مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم العربي والإسلامي
بحث نشر سنة 2011---نعيد نشره بتصرف قليل---
الذين لم يقرؤوا التاريخ يظنون ما صنعته أمريكا بالعراق من احتلال وتقسيم أمرًا مفاجئًا جاء وليد الأحداث التي أنتجته، وما يحدث الآن في جنوب السودان له دوافع وأسباب، ولكن الحقيقة الكبرى أنهم نسوا أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري العالمي الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والماسونية العالمية؛ لتفتيت العالم العربي والإسلامي، وتجزئته وتحويله إلى "فسيفساء ورقية" يكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطاع، وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين 1948م.
وعندما ننشر هذه الوثيقة الخطيرة لـ"برنارد لويس" فإننا نهدف إلى تعريف المسلمين بالمخطط، وخاصة الشباب الذين هم عماد الأمة وصانعو قوتها وحضارتها ونهضتها، والذين تعرضوا لأكبر عملية "غسيل مخ" يقوم بها فريق يعمل بدأب؛ لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي لوصم تلك المخططات بأنها مجرد "نظرية مؤامرة" رغم ما نراه رأي العين ماثلاً أمامنا من حقائق في فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان، والبقية آتية لا ريب إذا غفلنا.
وحتى لا ننسى ما حدث لنا وما يحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل، فيكون دافعًا لنا على العمل والحركة؛ لوقف الطوفان القادم.
برنارد لويس
برنارد لويس.. من هو؟
- العراب الصهيوني.
- أعدى أعداء العرب بشكل عام والمسلمينبشكل عام على وجه الأرض.
- صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب، والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية.
ولد "برنارد لويس" في لندن عام 1916م، وهو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية. تخرَّج في جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرسا في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية.
كتب "لويس" كثيرًا، وتداخل في تاريخ العرب والإسلام والمسلمين؛ حيث اعتبر مرجعًا فيه، فكتب عن كلِّ ما يسيء للتاريخ العربي والإسلامي متعمدًا، فكتب عن الفرق التي ظهرت عبر التاريخ ليساعده ذلك فيمايسعى اليه من تفتيت المنطقة برمتها، كما كتب في التاريخ الحديث نازعًا النزعة الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً قالت فيه:
إن برنارد لويس "90 عامًا" المؤرخ البارز للشرق الأوسط، وقد وَفَّرَ الكثير من الذخيرة الأيدلوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب؛ حتى إنه يُعتبر بحقٍّ منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
قالت نفس الصحيفة: إن لويس قدَّم تأييدًا واضحًا للحملات الصليبية الفاشلة، وأوضح أن الحملات الصليبية على بشاعتها كانت رغم ذلك ردًّا مفهومًا على الهجوم الإسلامي خلال القرون السابقة، وأنه من السخف الاعتذار عنها.
رغم أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط بالمفكر المحافظ "صموئيل هنتينجتون"، فإن "لويس" هو مَن قدَّم التعبير أولاً إلى الخطاب العام؛ ففي كتاب "هنتينجتون" الصادر في 1996م يشير المؤلف إلى فقرة رئيسية في مقال كتبها "لويس" عام 1990م بعنوان جذور الغضب الإسلامي، قال فيها: "هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي، وحاضرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما".
طوَّر "لويس" روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن العشرين؛ حيث يشير "جريشت" من معهد العمل الأمريكي إلى أن لويس ظلَّ طوال سنوات "رجل الشؤون العامة"، كما كان مستشارًا لإدارتي بوش الأب والابن.
في 1 /5 /2006م ألقى "ديك تشيني" نائب الرئيس "بوش الابن" خطابًا يكرِّم فيه "لويس" في مجلس الشؤون العالمية في فيلادلفيا؛ حيث ذكر "تشيني" أن لويس قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط.
لويس الأستاذ المتقاعد بجامعة "برنستون" ألَّف 20 كتابًا عن الشرق الأوسط من بينها -----------
"العرب في التاريخ"
و"الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث"
و"أزمة الإسلام"
و"حرب مندسة
وإرهاب غير مقدس".
لم يقف دور برنارد لويس عند استنفار القيادة في القارتين الأمريكية والأوروبية، وإنما تعدَّاه إلى القيام بدور العراب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجدد في إدارة الرئيس بوش الابن استراتيجيتهم في العداء الشديد للإسلام والمسلمين، وقد شارك لويس في وضع استراتيجية الغزو الأمريكي للعراق؛ حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية أن "لويس" كان مع الرئيس بوش الابن ونائبه تشيني، خلال اختفاء الاثنين على إثر حادثة ارتطام الطائرة بالمركز الاقتصادي العالمي، وخلال هذه الاجتماعات ابتدع لويس للغزو مبرراته وأهدافه التي ضمَّنها في مقولات "صراع الحضارات" و"الإرهاب الإسلامي".
في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع "لويس" في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات؛ ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإنَّ عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان..
إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إمَّا أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية -دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة؛ ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوربا لتدمر الحضارة فيها".
انتقد "لويس" محاولات الحل السلمي، وانتقد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان، واصفًا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له؛ فالكيان الصهيوني يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية، وهي تقف أمام الحقد الإسلامي الزائف نحو الغرب الأوروبي والأمريكي. ولذلك فإن على الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكُّؤ أو قصور، ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي. وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر "أنابوليس" للسلام، كتب لويس في صحيفة (وول ستريت) يقول:
"يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل".
بريجنسكي.. مستشار الأمن القومي الأمريكي
مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية، والذي اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها المستقبلية:
1- في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس- بيكو"[1].
2- عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك "برنارد لويس" بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلٍّ على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. إلخ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس "جيمي".
جيمي كارتر.. الرئيس الأسبق لأمريكا
"كارتر"[2] الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقا مع الصالح الصهيو-أمريكي.
3- في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور "برنارد لويس"، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.
تفاصيل المشروع الصهيو-أمريكي لتفتيت العالم الإسلامي لبرنارد لويس
مصر والسودان
1- مصر
4 دويلات:
1- سيناء وشرق الدلتا:
- "تحت النفوذ اليهودي" (ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات).
2- الدولة النصرانية:
- عاصمتها الإسكندرية.
- ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت غربًا لتضم الفيوم، وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية.
- وقد اتسعت لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة:
- المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية.
- عاصمتها أسوان.
- تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
4- مصر الإسلامية:
- عاصمتها القاهرة.
- الجزء المتبقي من مصر.
- يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها).
2- السودان
4 دويلات:
1- دويلة النوبة: المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان.
2- دويلة الشمال السوداني الإسلامي.
3- دويلة الجنوب السوداني المسيحي: وهي التي سوف تعلن انفصالها في الاستفتاء المزمع عمله، ليكون أول فصل رسمي طبقًا للمخطط. –وقد تم ذلك-
4- دارفور: والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة، حيث إنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
3- دول الشمال الإفريقي
تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:
1- دولة البربر: على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان.
2- دويلة البوليساريو.
3- الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
4- شبه الجزيرة العربية (والخليج)
- إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخريطة، ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط:
1- دويلة الإحساء الشيعية: (وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين).
2- دويلة نجد السنية.
3- دويلة الحجاز السنية.
5- العراق
تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين.
3 دويلات:
1- دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة.
2- دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
3- دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل (كردستان)، تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقًا).
ملاحظة: (صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي كشرط انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29-9-2007م على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات المذكور أعلاه، وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة (كركوك) الغنية بالنفط محافظة كردية، ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر 2010م، والمعروف أن دستور "بريمر" وحلفائه من العراقيين قد أقرّ الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في (الجنوب) - سنية في (الوسط) - كردية في (الشمال)، عقب احتلال العراق في مارس- إبريل 2003م).
6- سوريا
تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا.
4- دويلات:
1- دولة علوية شيعية (على امتداد الشاطئ).
2- دولة سنية في منطقة حلب.
3- دولة سنية حول دمشق.
4- دولة الدروز في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية).
7- لبنان
تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية:
1- دويلة سنية في الشمال (عاصمتها طرابلس).
2- دويلة مارونية شمالاً (عاصمتها جونيه).
3- دويلة سهل البقاع العلوية (عاصمتها بعلبك) خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.
4- بيروت الدولية (المدوّلة).
5- كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني، تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف).
6- كانتون كتائبي في الجنوب، والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة.
7- دويلة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة).
8- كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.
8- إيران وباكستان وأفغانستان
تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة:
1- كردستان.
2- أذربيجان.
3- تركستان.
4- عربستان.
5- إيرانستان (ما بقي من إيران بعد التقسيم).
6- بوخونستان.
7- بلونستان.
8- أفغانستان (ما بقي منها بعد التقسيم).
9- باكستان (ما بقي منها بعد التقسيم).
10- كشمير.
9- تركيا
انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق.
10- الأردن
تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين.
11- فلسطين
ابتلاعها بالكامل وهدم مقوماتها وإبادة شعبها.
12- اليمن
إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها الجنوبي والشمالي، واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دويلة الحجاز.
[1] اتفاقية سايكس- بيكو 1916م وفيها تم اقتسام ما تبقى من المشرق العربي عقب الحرب العالمية الأولى بين إنجلترا وفرنسا، والذي أعقبها وعد بلفور 1917م لليهود في فلسطين.-----------------------------------------------------------------------------------------------------
[2] جيمي كارتر حَكَمَ أمريكا منذ (1977- 1981م)، وفي عهده تم وضع مشروع التفكيك، وهو قس داهية يعتمد السياسة الناعمة، وهو الآن يجوب الدول العربية والإسلامية بحجة تحقيق الديمقراطية ونشر السلام في المنطقة!!