عن هدى نور الدين الخطيب:

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمد نمر بن عبد الفتاح الخطيب بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والجهاد عن عمر يناهز المائة عام في المدينة المنورة عشية عيد الأضحى المبارك ليلة الثلاثاء العاشرمن ذي الحجة عام 1431 الموافق السادس عشر من تشرين الثاني لعام2010.


الشيخ الجليل محمد نمر الخطيب
كان قائد الإخوان المسلمين ومناصرا للحسيني رئيس اللجنة العربية في حيفا أثناء الصراع العربي الصهيوني في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني والحرب العربية الإسرائيلية الأولى، أسس الخطيب جمعية إسلامية اسمها جمعية الإعتصام عام 1941. وكانت عائلة الخطيب تمسك بزمام الإفتاء في حيفا منذ زمن ما قبل الحكم العثماني وحتى النكبة.
إستهدف الخطيب للإغتيال على يد الهاجاناه[/URL] ضمن عملية زرزير[/URL] في 19 شباط[/URL] / فبراير من العام 1948[/URL]. حيث قام اثنان من عملاء شاحار بإطلاق 32 رصاصة على سيارة كان يستقلها الخطيب شمال حيفا في طريق عودته من دمشق. أصيب بإحدى الرصاصات في رئته وثلاثة في كتفه الأيسر وبقي خارج فلسطين لبقية فترة الحرب. كما قتل راكب وأصيب آخر في ذلك الهجوم. كان الخطيب مؤلف كتاب "من أثر النكبة" الذي يتحدث عن أحداث حرب 1948 في فلسطين.
هو الشريف ( من الأشراف ) الشيخ السيد محمد نمر بن عبد الفتاح بن الشيخ سعيد الخطيب ويرتقي نسبه إلى السيد أحمد الصيادي الرفاعي الحسني كما هو مدون في بحر الأنساب لمؤلفه حسين الرفاعي المصري، كما شهد السيد العمري بصحة نسبهم، وآل الخطيب لهم صلة نسب بنقيب الأشراف في مصر.







ولد سنة 1918م[/URL] في مدينة حيفا[/URL] في فلسطين، في أسرة علمية رفيعة تعود بنسبها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وللسيدة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما بلغ عهد الصبا قرأ القرآن الكريم ومبادئ الدين الحنيف على عدة شيوخ، منهم:
  • الشيخ العكي
  • الشيخ توفيق العنبتاوي[/URL]
  • الشيخ الشهيد عز الدين القسام[/URL]
  • الشيخ كامل القصاب[/URL]
  • الشيخ يوسف النبهاني
ثم أتم دراسته الابتدائية والثانوية، وبعدها ذهب إلى عكا[/URL] حيث درس بالمعهد العلمي الأحمدي، فتعلم على كبار علماء المعهد، منهم: الشيخ عبد الله الجزار[/URL]، مفتي عكا، ومدير معهدها الشيخ محمد اللبابيدي[/URL]، مفتي الشافعية الشيخ محمود القبلاوي[/URL]، وغيرهم ثم سافر إلى مصر لإتمام دراسته بالأزهر الشريف، حيث التقى بفطاحل العلماء، فدرس مختلف العلوم النقلية والعقلية، ومن شيوخه هناك:
  • الشيخ محمد أمين الكردي النقشبندي[/URL]
  • الشيخ محمد بخيت المطيعي[/URL]
  • الشيخ محمد السلموطي[/URL]
  • الشيخ يوسف الدجوي[/URL]
  • الشيخ دسوقي عربي[/URL]
  • الشيخ عيسى منون[/URL]
  • الشيخ يوسف عبد الرزاق المشهدي[/URL]
  • الشيخ يوسف المرصفي[/URL]
  • الشيخ عبد المجيد اللبان[/URL]
  • الشيخ محمد خضر حسين[/URL]
  • الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي[/URL]
  • الشيخ عبد الرحمن الجزيلي[/URL]
ومكث سبع سنين بالأزهر فحصل على الشهادة العالمية موقعة من شيخه العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي، والشيخ محمد السلموطي ولمّا نظم الأزهر على نظام الكليات اختار كلية أصول الدين، حيث استمر في دراسته لمدة أربعة سنوات حصل بعدها على الإجازة العالية ثم رجع لمدينته حيفا،[/URL] بعد أن سجل اسمه في قسم الماجستير.

