتحقق، حيث أنه كان يلهث وراء سراب يمتد على صفحات الأفق المُكَلّلة بِغَبش الرؤية والعتمة.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه فَقَدَ بوصلته، فسار على غير هدى، وكاد أن يضلّ الطريق، ناوله أحدهم أخرى حيث أخذته في عكس الاتجاه مائة وثمانين درجة، رماها على قارعة الطريق لتنضم إلى كومة نفايات تنتظر عمال النظافة كي يحملوها للمحرقة.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه يقف أمام خارطة للعالم العربي والإسلامي, وضع سبابته اليمنى على طنجة، وسبابته اليسرى على جاكرتا بعدما فتح ذراعيه، فما وجد بين ذراعيه إلا العتمة التي تسيطر على تلك المساحة الجغرافية، دموعه الخجلى تحدرّت على صدره وبللت الخارطة، وبرر دموعه بأنه لم يجد نوراٌ بارقاً في الأفق القاتم.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن أم الدنيا ما زالت تتثاءب، بعد أن قطعت مسار النعاس عندما نفضت غبار ظلام الليل الطويل، الأمر الذي أصابها بالسبات الشتوي الطويل.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة

    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن لاجئاً يسير في أحد شوارع لجوئه، وكان وقتها على ما ذكر لي فترة انتخابات، والصور و الإعلانان تملأ الشوارع والميادين والجدران وأعمدة الكهرباء، وكل زاوية ممكن أن يلصق فيها, وعند مفترق طريق افترش الرصيف، بعد أن أخذ منه التعب والجهد من المشي الطويل، وهو يهبش في طلب مصالحه المعيشية. ركز نظره في عامود الكهرباء وعليه صورة مرشح, والصورة تتقلب ما بين عبوس وتجهم وجهه، ثم ابتسامة مصطنعة, وما جعله ينتبه بشدة هو نداء صاحب الصورة طالباً صوته يوم الاقتراع. هز اللاجئ رأسه, وأطلق ضحكة مجلجلة مُدَوية ضاعت في أصوات هدير السيارات العابرة و زعيق زماميرها, وقال يا عم:" أنا لاجئ, أفهمت ؟، حِلْ عني ، أبحثُ عن ربطة خبز لأولادي الجوعى". .

    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً ، أنه ندم على أمر ما، فقيل له:" الندامة على فَوْت فرصة ليست نهاية المشوار، فما هي إلاّ علامة على الطريق، و من سار يجب أن يركز انتباهه على الأفق ولا يتطلع للخلف، كي لا يتأخر و يتعثر، وأن البدايات تُضحي بنفسها كي تحيا النهايات".
    هزّ رأسه بإعجاب وتابع مسيره آملاً الوصول، وتيبّست رقبته ولم يستطع الالتفات للخلف ثانية.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن عجوزاً فلسطينية وقد ضاع عمرها على دروب النكبة التي هجّرتها من بلادها، ولا زال الأمل يحدوها للعودة إلى قريتها وبيتها هناك، قامت وسألت رئيس الوفد المفاوض فيصل الحسيني إثر عودة الوفد من مفاوضات مدريد الماراثونية :[ يُمّة إنتو على شو عم بتفاوضوا، على بتاع الـ 48 أو الـ 67 ].
    بدت الحيرة على وجهه، و ردّ عليها:[ يُمّه طلوع السُلّم درجة درجة، بالأول بتاع الـ 67 وبعد ذلك الـ 48]، جلست العجوز على مقعدها وقد تجدد أمل العودة لديها من جديد، وأخرجت من جيبها مفتاح بيتها وقبّلته.
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن إحدى قنوات الأخبار تبث تحقيقاً مصوّراً عن المأساة السورية و معاناة الناس، وخاصة الأطفال , في مؤتمر الدول المانحة المنعقد في دولة الكويت، هذه الدول التي أدارت ظهرها حتى اتسعت رقعة المأساة، واحترقت البلاد والعباد ، وهاهم اليوم يتباكوْن على السوريين الذي لا يعتبون إلاّ على إخوانهم العرب، الذين أودعوا ملياراتهم من عائدات البترول في بنوك أوربا وأمريكا، وقد عجزوا عن إغاثة إخوانهم في الشام ..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه دُعِيَ لندوة حوارية بعنوان( مشكلة الإصلاح ما بين المنابر والمقابر) حاول أن يفهم فحوى العنوان, استغلقت كل السُّبُلْ لذلك، فصرف النظر عن الحضور أصلاً، وتوجه إلى تناول فنجان قهوة على أطراف المدينة في مكان هادئ ويستمع فيه لأطلال أم كلثوم.
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه كان يمشي في طريق فوجد فيه ورقة مطوية، التقطها، وفتحها ليجد فيها سؤالاً، يقول :" أيهما أفضل العيش تحت البسطار أم فوق البسطار ؟ ".
    طواها ودسّها في جيبه، وهو يتطلع شمالاً ويميناً، ليطمئن أن أحداً لم يلحظ حالته المرتبكة.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة

