السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد العزيز العاصم
أثناء تواجدي في أحد المكاتب شدني كتاب ومكتوب على غلافه ( تعريب ) فلان الفلان .!
وللأسف أن هذا الخطاء الشائع منتشر كثيراً على مستوي الإعلام الذي لا يعلم أن هناك فرق شائع
بين التعريب والترجمة فالتعريب هو نقل الفظ ومعناه من اللغة الأجنبية لـ اللغة العربية مع إحداث
بعض التغيرات بما يتوافق مع النظامين الصوتي والصرفي وهو مقتصر على مستوي واحد فقط .
وهو مستوي نقل اللفظ فقط
أما الترجمة فهو نقل النص بجميع مستوياته بالإضافة إلي أن الترجمة هي عملية يكون فيها الجانب
الإبداعي حاضراً خصوصاً في النصوص الأدبية بشكل خاص .. مثل الرباعيات الخيام التي غنتها
كوكب الشرق أم كلثوم رحمها الله وهي قصيدة فارسية لـ اللشاعر الفارسي المعروف بأسم عمر الخيّام
قام بترجمتها على ما اعتقد الشاعر المصري العبقري أحمد رامي
وهنا أفتباس لبعض أبيات النص
أحس في نفسي دبيب الفناء
ولم أصب في العيش إلا الشقاء
يا حسرتا إن حان حيني ولم
يتح لفكري حل لغز القضاء
أفق وهات الكأس أنعم بها
واكشف خفايا النفس من حجبها
وروّ أوصالي بها قبلما
يصاغ دنّ الخمر من تربها
إلي أخر القصيدة .. !
ففي قصيدة رباعيات الخيام أبدع الشاعر في الترجمة .. ولو لم يكن الرامي هومن قام بالترجمة
لـ أصبحت القصيدة ركيكة فـ ترجمة القصائدمن وإلي العربية يجب أن يكون ناقلها ملم بعالم الشعر
أو بالأصح يكون شاعر .. !
فلا أزال أتذكر عندما حاول صديقي الدكتور جمال محاولة ترجمة نص شعري
أثناء دراستنا الأدب العبري في مرحلة الجامعة .. فخرج لنا بنص هو أشبه بالكلمات المتقاطعة
فخرج لنا النص كما يلي
أنا لا أكره الأخر
فالجندي الواقف على الطرف الأخر
هو مثلي تماماً مجبر على القتل
نعتال الأحلام بسلاح طائش
انا لا أكره الأخر !
نعود لـ التعريب الذي يـُعتبر عملية إكينيكية جانبها النفعي يفوق وبمراحل جانبها الإبداعي الإمتاعي وقبل ختام الموضوع أشدد على عدم الخلط بين التعريب والدخيل الذي هو نقل اللفظ الأجنبي لـ اللغة العربية كما هو دون إحداث أي تغير .. !