[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحـــــــــــــيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه موسوعة سير لبعض العلماء وبعض من مخطوطاتهم..
نبذة عن العالم أبي الريحان البيرونى
إسمه :
ابو الريحان محمد بن احمد الخوارزمي الملقب ببرهان الحق .
تخصـصه:
فيلسوف ومؤرخ وطبيب وكيميائي ورياضي وفلكي ومنجم خوارزمي .
مولده:
ولد في خوارزم في عام 973 م ، وتوفي في بغداد عام 1051 م.
ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
نشأته:
نشأ في خوارزم ودرس فيها علوم النبات على عالم اغريقي ، ثم تركها في حوالي سن العشرين الى سواحل بحر قزوين فرارا مما الم بها من اضطرابات. وفي موطنه الجديد التقى باستاذه الثاني ابي سهل عيسى المسيحي . وبعد ذلك طوف البيروني ، وعاش سنوات كثيرة في فارس والهند ، ودرس فلسفتها بالاضافة الى الفلسفة الاغريقية . وقد اشاد بالاخيرة اذ قال : ان الفلسفات الاخرى لم تنجب مثل سقراط . َ
وينسب البيروني إلى بيرون ( الآن في باكستان ) ، وقد كانت له محاورات كثيرة مع
ابن سينا . وتدل محاوراته على حدة مزاجه ، وعلى صعوبة حياته في بدئها . وقد أكثر في مراسلاته من الشكوى ، ولكن حياته تحسنت بعد ذلك حين استقر في البلاط الغزنوي
وقد اثر الرازي بشدة في البيروني حتى الف عنه كتابا، ولكن البيروني لم يستطع ان يوافق الرازي تماما في معتقداته. وكان البيروني كان شيعياً ثم عاد إلى السنة ، وكان شديد التعصب لجنسه ، والاحساس بقوميته ، والإفتخار بذاته. ومع ذلك فقد صرح بأن عربية زمانه أقدر على نقل علوم زمانه من فارسيتها ، وقد كتب البيروني بالعربية حوالي نصف مؤلفاته ، ولكن كانت له تحفظات خصوصا على الكتابة العربية وكان يشكل اسمه كلما كتبه بفتح الباء وتسكين الياء. َ
ومع عمق أفكار البيروني ، اتسم أسلوبه في العربية بشدة التعقيد والإيجاز . وقد أُهمل البيروني في عصره ومن بعد ذلك في المشرق الإسلامي ، ولم يعرف قط في الاندلس ، ولم يترجم الى اللاتينية في العصور الوسطى . فلم تعرفه اوربا الا في القرن التاسع عشر الميلادي . وهو عند روزن « لا مثيل له في الادب العلمي القديم او الوسيط في الشرق او الغرب » . وقد اطلق المستشرق الفرنسي سارتون على زمانه ، أي من منتصف القرن 10 الى منتصف القرن 11 م ، اسم « عصر البيروني » . َ
مؤلفاته:
وقد ألف البيروني في الرياضيات والفلك والتنجيم والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والصيدلة والطبيعيات وغيرها من العلوم . وقد وصف ياقوت الحموي تراثه بأنه كان يفوق حمل بعير. كما يعد البيروني من أعظم العلماء الموسوعيين في كل العصور . وقد قدرت مؤلفاته بحوالي 180 مؤلفا ما بين كتاب ومقالة ورسالة . وأهم هذه المؤلفات ( استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني الواقع فيها ). وقد حدد البيروني فيه طول وتر الدائرة ، واوجد وتر العشر فيها. وحدد جيب 18ْ ، فقدره بما يساوي 0.30915 وهو في جداولنا الحاضرة 0.3090 ، كذلك إشتغل لبيروني بأوتار الأقواس ، فأوجد قيمة وتر 20ط/9=0.68404027 ، وهي في جداولنا الحاضرة تساوي 0.68404028 ، وقد حاول البيروني تثليث الزاوية . وأوجد معادلة لحساب نصف قطر الارض قاعدة البيروني وهي : س = (ف-جنان)/(1-جنان) . َ
