ماذا.. تُسمى؟
سوزان المشهدي
عندما نسلط الضوء على سلوكيات بعض الرجال التي تسيء لمعنى الرجولة لا ننسى في خضم صدماتنا أن نسلط الضوء أيضاً على السلوكيات النسائية.
عندما يقدِم رجلاً ما على كتابة منزل الأسرة باسم زوجته بصك شرعي بعد عشرة طويلة وبعد ثقة متناهية، خصوصاً لو كانت الزوجة لا تعمل ولم تسهم فعلياً في دفع كلفة البناء (يكون ما فعله الرجل تفضلاً منه وكرماً ينم عن ثقته الكبيرة في شريكة حياته وأم أولاده التي يضع رأسه بجانب رأسها والتي يستأمنها على أمواله وأسراره وأبنائه وكل شيء).
هل من المنطقي والأخلاقي أن تكافئه الزوجة بعد كل ما تقدم بالتنكر له والاستحواذ على بيته؟ بطلب الطلاق ثم الزواج في المنزل نفسه من شاب يصغرها بنصف عمرها؟ الزواج رغم التناقض الواضح شأن خاص بها ولكن الاستمرار في السكن في المنزل نفسه الذي تنازل لها عنه الزوج السابق (خساسة كبيرة وسوء خلق).
القصة تقول إن الزوج الذي يبلغ عمره 45 عاماً حاول إسعاد زوجته وأم أبنائه فقام بكتابة منزل الأسرة باسم زوجته التي ما إن حصلت عليه بناء على طلبها قامت بافتعال المشكلات وطالبت بالطلاق وحصلت عليه رغم محاولات الزوج إثناءها عن ذلك.
ليست الحالة الأولى بالطبع ولن تكون الأخيرة.
جلست إحداهن بقربي في إحدى المناسبات قائلة من دون سابق معرفة (أتابع كتاباتك وأجمعها وأحب أن أسالك سؤالاً يحيرني وأعرف أنك لا تملكين عنه إجابة ولكن فقط أريد تفسيراً يريحني من الأسئلة الكثيرة التي ستفقدني عقلي) أجبتها بجملة قصيرة (كلي سمع) انفصلنا رغم بقائنا في مقاعدنا وسافرت معها في قصتها التي بدأتها هل هذا هو جزائي؟ جزاء صبري واقتصادي وعدم مطالبتي له بشيء هل هذا جزائي أنني قمت بعمل موازنة متقشفة للأسرة مكنتنا فيما بعد من شراء أرض وبناء سكن للأسرة نسيت نفسي كلياً كنت ألبس وأولادي من محال أبو عشرة في وقت تلبس فيه أخواتي وزوجات إخوانه وأخواته ووالدته وكل الأسرة من أغلى الماركات، كنت ألبس الذهب المقلد وأدعي أنني أحبه وأعلن أن بناتي مثلي يحبون البساطة رغم أني ابنة العائلة الثرية التي كانت دائماً ما تسألني (ماذا حل بك؟ لماذا تخدمين بنفسك لماذا لا تأتين بخادمة تساعدك) وكنت أدعي دوماً وأبداً أنني أعشق شغل المنزل وما إن انتهينا من المنزل وبعد أن قمت بتأثيثه انقلب زوجي ليعلن أنه لا يرغب فيّ وأنه يخيرني الآن بين قبولي زواجه مع إمكان بقائي في الملحق الذي اقترحته للضيوف بشرط ألا أكدر عليه صفو حياته الزوجية الجديدة؟!
لم أجب.. رحلت من دون أن أنبس ببنت شفة وطلبت الطلاق وحصلت عليه بحكم محكمة بعد أن رددت له المهر كاملاً.. مضى على ما حدث عامان لم أذق فيهما طعم النوم في داخلي أسئلة كثيرة لا أجد إجابة عنها.
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/303969