14قتيل يوميا في السعودية ... معقول !!!
--------------------------------------------------------------------------------
شهداء السيارات الصديقة
مالذي تنتظره؟ أن يخبروك بأن أحد أقاربك قد خطفته وحوش الطرق؟ ربما يخطفونك أنت أولاً .. مالذي يمنع هذا؟ كل شيء مهيأ لمثل هذا: عربات مسرعة .. طرق مهترئة .. وزارات نائمة .. لا شيء يمنع حدوث ذلك سوى القدر .. لكن ماذا إن كان القدر قد قرر حدوث ذلك؟
مالفرق؟ مالفرق بين أن يخوض جيش المملكة العربية السعودية حرباً ويخسر 5000 من جنوده في غضون سنة، أو أن نخسر 5000 مواطن هكذا دون خوض حروب مع أحد؟ لا فرق .. ستبقى الوزارات نائمة .. إنهم 5000 إنسان يسقطون في ميادين الشوارع قتلى، ليسوا 5000 حشرة .. ليسوا 5000 جرادة .. ليسوا 5000 أرنب .. ليسوا 5000 قطة.. إنهم بنو آدم يحملون ذات التركيب البيولوجي الذي يحمله البعض .. الفرق: أن (البعض) يقطعون الطرقات وهي فارغة .. ونحن نقطع الطرقات وهي مأهولة بوحوش الطرق.. سجل يا تاريخ: المملكة العربية السعودية فقدت عشرات الآلاف من الجنود رغم أنها لم تخض حروباً .. سجله كأحجية يحاول أن يحلها أطفال سنة 2020 م ..
من بقي؟ هل يوجد بيت من بيوت المملكة لم يفقد عزيزاً من أعزائه في حادث سير؟ لا أظن. الوزارة تتهم سرعة السائقين، والسائقون يتهمون بطء الوزارة، والمقاول يصر على أنه ينفذ مشاريعه وفق المعايير المعتمدة لدى الوزارة، والمواطن يتهم هذه المعايير، حاول أن تحل اللغز هنا؟ 5000 قتيل سعودي سنوياً، 5000 تقسيم 365 يوما في السنة يساوي 14 قتيلا يومياً، 14 قتيلا قسمة 24 ساعة يساوي نصف قتيل كل ساعة، بمعنى: هناك مواطن سعودي يسقط قتيلاً جراء حادث مروري كل ساعتين، هل تخيفك هذه النسبة؟ إذا لم تخفك هذه الحقيقة فلتعلم أن هذا القتيل قد يكون أنت عزيزي القارئ .. هل خفت الآن !!
يجدر بك أن تخاف، لذلك ومن فضلك، ومن أجل خوفك على الأقل، اسحب هذا الحزام النايلوني بقربك -عزيزي السائق- وارتبط به، ومن أجلك ولكي تتشجع أكثر وأنت تمسك بعجلة القيادة حاول أن تتأكد من معرفتك بلوحات المرور، حاول أيضاً أن تهز عصا التأشير للأسفل قبل أن تلف لليسار بعربتك بوقت كافٍ، حاول أن تراقب بشكل مستمر تلك الزاوية المعتمة اللعينة، ترقب دائماً أن يسرع أحدهم باتجاهك من هذه الثغرة .
من أجلنا عزيزي المقاول، حاول أن تسرع (دون تفريط بالجودة) في إنهاء مشاريعك التصليحية، التحويلات التي تضعها بشكل مؤقت، حاول قدر المستطاع جعلها آمنة وسلسة، تقمص شخصية المواطن وانظر بعيني سائق عجوز لهذه التحويلات، تراها ستكون آمنة بالنسبة له، ضع هذا هدفاً واسع له .
عزيزي رجل المرور، من أجلنا ومن أجلك حاول أن تكون أكثر تعاوناً، وأكثر شعوراً بالمواطن، حاول أن تكون معالجتك للمواقف الطارئة أكثر احترافية، عاقب المخالفين ولا تقبل شفاعة من أحد، انشر الوعي لدى المواطن وعرّفه بخطئه إن أخطأ، وابتسم كثيراً نحبك أكثر.
عزيزتي وزارة النقل، مازلنا نطمح منك فى الأكثر، مازلت تدينين لنا بالمزيد من التوضيحات حول عدد من المشاريع الغامضة الأفق، مازالت بعض الشكوك تحوم حول جودة بعض إصلاحات المقاولين، نتمنى أن نستمع منك بموافاة دائمة بالمستجد من الأمور، نريد منك عقد مؤتمر صحفي أسبوعي بالمستجد حتى نكون معك قلباً وقالباً، ففي النهاية نحن والوزارة والمقاول ورجل المرور جميعاً مسؤولون عن عدد القتلى السنوي.
ياسر اليحيى
جريدة اليوم ... الخميس 2007-03-29م
__________________
.