كذلك الف البيروني ( القانون المسعودي في الهيئة والنجوم ) , وقد حذا فيه حذو مؤلفات بطليموس ، وجعله من مقدمة وثلاثة اجزاء . ويشتمل ( القانون المسعودي )على 11 مقالة و135 بابا. ويبحث الجزء الاول منه (4 مقالات ) في الكون والاثير والأرض والتقاويم ). والثاني (4 مقالات ) في البلدان والمسافات وحركات الشمس والكواكب والكسوف والخسوف . والثالث ( 3 مقالات ) في صور السماء . وقد قيل انه لما أهدى البيروني كتابه للسلطان مسعود ، سير له السلطان ثلاثة جمال محملة بالفضة ، فردها له البيروني قائلا إنه إنما يخدم العلم للعلم لا للمال. َ
ومن مؤلفات البيروني في الفلك ( العمل بالإسطرلاب ) و ( تقاليد الهيئة ) ، وكذا رسائله ( المتفرقة في الهيئة ) التي جمعت 11 رسالة مختلفة منها ( إقامة البرهان على الدائرة للبوزجاني ) و ( كيفية تسطيح الكرة للصاغاني ). وللبيروني في التنجيم ( التفهيم لأوائل صناعة النجوم ) ، وفي الجيوكيمياء ( الجماهر في معرفة الجواهر ) الذي يتألف من قسمين . الأول منهما لغوي ، يبحث في كل ما قيل في الجواهر والفلزات من أدب وشعر . والثاني يرتب الاحجار الكريمة الى ياقوت ، وبدخشي ، وبياجاذي ، وألماس ، وستياذج ، ولؤلؤ ، وزمرد ، وفيروز ، ويقسم الفلزات الى زئبق ، وذهب ، وفضة ، ونحاس ، وحديد ، وأسرب ، وخارصين ، وشبة ، ونحاس أبيض ، ونحاس مسبوك . وقد أهدى البيروني كتابه ( الجماهر ) للملك أبي الفتح مودود بن مسعود . وقد حدد البيروني الوزن النوعي لثمانية عشر معدناً وحجراً، وأنكر إمكانية تحويل المعادن ، وتجاهل الخواص السحرية للأحجار . َ
وقد انتقل الينا من مراسلات البيروني مع ابن سينا حوالي 20 رسالة . وله في التاريخ العام ( الآثار الباقية عن القرون الخالية ) الذي لقي تقديرا كبيرا في أوربا . وله عن الهند الى جانب ( راشيكات الهند ) كتاب تاريخي شهير هو ( تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة او مرزولة ). وقد عرف البيروني أن سهول الهند كانت مغمورة بالمياه ، وان رواسب البحر قد ترسبت فوقها . والى هذا قام البيروني بمحاولات جادة لتسطيح الصور ، وتبسيط رسم الخرائط الجغرافية . َ
وقد الف البيروني في الصيدلة ( كتاب الصيدلة في الطب ) الذي يتضمن خصائص العقارات المستخلصة من النباتات والاعشاب والحيوانات والمعادن . وفي الكتاب فصول عن واجبات واعمال الصيدلي .
تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن
موجودة في اسطنبول كما هو واضح على المخطوطة
وترقبوا .. عالمنا القادم
.. •·.·°¯`·.·• (ابن خلدون) •·.·°¯`·.·• .. [/ALIGN
بسم الله الرحمن الرحيم[/QUOTE]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أتأسف لكم جداً على التأخير وربما كان خيراً لنا جميعاً .. لا نعلم ..