    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن الشيطان وقف مذهولاً وهم يستعيذون من شرّه، ولطم خدّه من هول صدمته بشنيع أفعالهم التي لم تخطر بباله أبداً.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن حياة السجين قد غاصت في محيطات الظلام خلف الجدران السميكة, التي انتهكت حُرُمات عُمُره الذي أصبح سراباً في منحنيات وبقايا ذاكرته، ثلاثون ظلاماً أضافها لعشرين حياة جمعها في جعبته المنطوية على آلام وأوهام شعارات قديمة عصفت في ذهنه منذ ثلاثين ظلاماً.
    آهٍ .. ما أقساها خمسون سراب حياة...
    على ذمة الراوي






    شاهد على العتمة

    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن امرأة صاحتْ بأعلى صوتها، بعد أن رفضت سماع أي كلمة منه، و صمّتْ أذنيها : " أرجوك دَعْني وشأني ". وراحت الدموع تسرد رواية تجاعيد صَخَبِ حياتها.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة


    رأى فيما يرى النائم خيراً، انه يجلس في واحة الصمت بمفرده, والوحشة لم تأخذ من نفسه شيئاً، وذلك عندما تقلد خطى بطل الرواية الحاذق الذي يسمع الكثير, ولا ينطق إلا القليل ، فكان صمته إيجابياً محموداً, وهو يتفكر ويتبصّر في سبيله للوصول إلى عتبات باب الله ، وقد نبذ صمته السلبي عن قول كلمة الحق،وجابَر على نفسه ألآّ يكون الشيطان الأخرس.

    على ذمة الراوي








    أعلى النموذج



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً ، أن أرتالاً من الانبطاحيين ، يزحفون على بطونهم جاهدين، لاهثين للوصول إلي بوز حذاء القائد لتقبيله بمناسبة عيد التقبيل السنوي الذي يقام على شرف تلميعه.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه أعرب عن رفضه استبدال رأسه بحذاء القائد، فأمضى بقية حياته بلا رأس .
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن صراخ طفل ينطلق من بين ركام البيوت المدمرة, و المنقذون يرفعون الأنقاض، فوجدوا الرضيع يمسك بثدي أمه الشهيدة, الذي انفصل عن جسدها، و يدها المقطوعة تمسك بطرف ثوب رضيعها.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه ذات مساء و قد أُجْهِدَ، وتعبت روحه، وكاد قلبه أن يتوقف، وهو يُحّذق طويلاً في الأصيل، فاستحال كبقعة دم، أمطرتها وابلاتُ القتل و الدمار، فحصدت أرواح الأبرياء في الوطن الغارق في لُجّة الدماء.تجمّدتْ حواسّه وهو يراقب تسلل الظلام رويداً رويدا، فيُغرِق الأصيل في دوّامته التي استغرقت حياته كلها، و الأمل يحدوه برؤية النور من جديد.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً, أن يد الله امتدّتْ إليه لتختارَه شهيداً من بين الجموع ، على إثر رصاصة قنّاص غادرة استقرّتْ في رأسه، فارتوَتْ الأرض من دمه عندما ارتمى مُمَدّداً و لا مِنْ مُسْعِفٍ، توقفت أنفاسه، و جَحَظتْ عيناه لِتَكتَحِلَ برؤية الله.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه توقف أمام لوحة مثيرة في معرض للخط العربي، مكتوب فيها : " عرب حسب الطلب ". تابع نفث دخان سجائره بلا مبالاة، و تصفّح اللوحات الأخرى.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة

    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن المسجد الأقصى قد انهار، ووقعت صخرتَه في الأنفاق المحفورة تحته، وهي تصرخ:" وا إسلاماه " وما من مجيب ،" وا عَرَباه "، و العرب قد باعوا آذانهم وأسماعهم بثمنٍ بخْسٍ.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن مدينته بصرى الشام المتربعة على السفح الجنوبي الشرقي لسهل حوران في أقصى جنوب سورية، تبكي وتنتحب على سرير بنت الملك، الأثر الروماني الشهير المميز فيها، والذي نُسجت حوله الأساطير الشعبية المختزنة في ضمير و ذاكرة أهلها وكل سائح زارها و رآه، بعد أن اغتالته يد الإجرام الجاهلة عندما مَحَتْ أثراً إنسانياً من الوجود.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن التاريخ وقف أمام الزمان شاهداً، على أن الشعوب لا تغفر لمن ينزلق، ولمن يسقط في هاوية الخيانة ..
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن جيوشاً تركت مهمتها، و نسيت أين حدود بلادها؟ ، وأين عدو الوطن؟ ، فأدارت ظهرها 180 درجة بعكس الاتجاه، لكي تحرر الوطن من شعبه المُتَلَمِّس دروب إنسانيته.
    على ذمة الراوي


    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن فوهات المدافع، والدبابات ، والصواريخ البعيدة المدى، والطائرات الحربية، و حُماة الديار توجهوا جميعاً إلى قلب الوطن، وقد حققوا أمنية العدو، ليحصدوا زهور الربيع، وهي لازالت غضّة تتفتح في أكمامها, وأسالوا أنهاراً من الدماء، غاصوا بها حتى العمائم واللحى، وعيون الأمهات جفّت وهي تستجدي الدموع.
    على ذمة الراوي




    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن شخصاً كان يصيح به ويصفه بالحمار، فقال في نفسه: والله إن الحمير سواسية كأسنان المشط، فلا يوجد حمار فقير أو غني، و الحمير حمير، شرقية كانت أم غربية، فليس هناك حمار مرسيدس، أو كاديلاك، أو هايونداي.
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن فلسطين أصبحت لدى العرب مجرد كلمة لا يستطيعون نطقها لصعوبة لفظها، و شعار يتسترون خلفه فقط..
    على ذمة الراوي

    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أنه و للمرة الأولى عرف أن النكبة و النكسة، هما بنات الهزيمة ، لأن دوامة الفذلكات العربية قد نزعت عنهما أي صلة لهما بأمهما الهزيمة.
    على ذمة الراوي



    شاهد على العتمة
    رأى فيما يرى النائم خيراً، أن النكبة زهقت من كثرة الاحتفالات، والخطب الرنانة، و إسرائيل تمددت..القضية تقلصت حتى أصبحت خارطة طريق ..لم يبق من القضية شيء ..باتت في حكم المنتهية ... والعرب تعبوا كثيراً .. وهم يصرخون ويتظاهرون كل عام بمناسبة النكبة .. أقترح أن يُخَصْخِصُوا القضية، ويسلموها لشركات علاقات عامة متخصصة في المفاوضات مع اسرائيل وأميركا .. ممكن أن تأتي هذه الخطوة بنتيجة إيجابية، وأن يعود ملف القضية ليوضع على سطح المكتب في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومكتب أوباما .. وعلى اعتبار نحن العرب مو متفرغين للقضية الفلسطينية فقد كثرت القضايا وأتعبتنا .. لذلك أهملنا الجميع
    على ذمة الراوي







