اتجاهات النقد الروائي في سورية
ليلى العلي – دمشق – سورية
٢٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٧بقلم


صدر حديثا للكاتب والناقد السوري المعروف الدكتور عبد الله أبو هيف أستاذ النقد الحديث
بجامعة تشرين في اللاذقية كتاب نقدي موسوعي هو " اتجاهات النقد الروائي في سورية " ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب في سورية , خصصه لمواكبة تطور الرواية نقديا منذ نشأة النقد العربي الحديث في سورية وحتى الآن
أهدى المؤلف الكتاب إلى " جابر عصفور المبدع الكبير الذي أثرى الثقافة العربية بفكره ونقده " وهو إهداء يحمل دلالته كون جابر عصفور واحدا من أهم النقاد العرب المعاصرين .
يقع الكتاب في ( 373 ) صفحة من القطع المتوسط ويحوي عشرة فصول درس فيها المؤلف ترافق التطور الروائي في سورية مع الجهود النقدية له منذ نشأة النقد العربي الحديث في سورية لدى الإمعان في بواكيره وريادته حتى نهاية سبعينيات القرن العشرين في الفصل الأول , وحلل المنهجيات العلمية والمعرفية النقدية في متن الكتاب وخصص فصلا لكل اتجاه من الاتجاهات الغالبة على الممارسة النقدية , فكان الفصل الثاني للاتجاه الوصفي التحليلي , والثالث للاتجاه الموضوعي , والرابع للاتجاه البنيوي , والخامس للاتجاه النصي , والسادس للاتجاه النفسي , والسابع للاتجاه الأيديولوجي , والثامن للاتجاه الجمالي المعرفي , والتاسع لتمازجات الأدب المقارن والتلقي , والعاشر لمقاربة اتجاهات أخرى مثل النقد الانطباعي والتأثري والحداثي والتذوقي والأسلوبي والاستقرائي والثقافي والحضاري
اوضح د0 أبو هيف الاتجاهات النقدية نظريا من أجل فهمها وتشكلاتها , وتطبيقيا في ممارسة النقاد والباحثين على اختلاف مذاهبهم وحرص على الإحاطة بالاتجاهات المدروسة ومقاربة تمثلاتها في النظرية الأدبية والنقدية , وعلى معالجة الممارسات التطبيقية في النقد الروائي وتحليلها فكريا وفنيا وابتعد قدر الإمكان عن إطلاق أحكام القيمة وفضل مناقشة الباحثين والنقاد واحترم وجود الرأي والرأي الآخر
واشار في مقدمة الكتاب إلى أن الشغل النقدي لا يلتزم تماما باتجاه نقدي معين ولهذا وجد أن الالتزام بعناصر اتجاه واحد قليل التحقق لأن الكتاب والباحثين يصوغون غالبا اتجاهاتهم النقدية وفق خياراتهم الفكرية والفنية
تناول الناقد أعمال أكثر من خمسين ناقدا وباحثا وممن أصدر كتابا عن الرواية السورية منهم : شاكر مصطفى , وابراهيم كيلاني , وجورج سالم , وعدنان بن ذريل , وحسام الخطيب , وجورج طرابيشي , وعبد الكريم الأشتر, ومنير صلاح الأصبحي , وخلدون الشمعة , وسمر روحي الفيصل , ومحي الدين صبحي , وفاديا المليح حلواني , وعادل فريجات , وخليل الموسى , ومحمد عزام ,ونضال الصالح ,وعبد الرزاق عيد ,و محمد كامل الخطيب,وماجدة حمود ,وعبده عبود , ووائل بركات ,و محمود منقذ الهاشمي , وحنا عبود
أفصح د0 أبو هيف في خاتمة الكتاب أنه تعامل مع الإنتاج النقدي الروائي في سورية بشكل موضوعي وحرص على العناية بهذه الجهود النقدية التي تترسخ علميا ومنهجيا من مرحلة لأخرى وتتجاوز العقائد والمذهبيات وتبشيرها وتسسيس الأدب بعامة والرواية بخاصة , واشار إلى ضعف المشاركة الأدبية والنقدية النسائية في هذا المجال , والى وجود أطروحات جامعية عديدة تندرج في موضوع الكتاب لكنها لم تطبع بعد , وطباعتها سترفد الحركة الأدبية والنقدية الروائية في سورية , وربما تؤشر إلى أسماء سيكون لها إسهامها العلمي والمنهجي في هذا المجال
هذا الكتاب الهام يضاف إلى المكتبة الأدبية والنقدية العربية ولا شك يشكل إسهاما هاما وإضافة غير مسبوقة للحركة النقدية في سورية , وهو سيفيد الباحثين والدارسين وطلبة الدراسات العليا في الأدب العربي بشكل خاص