~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ ابن خلدون ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~
نبذة عن ابن خلدون
نسبه ونشأته:
ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الأندلسي الحضرموتي . مؤرخ تونسي . ولد في تونس عام 1332 م ، وتوفي بالقاهرة عام 1406 م . نشأ ابن خلدون في تونس من أصل أندلسي حضرموتي محبا للدراسة والعلوم ، طموحا للمناصب الرسمية ، وممارسا قديرا لدسائس بلاطات شمالي إفريقيا والأندلس . َ
وقد تعرض ابن خلدون بسبب مطامعه السياسية لسخط السلاطين والحكام ، فسجنه سلطان فآس
أبو عنان المريني سنتين وتراوحت حظوظه عند أمراء تونس وبجاية وبسكرة وتلمسان و فآس وغرناطة وأنفقت أيامه في المغرب بين الوزارة والتشريد . َ
انقطع ابن خلدون عام 1375 م في قلعة ابن سلامة قرب واحة بسكرة لكتابة مقدمته المشهورة ، وهناك قرر قراره على نبذ حياته السابقة والفرار إلى الشرق ، فتذرع بالرغبة في الحج ، وغادر المغرب في 1382 م ، أي في الثانية والخمسين من عمره ، إلى تونس ثم إلى مصر . فأقام بالإسكندرية ثم بالقاهرة ، وخدم فيها السلطان برقوق وابنه السلطان فرج . وفي هذه الأثناء استدعى أسرته من المغرب إلى الإسكندرية ، ولكن السفينة التي تنقلهم غرقت خارج الميناء ، ففقد في الحادث أسرته كلها . وقد اثر هذا في نفس ابن خلدون حتى اعتزل العالم بسببه عدة أعوام في الفيوم . َ
وفي عام 1400م كان ابن خلدون في دمشق عندما حاصرها تيمور لنك قائد التتار ، وكان ابن خلدون ضمن وفد العلماء الذي خرج من المدينة لمفاوضة تيمور . ويقول ابن خلدون في مذكراته ، إن تيمور أعجب به ودعاه للدخول في خدمته . ويحكي انه ، أي ابن خلدون ، قد حمل لتيمور هدية فيها شيء من الحلوى . وبالفعل بقي ابن خلدون في خدمة تيمور شهورا كلفه فيها كتابة وصف مختصر لبلاد المغرب فكتب ابن خلدون ( مختصر وجيز يكون قدر اثنتي عشرة من الكراريس المنصفة القطع ) غير أن موجزه هذا لم يصل إلينا . َ
وفي عام 1401 م عاد ابن خلدون إلى مصر لخدمة السلطان فرج وبقي فيها حتى وفاته . ولكن حياته بالإسكندرية والقاهرة لم تخل من اضطراب، إذ عين واعفي عن منصبه كقاضي قضاة المالكية ست مرات. وكان المصريون يشكون من شدته وكبريائه وجهله بأحكام الشرع وقلة فهمه . وكان يسود القضاة في ذلك العهد فساد واضطراب . ويقول ابن خلدون انه حاول ما أمكنه تحقيق العدالة في امثل وأدق صورها، ولكنه لم يكن يتورع عن الأمر بضرب المتقاضين وسجن الشهود. وقد أدت صرامته هذه ، وربما ميله عن الهوى والأغراض أدى إلى حقد الكثيرين عليه واتهامه مختلف الاتهامات . وقد توفي ابن خلدون في القاهرة ودفن في مقبرة الصوفية خارج باب مصر ، غير أن مقبرته لا تزال مجهولة . َ
وقد كتب ابن خلدون سيرة حياته بقلمه تحت اسم ( التعريف بابن خلدون في المغرب والمشرق ) . وقد عرض ابن خلدون في سيرته لكل ما مر به من حوادث دون أن يحاول ، على ما قال
( كراتشكوفسكي ) ، إظهار شخصيته في ضوء أكثر ملائمة مما يشهد له حقا بالأمانة وشرف الضمير . َ
الهدف من كتابه المقدمة:
واستهدف ابن خلدون في كتابة مقدمته وضع علم جديد في الحضارة البشرية هو علم الاجتماع . وقد حاول في هذا العلم تفسير التاريخ ، لا على انه قدر محتوم لا حيلة للإنسان فيه ، وإنما على أساس دراسة الأوضاع الاقتصادية والجغرافية للجماعات البشرية ، بدوية أو حضرية أو مدنية . فهو واضع علم الاجتماع ، ورائد من رواد العلوم السياسية وأحد واضعي أسس المادية التاريخية . وهو القائل : " فإن اجتماعهم - يقصد الأجيال البشرية - إنما هو للتعاون على تحصيل معاشهم ، واختلافهم في أحوالهم إنما هو لاختلاف محلهم في المعاش " . َ