    ملحق





    بأقلامهم ..
    وما قالوا عن الكتاب







    نظرة نقدية في كتاب /شاهد على العتمة
    بقلم \ خليل النابلسي
    من براعةْ الكاتب. أن يوظف حتى اسم الكتاب في خدمة ما يرمي إليه من أهداف، ومن خلال هذا العنوان الذي يحمله الكتاب إن الكاتب يتقمص شخصية الشاهد، ويدلي دلّوه بكل حدث أو قضية، وهو عالمٌ بها ، ومتابع لأحداثها ،وشاعر بتطوراتها، أما العتمة فالكاتب يوشك أن يقول: أن كل هذه القضايا حيكت في ظلام الليل، وأن هذه الجوانب التي ناقشها الكاتب البارع محمد فتحي المقداد.
    هي ظلم وظلام ومؤامرة حيكت في عتمة الليل ، وخبرة الكاتب لم تنحصر في معرفته بقضايا الشعب السوري، والأزمة القاتلة التي يعيشها، بل تعدّاها ليعيش هموم الشعب العربي وعلى مساحة الوطن العربي، وكأنّ العالم لم يرها، بل تعامى عنها وتجاهلها.
    معظم القضايا التي تصدى لها الأديب المقداد كانت سياسية، وقد أطلّ عليها بأسلوبه الساخر اللاذع تارة، وبأسلوب المستهجن، والمستغرب تارة أخرى، وهي قضايا لا تستقيم الحياة بوجودها، حتى ولو غاص في عمق التاريخ والزمان والمكان والشخصيات والحوادث، إلا أنه استطاع أن يوظفها ويعطيها صبغة الحداثة .
    وربما يدهشك الكاتب عندما يستعمل في مستهل نصوصه((فيما يرى. النائم )) كأن حلّ. هذه المشكلات حلم صعب التحقيق ، في ظلّ وجود الطغيان والظلم ووسائل القتل والهدم والطرد والحصار والتجويع .
    مما يشجع القارئ على متابعةْ هذه النصوص. كما أنها كُتبت بلغة سهلة وممتعة بعيدة عن أساليب التقعّر والفلسفة الفارغة، بالإضافة إلى روح الفكاهة والبعد عن الغرابة وحجم وكمّ القضايا التي طرحها الكاتب. بأسلوب قصصي ممتع يكاد يقترب في بعض الأحيان من القصة القصيرة جداً، فقد كثّف المعلومات وأطلقها على شكل لمعة برق خاطف .
    ويضع الكاتب هذه النصوص بين. يديك لا لأنه يعلم انك تجهلها، ولكن. ليسلّط أضواءها على عتمتها، فيجعل القارئ يتحسس هذه المعضلات، وقد تبهرك أضواؤه، وأسلوبه ولغته الطيّعة المرنة ،حيث يبعدك عن الملل والضجر بتنقّله الشيّق من همٍّ إلى همّ ومن غمّ. إلى آخر ومن بلد لبلد ومن قضية إلى أخرى .
    محمد فتحي المقداد الكاتب السوري يقدم لنا مقالات وخواطر جديرة بالوقوف عندها والتمعن بها ..


    ***




    قراءة في كتاب ( شاهد على العتمة )
    بقلم \ د – ريمة الخاني

    الشكر الجزيل للأديب محمد فتحي المقداد لإهدائه لنا شاهده على العتمة.
    العنوان محفز رائع، والغلاف موفق إلى حدا ما ، فاللون الأسود يوحي بعتمة ظالمة بسوادها المعتم جداً...وطالعنا في المقدمة بنص صغير لافت:
    [ رأى الشاطئ الغربي للمحيط الأطلسي ينطبق على الشاطئ الشرقي للمحيط الأطلسي فقال في نفسه : " والله نحن سنصبح فَتّة في مَرَقةِ أبي لهب ".]
    أظن أنه تختصر الشهادات كلها...رغم أنها تركت عبارة "على ذمة الراوي لعبارات مماثلة، وكأنه تمهيد لحضور الشاهد..

    تطالعنا بدايات الشهادات، بالنص الآتي: [ روى الشاهد: أنه التقى بزرقاء اليمامة العمياء التي قلعوا لها عينيها حينما أخبرتهم أن الأشجار تمشي إليهم, وكونهم لم يستوعبوا قدراتها الخارقة, ظنوا أنها خرفت وكان ذلك عقابها.. لكنهم ندموا عندما قضموا شفاههم وأصابعهم بعد فوات الأوان.
    وقالت له: اسمع يا ولد.. أسمع قرض الجراد قادم إليكم من الشرق, وكأنه لن يبقي لكم شيئاً لا أخضراً ولا يابساً, وكذلك أسمع أصواتاً كأنها هدير الرعد, تسير بسرعة البرق, ستلعن أبا أبيكم, وتحرث قبوركم, و لا تبقي شيئاً قائماً فوق أرضكم حتى شواهد القبور.
    هيّا انصرف وأخبر قومك, وانظر ما هم فاعلون من حيطة وحذر, مشى راجعاً، وهو يحدث نفسه:" عجوز النحس قاتلها الله, وما أنا إلاّ كبالع الموسى على الحدّين, إن أبلغت قومي لم يصدقوني, وإن طنّشتْ ولم أخبرهم, فنصبح كقوم الزرقاء الذين لم يصدقوها" ] ، نص يضمر أكثر مما يحكي...ويوحي للقارئ بوباء عصري جداًو مؤلم بشكل غير متوقع.