******
مجازر غزة ترفع سعر النفط وتضر اقتصاد أمريكا
محمد حامد


عدوان غزة يؤثر على أسعار النفط
لليوم الثاني على التوالي، أخذت أسعار النفط في الارتفاع وبشكل ملحوظ، الأمر الذي عزاه اقتصاديون إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل يومه الثالث وأسفر حتى ظهر الإثنين عن سقوط نحو 310 شهداء و1400 جريح.
ورأى هؤلاء الخبراء أن هذا الارتفاع في حال استمر في الأيام المقبلة سيفاقم من أزمة الاقتصاد الأمريكي الحالية.
وارتفعت أسعار النفط نحو 6% على مدار اليومين الماضيين لتصل إلى نحو 41 دولارا للبرميل اليوم الإثنين، حيث أعاد الأمر إلى أذهان المتعاملين المخاطر السياسية التي تهدد إمدادات النفط من الشرق الأوسط، بحسب ما نشرته صحيفة "أي إن أوه" الاقتصادية الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين.
وبحلول الساعة السادسة من صباح اليوم الإثنين بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف أكثر من دولارين بعد أن كان قد وصل إلى 38.61 دولار للبرميل بعد بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأحد، ليصل إلى أكثر من 41 دولارا الإثنين، بينما تواصل الأسعار ارتفاعها.
وزاد سعر مزيج برنت ليصل السعر إلى 13،43 دولارا للبرميل اليوم.
وكان سعر النفط في طريقه -قبل العدوان على غزة- إلى مزيد من الهبوط؛ حيث كانت التوقعات تشير إلى أنه سيهبط بنهاية العام الجاري بنسبة تصل إلى 60% تقريبا؛ ليسجل أكبر انخفاض سنوي منذ بدء المعاملات الآجلة قبل 25 عاما.
وبلغ سعر النفط في يوليو الماضي مستوى قياسيا؛ حيث تجاوز الـ147 دولارا للبرميل الواحد.
وانعكس ارتفاع أسعار النفط في اليومين الماضيين على سعر الذهب الذي ارتفع هو الآخر خلال الفترة نفسها مسجلا ارتفاع أكثر من 2%، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أوائل أكتوبر الماضي.
تغيير مفاجئ
ورأى محللون أن العدوان على غزة ذكّر المتعاملين بالنفط بمخاطر الجغرافيا السياسية التي تهدد إمدادات النفط الخام من منطقة الشرق الأوسط.
وعلّق بيتر ماجواير -العضو المنتدب في شركة كوموديتي وارنتس النفطية بأستراليا– بقوله "إنه وضع رهيب (العدوان على غزة)، ويبدو أنه يثير انزعاج كافة الأسواق.. ولا أحد يعلم كيف سيتطور الأمر.. وليس هناك أحد يمكنه التكهن بتطور الحرب وما سينتج عنها".
وصرح جيرارد رجبي –المحلل في مجال الطاقة في سيدني- أن "هناك مخاوف من أن يؤدي تفاقم حدة الصراع في الشرق الأوسط إلى تعطيل الإمدادات النفطية.. كلنا أمل ألا نصل لتلك المرحلة".
وأضاف "ما تفعله إسرائيل تسبب في تغير مفاجئ"، متوقعا مع آخرين أن يظل تأثير ذلك خلال الأسابيع القادمة.
مأزق أمريكي
وتوقع المتعاملون في مجال النفط أن تتفاقم أزمة الاقتصاد الأمريكي في حال استمر العدوان على غزة، وواصل النفط ارتفاعه؛ حيث إن واشنطن ما زالت تعتمد على النفط الخام العربي بشكل أساسي، ويعني ذلك عمليا –بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- أن يسهم مزيد من الارتفاع في سعر برميل النفط الخام في تردي قيمة الدولار الأمريكي أكثر في مقابل العملات الأخرى، خاصة اليورو الأوروبي.