وقد حاول ابن خلدون في مقدمته تفسير التاريخ على انه حلقات دورانية منتظمة من البداوة إلى الحضارة . وقال إن للدول أعمارا كأعمار البشر . وحاول تلخيص المعارف القديمة واستخلاص نتائج ونظريات لم يلتفت إليها من سبقوه ، مثل تأثير المناخ في ألوان البشر ، وتأثيره في أخلاق الشعوب ، واثر الخصب والجوع في أبدان الناس وأخلاقهم . َ
ومن القوانين التي استخدمها ابن خلدون في مقدمته " انه إذا استقرت الدولة و تمهدت قد تستغني عن العصبية " و " أن للدول أعمارا طبيعية كما للأشخاص " و " أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب " و " إن الفلاحة معاش المستضعفين " و " إن رسوخ الصنائع في الأمصار إنما هو برسوخ الحضارة وطول أمدها ". ومع ذلك فقد عيب عليه انه قد استمد قوانينه من دراسة عصور معينة وعن معرفته بتواريخ شعوب محدودة . َ
وتتألف ( مقدمة ابن خلدون ) الجزء الأول من كتابه ( العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ) . ويرمز لتاريخه هذا وللأجزاء الأربعة الأولى من ذلك التاريخ باســــم ( العبر ) . وهي تضم تاريخا عاما للإنسانية يلتفت بوجه خاص لدول العرب والمسلمين وتاريخ شعوب البربر في شمال أفريقيا. أما الجزءان الخامس والسادس فيعتبران كتابا قائما بذاته . فقد خصصهما ابن خلدون للعرب الهلالية الذين دخلوا المغرب في منتصف القرن الحادي عشر، ثم لتاريخ شعوب البربر وتاريخ المغرب العام. وتتفاوت فوائد هذه الأجزاء ، ولكن الفصول التي عالج فيها ابن خلدون تاريخ البربر وتاريخ المغرب العام من أحسن وأوفى ما كتب في هذا الموضوع . َ
مراجعه:
وقد أخذ ابن خلدون في التاريخ عن ابن هشام والواقدي والبلاذري وابن عبد الحكم والطبري والمسعودي وابن الأثير وابن العميد . ونقل في الجغرافيا عن بطليموس مثلما نقل عن الإدريسي والبكري والمقدسي وابن حوقل والعذري. وفي تقسيم ابن خلدون للعلوم تراوح بين المفهوم الإغريقي ومفهوم أخوان الصفا ، وقد افتقر في هذا التقسيم عموما إلى الأصالة والمنهجية .
أسلوبه الكتابي:
وقد ابتعد ابن خلدون في أسلوبه عن السجع والمشابهة والاستعانة بالمحسنات البديعية واللفظية، وتميز هذا الأسلوب بالبساطة والتواضع ، ولكنه احتوى أحياناً على ألفاظ عامية بل وعلى أخطاء نحوية
وانتظروا عالمنا القادم
×÷·.·°¯`·)» (ابن النفيس) «(·°¯`·.·÷×
نبذة عن ابن النفيس
نسبه ونشأته:
علاء الدين ابو العلا علي بن ابي الحزم القرشي ( بفتح القاف والراء ) الشافعي المصري .
وسمي في بعض المخطوطات ابو الحسن بدلا من ابي العلا ،
وابن ابي الحرم ( بالراء ) ، وابي الجرم ( بالجيم ) .
طبيب واديب سوري . ولد في دمشق عام 1210م ،
وتوفي في القاهرة عام 1288م أو 1296 م. َ
درس الطب في بيمارستان ابن زنكي في دمشق على الدخوار ،
وعلى عمران الاسرائيلي ، ثم حضر الى القاهرة زمن الملك الايوبي الكامل ،
فعمل في المستشفى الناصري المنسوب الى الناصر صلاح الدين ،
ثم اصبح رئيسا لأطباء المستشفى المنصوري الذي أسسه المنصور قلاوون عام 1285م ، وترك لهذا المستشفى الاخير بيته ومكتبه. َ
عاش ابن النفيس منقطعا لدراساته الطبية ، فلم يتزوج ،
وقيل ان تواضعه في شؤون العلم كان بالغا ،
وانه كان كثير الاجتماع بأهل العلم والطب في داره يناقشهم بهدوء وبلا انزعاج
الى ان يسفر الصباح . وقد انتقده معاصروه بأنه اذا وصف لا يخرج بأحد عن مألوفه ،
ولا يصف دواءا ما امكنه ان يصف غذاء ، ولا مركبا ما امكنه الاستغناء بمفرد .
كما قيل انه ما كان يتردد في التصريح بجهله مرضا او بعدم استطاعته علاجه .