    يليه نص صغير آخر وكأنه يشرح رويدا ويوضح مرمى الكاتب:
    [ يُعتبر هذا الشاهد على العتمة, سليل عائلة عربية عريقة, ويملك بحوزته سيفاً عربياً جميلاً صقيلاً, ولكنه عتيق, ولما أفلس العبد الفقير من جرّاء إسرافه على ملّذاته.. توجه لبيع مقتنياته من أثاث ولباس فاخر وأحذية وأدوات كهربائية وغير كهربائية. باع.. وباع, ولم يتبق لديه من ممتلكات غير السيف ]

    وتتالى نصوص تبدأ بعبارة : رأى فيما يرى النائم خيراً ... ليذكر المؤلف ردة فعل عربية على ما يحصل في حاضر ذابل خائب.. لتطالعنا عبارة مضحكة مؤلمه معاً و قِسْ عليها البقيّة
    [" يا صلاح الدين, دبّر نفسك تُرانا قد أكلنا هَوَا.. حيث أنه لا رجاء مني".]
    عبارة يائسة تجعلنا نتساءل ماذا يريد منا الكاتب من خلال تلك النصوص المتفرقة؟.

    ونستعرض المزيد ونحن قرأ :
    [ رأى فيما يرى النائم خيراً, أنه رأى جموع الناس المتجهة لمكاتب المفوضيّة في بوتقة فراغ هائل, قد استغرقت كل ساعات يومهم من مطلع الشمس إلى مغيبها, وهم يصطفّون بالدور على الطوابير الطويلة بطول الطريق إلى مخيّم الزعتري, الجميع منقطع عن العالم الخارجي، هموم مستحدثة، يبدو أنها تحاول أن تنسيهم مشكلة بلدهم ومعاناة أهليهم، هناك. كُشُوحٌ باهتٌ قد أذهب نضارة وجوههم, التي تقرأ فيها سوء حالهم التي مالت, وكأنها جريدة حكومية يومية ] .
    فيدخل الكاتب لعالم مخيم الزعتري رويداً رويداً، وكأنه يحكي نفسه وأيامه، يمزجها بما شاهد وعاين...وتتكرر جملة: رأى فيما يرى النائم خيراً، أن التاريخ وقف أمام الزمن، شاهداً على أن الشعوب لا تغفر لمن ينزلق ولمن يسقط في هاوية الخيانة ..
    حتى انك تحاول ربط المشاهد فترى أن الرابط بينها هو الخيانة ورمي الشعب في أتون الموت .
    رغم أن المشاهد مؤلمة، وتبين ما يضمره الكاتب من مشاهد حارقة لشعب يتبخر وتطير روحه ومقدراته ومستقبله.. لوطنيته التي تصرخ وتنادي أين العالم مما يحصل؟، ولكن كفنية سرد ماذا نقول عن الخيط الجامع لها؟،هل يكفي أن البطل يقدم ما يشاهده؟، أين ما جرى له ؟، أين ما لحدث الذي يجعلنا نتفاعل مع محور السرد؟
    تبقى تلك الأسئلة مفتوحة على المؤلف ليقدمها لنا.أما لو قلنا أنها كما تقدم الغلاف لإفادات..فهي نعم خواطر شاهد عيان على شعب يُنحَر بلا ذنب.. أجاد الكاتب في تقديمها بما يذكرنا بشهرزاد وحكاياتها إلى حد ما..
    رغم اختلاف الموضوع.. من جميل المتع القرائية أن تبدأ نصاً متوقعاً أنه رواية ما وتنهيه ولا تجده رواية لترى أنه نص ذو تصنيف فريد،( لماذا نكون متكلسين وتقليديين في مطالعاتنا؟) ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻂﺮيقة التي ﺧﺮج ﺑﻬﺎ المؤلف ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺼﻪ قصيرة و لا خاطرة، هو بمثابة مذكرات بطعم الخاطرة والسيرة الذاتية، المقولبة بطريقة الرؤية التسجيلية، كما كاميرا تلتقط صوراً متفرقة وتقدمها بقالب إسقاطي شعوري ممتع، يتغلب على الروتين القرائي، ويبعد الملل النسقي في السرد.. يسجل العمل لصالح الكاتب،وهو بمثابة إنجاز نتوقع المزيد منه لاحقا.
    نرجو له التوفيق دوما.

    ***


    قراءة في كتاب شاهد على العتمة
    بقلم \ أحمد عبدالكريم المقداد

    الشاهد بالمعنى التقليدي هو طرف ثالث حيادي يشهد بما رأى وسمع، والعتمة هي أجواء شديدة السواد تمتاز بالعشوائية .. تصهر الشاهد والضحية في بوتقة واحدة ويصبح كلاهما في خانة المتلقي .. وهذا الشاهد هو جزء من الحالة التي يشهد بها من زوايا متفرقة ولوحات متعددة غالباً ما تصب جميعها بنفس الخانة وتؤدي لنفس النتيجة وتوزع المعاناة على الجميع بالتساوي مجتمع العتمة هذا الذي عاشه ويشرحه الكاتب فرض على الجميع أن يكونوا خياراً واحداً أو أكثر مما هو متاح لشعب العتمة ..أنت كمواطن في دولة العتمة من حقك عليها أن تكون أما شهيداً أو معتقلاً أو نازحاً أو مفقوداً !
    ولم يلزم الشاهد (الذي يفترض أن يكون حيادياً وطرفاً ثالثاً) أن يكون واحداً مما سبق إلا العتمة .. يرى الكاتب في لوحات متعددة أن القضية يتم تمييعها من خلال حصرها بين فئتي صراع إحداهما على حق ناصع البياض والأخرى على باطل قاتم السواد تندثر بينهما شهادات على تلك العتمة لملايين البشر كل واحدة منها تصلح أن تكون حكاية مختلفة التصوير الأدبي المبسط والواقعي الذي استخدمه الكاتب تخرج من بين حروفه آهات موجعة يسمعها الأصم ..لواقع لم يكن أفضل حالاً قبل حقبة العتمة ..بل يلمح في بعض اللوحات أنها سبب من أسباب الوصول لزمن العتمة هذا، ويصور في لوحات أخرى أن العتمة نتيجة طبيعية ومنطقية بفعل التراكم لما حدث قبل العتمة ..ويذهب في لوحات تالية أن فراغاً (لم يحدد ماهيته) حدث قبل العتمة جعل منها استحقاقاً علينا مواجهته في وقت لاحق ..ثم تبعه فراغ آخر (أيضاً لم يحدد ماهيته) حدث أثناء العتمة نفسها
    فتح الباب أمام استحقاق آخر بانتظارنا .. وحتى لا نبقى ندور في حلقة العتمة المفرغة .. فرَّغَ الكاتب طاقاته الأدبية في تلك اللوحات والمشاهد المتفرقة بتكثيف رائع جداً .. جعل منها أسطورة أدبية قلَّ نظيرها فكما يبدو أنَّ للكاتب رؤية مختلفة للعتمة .. بأنها تنتقل عبر الأجيال كموروث ينبغي التأقلم معه كمرض عضال .. بينما هي فعلياً مجرد تجارب .. لو أتقن كل جيل الاستفادة منها وتهجينها ونقلها للجيل التالي منقحة لما كانت العتمة التي نراها ونعيشها أصلاً !، ولو مرت بمراحلها الطبيعية من التهجين والتنقيح كما صورها الكاتب ..من الأجداد إلى الآباء فالأبناء ثم الأحفاد لكانت نوراً ساطعاً بدلاً من العتمة القاتمة التي نعيشها والتي توصف بأنها أكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ الحديث والمعاصر……

    ***

  2. #2
    مبارك هذا الانجاز الجديد، ولكن مااحراك ان ترسل نتفا منه، حتى نحصل عليه.
    دمت بألق.

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود المختار الشنقيطي مشاهدة المشاركة
    مبارك هذا الانجاز الجديد، ولكن مااحراك ان ترسل نتفا منه، حتى نحصل عليه.
    دمت بألق.

    أستاذ محم المختار الشنقيطي
    أسعد الله أوقاتك بكل الخير و المسرات
    سيّدي، هذا الكتاب كله منشور هنا ..
    بإمكانك أن تسحبه نسخ ولصق ..
    تحياتي وتقديري

  4. #4
    بالتوفيق ورعاك الله ووفقك.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    بالتوفيق ورعاك الله ووفقك.

    أستاذة ريمة الخاني
    أسعدك الله ورعاك
    تحياتي

المواضيع المتشابهه

  1. شاهد على العتمة
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-05-2015, 05:13 PM
  2. صورة غلاف كتابي ( شاهد على العتمة )
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-19-2014, 12:27 PM
  3. إمارتي شاهد إستراليين يستهزئون بالنقاب شاهد ماذا فعل ؟؟؟
    بواسطة أ. زيناء ليلى في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-31-2014, 04:13 AM
  4. ضوء يلتمع في العتمة
    بواسطة ريم بدر الدين في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2014, 06:28 AM
  5. مجلس بغداد يطالب قيادة عمليات بغداد بتوضيح اسباب اعتقال احد اعضائه
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-28-2012, 07:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •