الهيئة السورية للتربية والتعليم (عِلْم)
د. محمود نديم نحاس
مع استمرار أزمة الشعب السوري وتعطل معظم مناحي الحياة، ومواصلة قصف المنازل والمدارس من الجو، وتهدّم البنية التحتية، وهجرة حوالي ربع السكان من بيوتهم إلى العراء في الداخل أو إلى المخيمات في الخارج، وأكثرهم أطفال في سن الدراسة، فقد تنادى عدد من السوريين المخلصين إلى تأسيس هيئة تُعنى بتربية وتعليم أبناء وبنات المهجّرين، فشارك في تأسيسها عدد غير قليل من مؤسسات المجتمع المدني السوري، إضافة إلى عدد من الأفراد المستقلين، وتم تسجيلها في تركيا كمؤسسة خيرية وقفية غير ربحية مهتمة بالتربية والتعليم، وحصلت على اعتراف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كمؤسسة تعليمية للسوريين. ويصادف هذا اليوم السبت – العشرون من شهر نيسان/إبريل 2013م - إشهارها رسمياً في رحاب الأزهر الشريف في القاهرة في جمهورية مصر العربية، لتكون الجهة المعترَف بها المسؤولة عن التربية والتعليم لأولاد السوريين الذين فقدوا مدارسهم وهُجّروا من ديارهم. ويشارك في حفل التعريف بها عدد من المسؤولين العرب، إضافة إلى مئات الضيوف والمدعوين من أكاديميين ومتخصصين وخبراء وعلماء ورجال أعمال وفنانين، وفي الغد سيتم عقد عدد من ورش العمل في مركز المؤتمرات بجامعة القاهرة لدراسة واقع ومستقبل التعليم في سورية ليصدر عنها ميثاق التعليم السوري.
وتؤكد الوثيقة الخاصة بتأسيس الهيئة السورية للتربية والتعليم أنها مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، غير ربحية وغير سياسية، ينحصر عملها في مجال التربية والتعليم، المدرسي والجامعي، للسوريين، داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية، وكل ذلك من أجل إنقاذ الوضع التعليمي وعدم ترك الجيل السوري يتجرع كأس الجهل والحرمان من التعليم، مع السعي لتأمين الاحتياجات التعليمية، والنهوض بالتعليم، وعقد الامتحانات، والحصول على اعتماد للشهادات من مختلف الدول بغية تسهيل دخول السوريين في المدارس والجامعات في دول الجوار ودول الهجرة.
ولما كانت المنظمات الداخلة في الهيئة السورية للتربية والتعليم قد بدأت بالفعل في تأسيس بعض المدارس في الداخل السوري، وفي دول الجوار والمخيمات فإنه من المأمول أن تستطيع الهيئة السورية للتربية والتعليم أن تدعم هذه المدارس وتوحد مناهجها لتحقق الأهداف التي قامت من أجلها.
وللهيئة مجلس إدارة منتخب يرعى شؤونها، ومجلس تنفيذي يتألف من عدد من اللجان التنفيذية المتخصصة، ومجلس استشاري يوجه أعمالها ويقدم وجهات النظر الخاصة بالتربية والتعليم. ولها أيضاً نظام داخلي مذكور فيه الرؤية والرسالة والأهداف والقيم التي قامت عليها الهيئة.
وقد باشرت الهيئة عملها بالقيام بعدد من المهام الإغاثية التعليمية (من طباعة الكتب الدراسية وتجهيز أماكن الدراسة ومستلزماتها) في بعض مدارس النازحين في البلدان المجاورة. أما في الداخل السوري فانحصر عملها في المناطق الشمالية التي لم تعد تابعة للنظام السوري.
وحتى الآن فإن مصدر دخل الهيئة هو جيوب مؤسسيها، لكن هذا العبء الثقيل يتطلب دعماً من مختلف الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وكذلك من قِبل الهيئات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد. ولذا فإن الهيئة تستقبل الهبات والإعانات على حساباتها المصرفية في الدول المسجلة فيها، وتتم مراقبة حساباتها من الجهات الرسمية التي أصدرت ترخيصها كجمعية خيرية وقفية متخصصة بالتربية والتعليم دون أي أعمال أخرى. ويمكن الوصول إلى موقعها على الإنترنت بالبحث عن اسمها كما هو في عنوان المقالة.