أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه حول آيه ( الكرسي ) ( 4 )
بناء على طلب الأخ الفاضل / Abou El Ezz
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
• قال تعالى ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ
لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
♦ قوله تعالى :◄
♣ أولاً :◄
• ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )
• يعلم ما أمامهم مستقبلاً وما وراءهم
• والقصود إحاطة علمه سبحانه بأمورهم الماضية والمستقبلية
• ويعلم أحوال الشافع الذي يشفع ودافعه ولماذا طلب الشفاعة
• ويعلم المشفوع له وهل يستحق استجابة الطلب هذا عام .. فهذه الدلالة الأولية.
• في سورة مريم قال تعالى :◄
• ( لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ )
سؤال :◄ فما الحمكة أنها لم ترد على هذا الاسلوب في آية الكرسي ؟
• في سورة مريم سياق الآيات عن الملك
• ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
• ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا
• ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا
• الذي يرزق هو الذي يورّث فهو مالك وقوله رب السموات فهو مالكهم
• أما في سورة البقره آية الكرسي :◄
• فالسياق عن العلم ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِم )
• وبعد هذه الجملة يأتي قوله تعالى (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء )
• أي ان السياق في العلم لذا كان أنسب أن تأتي
• ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) وهذه الجملة هي كما سبق توطئة لما سيأتي بعدها.
♣ ثانياً :◄
قوله تعالى :◄
• ( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء )
سؤال :◄ ما هي فائدة ( ما ) ؟
• هي تحتمل معنيين في اللغة :◄
1 ــ هنا تحتمل أن تكون مصدرية بمعنى •←• (ل ا يحيطون بشيء من علمه إلا بمشيئته )
2 ــ وتحتمل أن تكون اسماًً موصولاً بمعنى •←• ( إلا بالذي شاء )
• وهنا جمع المعنيين •←• يعنى :◄
• لا يحيطون بعلمه إلا بمشيئته وبالذي يشاؤه
• أي •←• بالعلم الذي يريد وبالمقدار الذي يريد.
• المقدار الذي يشاؤه نوعاً وقدراً.
• فمن سواه لا يعلم شيئاً إلا إذا ما أراده الله بمشيئته
• وبما أراده وبالقدر الذي يشاؤه
• والبشر لا يعلمون البديهيات ولا علّموا أنفسهم،
• فهو سبحانه الذي شاء أن يعلّم الناس أنفسهم ووجودهم والبديهيات التي هي أساس كل علم.
• من سواه ما كان ليعلم شيئاً لولا أن أراد الله
• تماماً كما في قوله في سورة طه :◄
• ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا )
• أي •←• بذاته في المعنى.
سؤال :◄ إذاً لماذا ذكر نفي الإحاطة بالذات في سورة طه
ونفى الإحاطة بالعلم في آية الكرسي ؟
1 ــ في سورة طه •←• جاءت الآية تعقيباً على عبادة بني اسرائيل للعجل
وقد صنعوه بأيديهم وأحاطوا به علماً .. والله تعالى لا يحاط به،
لقد عبدوا إلهاً وأحاطوا به علما فناسب أن لا يقول العلم
2 ــ فى آيه الكرسى •←• قال ( ولا يحيطون به علما )
فالسياق جاء في العلم لذا قال تعالى ( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ )
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• تابعوا .. بإذنه تعالى
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )