عندما نزع الوقت عنا غشاوة الحلم، وبدت المسافات أبعد، والمدى أكثر امتدادا، والسدود كثيرة، والحواجز منيعة، والأسلاك أشد عتمةً، والبنادق ملقّمة، فاجأنا السؤال.!
كانت، تنظرُ من شرفتها المزيّنة بأحواض صغيرة، معبأة بياسمين وورد.
وكان ينظر إلى الصحراء القاحلة.
يأتيها السؤال على جناح فراشة اقتنصت للتو رحيق وردة، وعانقت ذائقتها فتنفّست العطر.
يأتيه السؤال على غيمة رمل طيّرتها ريح عاتية فأغلقت باب السماء دون أنفاسه.
وماذا بعد.؟
يوم كانت الخطوة الأولى، تقدّم الفرح، فرش بين أيديهما كلّ مباهجه، لم يكونا على دراية بأنهما، وهما يضعان بين أيديهما كل هذا الأمل الثريّ، يرتفع في الوقت نفسه سدّاً منيعاً في وجه أي سؤال يمكن أن يتسلل إليهما.
لم يدركا أن السدود التي تكسّرت يوم التقيا على غير موعد، ما زالت تنتصب وتشتد أكثر، وتسخر منه.. منهما.! لكنهما عبرا أول المستحيل على حلم مركب من الفرح يحملهما إلى....!! إلى أين وكل الدروب الممكنة تقود إلى فراغ مقنّع.؟
ع.ك
(من قصّة أجنحة الدهشة)