((أقوى من الحبة الزرقاء(الفياغرا)..!!))
استنبط الطبيب أبو لمعة في علاجاته ما يسمى :
(التطبيب بالوهم الدوائي)...
فكم من مريض أقنعه بأنْ يُحْــقــَن بأمبولةٍ مورفينـ ـيَة و هي في الحقيقة ماء لحل الفلاكونات الوريدية...
و كم من مريض شُفيَ من علل بــ نصف حبة أسبرين تجرعها و في الحقيقة أنه تجرّع كلمات الطبيب أبو لمعة عن شدة فعالية الحبة....
.....أما الآن و في هذه اللحظة فإن بين يدي أبو لمعة حالة ليست بجديدة ...حالة عريس يُقــــَّطِعُ منذ شهرين البصل دون أن يلعق العسل...
و كان الحوار...
الطبيب J : عليك أن تسدَّ أذنيك بسداداتٍ مطاطية ..و لا تردَّ عن أسئلة الحنطة و الشعير...
المريض L: هذه فهمتها ......هات الثانية يا دكتور...
الطبيب J : أطفأ كل ما يطفأ..من مصابيح و أنوار..
..........................................من أغانٍ وأخبار...
.......................................و ركـّز في الحقيقة...
المريض L: لم أفهم ما المقصود ...و لكن الحقيقة أريد حلاً لمشكلتي!!
الطبيب J :......الحل بهذه الحبة البرتقالية ..
..............ستغنيك عن جميع وصفاتك الطبية...
.............و تؤكد اختلال نتائج تحاليلك المخبرية ..
................و سترمي بالحبة الزرقاء الصاروخية...
...........وتتخلص من حروف الشعوذات الطــُـلسمية..
...................و تدع مطربان خلطة العسل الزنجبيلية...
المريض L : دخيلك يا دكتور, ما هذه الحبة السحرية ...
الطبيب J : هذه الحبة عدا عن مفعولها الجنسي في رفع الهامة..
..................................فلها مفعول مقوي للنخوة و الشهامة...
المريض L: أنا مالي ومال الشهامة ...يا دكتور أريد حل لمأساتي..
الطبيب J :هذه الحبة محركة للإنسانية و الرجولة ..
.....تهيج نطق اللسان...على رفض الظلم و العدوان ...
.................................تــُنْطِقه لا للذل لا للهوان...
..قد تجرعها الشرفاء و الشرفاء قليل في هذا الزمان...
المريض L: يا دكتور............ أرجوك افهمني
...............و اترك قوافيك الرنـَّانة ...و ارحمني ..
.............................فقضيتي لا يطيقها إنسان...
الطبيب J : هذه الحبة وصفت في بعض البلدان بأنها هيروئنـــ ـــــية
.................................و صنـــَّفوها من فصيلة المخدرات الأفيونية...
....................................وأنها آفة شيطانية تجتاز الأنفاق الجهنمية...
المريض L : لا تقل لي أنها غزِّيَّة هاشمية...
الطبيب J : نعم هي كذلك ....و لها مفعول مُبطِل لحبوب مانعات الحمل ...
المريض L : الآن أدركت مغزى الفتاوي في غرس جدار الافتخار لرد أذى الجار للجار في الحبة البرتقالية المسببة للانفجار فوق الانفجار السكاني...حيَّ الله مشايخنا الأبرار...
الطبيب J : اليوم جدار ..و غدا فوسفور و نار... وإغراق و إعصار...أنفاقنا بأيدينا تخنق وبشتى الوسائل تغرَّق وتحرق...و أنفاقهم تحت مقدساتنا تتنفس من صمتنا ...
المريض L : يا دكتور جئتك من أجل موضوع معين و أدخلتني متاهات و أنفاق...
الطبيب J : يا عزيزي هذه الحبة البرتقالية المحمرة ..محظورة اليوم ...ممنوعة الاستعمال أحببت أن أُعـَرِّفك سيرتها لتتعرَّف على أهميتها....
وهنا مريضنا المحترم يختطف الحبة من يدي الطبيب أبو لمعة و يبتلع الحبة السحرية قائلا ُL :اعذرني يا دكتور ما يهمني في الموضوع مشكلتي فقط دون معرفة سيرة الحبة بكل هذه التفاصيل....
وبعدها يخرج المريض كالحصان الأصيل ولكنه ليس أصيل...
وطبيبنا يضحك في نفسه فقد كانت الحبة حبة نخالة شعير مضغوطة و ملبسة باللون المحمر..قال في نفسه ..يبدو أننا جميعا بحاجة إلى التطبيب بأي دواء و أي عمليات جراحية أو حتى أي كلام أو أي وهم دوائي لعلاج قضايانا المريضة بل أقصد نفوسنا المدججة بالأمراض...
و دمتم بلا حبة زرقاء
بقلم فادي شعار