ولا تعود عبقرية ابن النفيس الى ما اشار به احد العلماء العرب من حفظه عن ظهر قلب
لكتب ابن سينا ، وانما الى تصحيحه الهادئ وفيما يشبه الاعتذار
لكتابات جالينوس وابن سينا ووقوعه على دورة القلب الصغرى ،
ولعله بنى ملاحظاته على ممارسته للتشريح. َ
وقد نفى ابن النفيس عن نفسه تهمة التشريح ، ومع ذلك فتصحيحاته عن مسار الدم في القلب ، وعن وظيفة العروق فيه ، لا تستقيم من دونها . فقد انكر ابن النفيس ما قال به جالينوس من وجود مسام دقيقة يمر خلالها الدم من تجويف القلب الايمن الى تجويف القلب الايسر ،
وذهب الى ان مرور الدم من التجويف الايمن انما يتم عن طريق الشريان الرئوي الى الرئة حيث يمتزج الدم بالهواء ، ثم من الرئة عن طريق الوريد الرئوي الى التجويف الايسر حيث يتم تكوين الروح الذي يجري من القلب الى الانسجة . اما دورة الدم الكبرى ،
أي عودة الدم من الانسجة الى القلب ، فانها لم تعرف حتى هارفي بعد ذلك بثلاثة قرون . َ
كذلك تنبه ابن النفيس الى ان غذاء القلب يأتيه من الدم المار في عروق القلب ، كما صحح لابن سينا ما نقله عن جالينوس حول تجاويف القلب وقوله ان في تجاويف القلب ثلاثة بطون هو غير صحيح لأن في القلب بطينان فقط ، احدهما مملوء من الدم وهو الايمن ، والآخر مملوء من الروح وهو الايسر ، ولا منفذ بين هذين البطينيين البتة ، والا كان الدم ينفذ الى موضع الروح فيفسد جوهرها. َ
وقد ضمن ابن النفيس اكتشافه للدورة الدموية الصغرى شرحه لكتاب ( تشريح القانون )
لابن سينا ، ضمنه كتابه ( شرح تشريح القانون ) وهو اهم كتبه . وقد اكتشفت مخطوطته في دار كتب برلين في عام 1921م الطبيب المصري محيي الدين التطاوي. ولهذا فان قيمة ابن النفيس العلمية ، بل الرائدة ، لم تقدر حق قدرها الا اخيرا . َ
وكان ابن النفيس قد بدأ دراساته شارحا لمؤلفات الآخرين ثم تحول مؤلفا . فبعد شرحه لقانون ابن سينا ، وموجزه ، وشرحه لمسائل حنين بن اسحاق ، ثم لكتاب ابقراط ( الادوية ) ، ثم لتشريح جالينوس ، ألف ابن النفيس ( شرح مفردات القانون ) ، و ( تفاسير العلل وأسباب الامراض ) ، و ( شرح الهداية في الطب ) ، ثم ( الشامل في الطب ) الذي اراد ان يكون في 300 مجلد شاملة كل فروع الطب ، ولكنه لم يكتب منه غير ثمانين مجلدا ، ولم تصلنا منه غير فقرات . كذلك كتب ابن النفيس ( المهذب في الكحل ) ، الذي خصصه لأمراض العيون ، و ( المختار من الاغذية ) . ولابن النفيس ايضا كتاب ( فاضل بن ناطق ) الذي عارض فيه مؤلف ابن طفيل ( حي بن يقظان ) ، و ( الرسالة الكاملة في السيرة النبوية ) ، و ( مختصر علم الحديث ) . وله في النحو ( طريق الفصاحة ) ، وفي القانون ( شرح لكتاب التنبيه الى فروع الشافعية ) لابن اسحاق ابراهيم الشيرازي وغيرها.
[/QUOTE]
مخطوطة كاملة في كيفية الإظلال لإبن الهيثم [/SIZE][/B]
أبو على الحسن بن الحسن البصري الشهير بابن الهيثم،
أحد أنبغ العقول التى أنجبتها الحضارة العربية الإسلامية، ولد في البصرة سنة 354 هـ على الأرجح
ودرس هناك الرياضيات والفلك والفلسفة، وذاع أمره هناك.
ثم انتقل إلى مصر وسعى لإقامة سد جنوبى النيل، فلم يستطع.
ترك مجموعة كبيرة من المؤلفات التى أهمها كتابه الرائد (البصريات)
الذى أسس فيه قواعد متينة لهذا العلم،
وله من وراء ذلك عشرات الكتب والرسائل فى مجالات الرياضيات والفلك والفلسفة.
امتازت بحوثه العلمية بمنهجية صارمة واعتناء شديد بالملاحظة والتجربة،
وقد عدهُ كثيرون رائداً للمنهج التجريبي الذى يعزى لفرنسيس بيكون،
مع أن ابن الهيثم سبقه بخمسه قرون.
مؤسس علم الضوء
لا بد أن نقر أن الحضارة الإسلامية أضافت إلى كافة العلوم،
ولكن الذي أعلى قدرها بحق هو إبداعها لعلوم غير مسبوقة، ومن هذه العلوم علم الضوء ،
وصاحب السبق والفضل فيه هو ابن الهيثم بلا منازع،
وقد وضع أسس هذا العلم في كتابه الفريد المناظر.