في عام 1938م[/URL] قامت ثورة الشعب العربي في فلسطين بعد استشهاد الشيخ عز الدين القسام[/URL]، فقام الشيخ محمد نمر الخطيب بقيادة الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي والغزو الصهيوني، فاعتقل في حيفا، ثم أطلق سراحه. ولمّا عُين مدرساً في معهد البرج في عكا اعتقل مرة أخرى ثم أطلق سراحه. وفي عام 1939م خاض معارك أخرى وجُرح فيها عام 1948م[/URL] ثم بعد استيلاء الصهاينة على حيفا رسمياً في بيروت ( إحصاء آل الخطيب بعد النكبة في لبنان) وأقام فترات في دمشق وبغداد.
بعد وصوله للعراق اختير خطيباً للحضرة القادرية، ثم سافر إلى لبنان، وأصدر عدة مؤلفات، منها (من أثر النكبة – من هدي القرآن) وغيرها، وكان في لبنان يدرس ويؤلف ويقدم خدمات جليلة للإسلام، أدى فريضة الحج عدة مرات، ثم عاد إلى العراق حيث عُين أستاذاً في كلية الشريعة، ثم خطيباً في مساجد عدة، منها جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، وجامع دراغ، وجامع البنية. وهو من علماء الإسلام البارزين، فهو مدرس ومؤلف وخطيب بارع مع تقى وصلاح.
طافَ البلاَدَ الإسْلاَميَّة وَزَارَ الأقطار المقدَّسَة كَاشِفاً أخطَار الصهيوينَّة وَالمؤَامَرات الاسْتِعمَاريَّة. قام بتدريس العلوم الإسلامية بكلية الشريعة والآداب ببغداد، ومعهدِ الدراسات والبحوث العالية بتونس، والجامعة الإسلامية بليبيا . وفي أثناء مجاورته بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 1400 درَّس في الجامعة الإسلامية بقسم الدراسات العليا ثم في كلية التربية بالمدينة المنورة، وبعد تركه الوظائف الرسمية فتح داره ومكتبته العامرة لطلاب العلم ومُحبِّي المعارف على أنواعها . وكانت داره في المدينة المنورة منتدى لأهل العلم والفضل ، وتربطه بعلماء العالم الإسلامي ورجال الدعوة الإسلامية روابط وثيقة وأواصر وشيجة.
مؤلفاته:
1- من هدي القرآن. 2- من أثر النكبة. 3- المدخل لدارسة النطق. 4- فلسفة الحج. 5- الإسلام دين هداية. 6- من نور الإسلام. 7- أحداث النكبة. 8-الإيمان طريقنا إلى النصر. 9- حقيقة اليهود والمطامع الصهيونية. مكتبة دار الحياة 1969 10- مرشد الدعاة. 11- أبحاث تمهيدية في العقيدة الإسلامية. 12- موقف الدين من العلم.
وتحت الطبع 1- فلسفة العبادة في الإسلام. 2- قبس من نور الإسلام. 3- من علوم القرآن. 4- دراسات في الفلسفة الإسلامية. 5- الفلسفة الإسلامية من مصادرها الأصلية. 6- تاريخ الفقه الإسلامي. 7 - مقدمات في الفلسفة. 8- أيام في الباكستان. 9- عام في تونس وليبيا. 10- شهور في المغرب الأقصى. 11- محاضرات إسلامية. 12- أحسن الحديث. 13- شخصيات عرفتها. 14- فتاوي إسلامية. 15- أسئلة وأجوبتها. 16- النصرانية في القرآن وكما فهمها المفسرون. 17- ابن عرفه عالم المغرب.

هو ابن عم جدي ( جدي وجد الأستاذ طلعت ) الشيخ يونس بن عبد الواحد بن الشيخ سعيد الخطيب الرفاعي
وكان شريكاً لجدي الشيخ يونس بكثير من مناحي الحياة والدراسة والعمل والجهاد حتى موت جدي مباشرة بعد النكبة التي لم يحتملها قلبه متوقفاً عن الخفقان...
جدي الشيخ يونس اتجه أولا لدراسة الحقوق ثم ذهب كل منهما إلى الأزهر الشريف لإتمام الدراسة الشرعية قبل أن يتسلم الشيخ يونس رتبة قاضي القضاة إلخ..

رحم الله جدنا الشيخ نمر الخطيب فقد كان نمراً مجاهداً وكان من الأتقياء الأنقياء وعلماء الإسلام الأجلاء
كنت طفلة أذكر ذلك الحنان الذي يكون خاصاً بأهل الإيمان وأستعذب من فمه: "غالية يا ابنة الغوالي"
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ولي عودة لأكمل..