وقد ألف هذا الكتاب عام 411هـ/ 1021م، وفيه استثمر عبقريته الرياضية، وخبرته الطبية، وتجاربه العلمية،
فتوصل فيه إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي،
وصار بها أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء ( أمير النور ).
زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وقد تبنى العلماء اللاحقون هذه النظرية.
ولما جاء ابن الهيثم نسف هذه النظرية في كتاب المناظر،
فبين أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر.
بعد سلسلة من اختبارات أجراها ابن الهيثم بيّن أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.
اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية
في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة
من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه.
وضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
وكان ابن الهيثم أول من درس العين دراسة علمية وعرف أجزاءها وتشريحها ورسمها
وأول من أطلق علي أجزاء العين أسماء آخذها الغرب بنطقها أو ترجمها إلى لغاته ومن هذه الأسماء
: القرنية (Cornea ) ، والشبكية ( Retina ) ، والسائل الزجاجي (Viteous Humour ) ، والسائل المائي ( Aqueous Humour) .
توصل ابن الهيثم إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره
بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب.
مثلاً، إذا كان واقفاً في سهل شاسع يمتد حتى الأفق، وإذا كان يبصر مدينة في هذا الأفق (الأرض جسم مرئي يصل أداة بصره بالمدينة)،
وإذا كان يبصر في الوقت نفسه القمر مطلاً من فوق جبل قريب منه (ما من جسم مرئي يصل أداة بصره بالقمر)،
فالقمر في هذه الحالة يبدو وهماً أقرب إليه من المدينة.
فنون أخرى برع فيها
ولابن الهيثم رسائل عديدة في علم الفلك تزيد على عشرين رسالة، عرف منها ثلاث رسائل:
تبحث في مائية الأثر على وجه القمر، وفي ارتفاع القطب، وفي هيئة العالم.
ويستدل من هذه الرسائل أنه استنبط طريقة جديدة لتعيين ارتفاع القطب أو عرض المكان على وجه التدقيق.
وهي تدل على مقدرته العلمية الفلكية ومقدرة رياضية فائقة، إذ استطاع أن يلجأ إلى التحليل الرياضي.
فكانت بحوثه ونتائجه خالية من الغلط والأخطاء.
وبسط ابن الهيثم سير الكواكب وتمكن من تنظيمها جميعًا على منوال واحد.
فكانت هذه بمثابة آراء جديدة أدخلها إلى العلوم الفلكية، وهي لا تقل أهمية عن الآراء الجديدة التي نوه عنها في الضوء،
حيث أدخل خط الإشعاع الضوئي بدلاً من الخطوط البصرية.
وكانت هذه الآراء الجديدة التي أتى بها ابن الهيثم عاملاً من عوامل تقدم الفلك وخطوة لابد منها في تطور هذا العلم.
وقد درس الأستاذ الفلكي "محمد رضا" بعض رسائل ابن الهيثم في الفلك فخرج بالقول:
"... وإذا أردنا أن نقارن ابن الهيثم بعلماء عصرنا الحاضر فلن أكون مغاليًا إذا اعتبرت الحسن بن الهيثم في مرتبة تضاهي العلامة أينشتين في عصرنا هذا...".
بعض من مؤلفاته :
لابن الهيثم عدد كبير من المؤلفات شملت مختلف أغراض العلوم. وأهم هذه المؤلفات:
كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات،
كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية،
مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء،
مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال،
مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف،
اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم.
ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها.
.وتوفي عام 430 هـ
ومنها يتجلى للقارئ الخدمات الجليلة التي أسداها إلى هذه الميادين والمآثر التي أورثها إلى الأجيال والتراث النفيس الذي خلفه للعلماء والباحثين،
مما ساعد كثيرًا على تقدم علم الضوء الذي يشغل فراغًا كبيرًا في الطبيعة والذي له اتصال وثيق بكثير من المخترعات والمكتشفات،
والذي لولاه لما تقدم علماء الطبيعة والفلك تقدمهما العجيب.
وهو تقدم مكن الإنسان من الوقوف على بعض أسرار المادة في دقائقها وجواهرها ،
وعلى الاطلاع على ما يجري في الأجرام السماوية من مدهشات ومحيرات.[/CENTER]