اختصاصية خليجية : أنصح الزوجة بضرب الزوج في حالات ولا أمانع الزواج الثاني للرجل!
بعد رحلة مع العلم والعمل أسست الدكتورة كريمة العيداني مركزا متخصصا في الاستشارات النفسية والإرشاد، فكفاحها في درب العلم أوصلها إلى مكانة رفيعة، إذ حصلت على شهادة المرحلة الثانوية من إحدى مدارس العين وأنهت دراستها الجامعية ثم ابتعثت إلى مصر لاستكمال دراساتها العليا التي انتهت بحصولها على الدكتوراه بعد 10 سنوات من الجهد المتواصل في محراب العلم. ووضعت علمها وعملها وإرشاداتها في خدمة مجتمعها.
للنجاح ملامح وسمات، وأكثر ما تنطبق هذه السمات على الدكتورة كريمة العيداني أول اختصاصية تحمل درجة الدكتوراه في الصحة النفسية والإرشاد في دولة الإمارات، فحين تتحدث لابد أن تأخذك بحضورها الآسر وعلمها الفياض واتساع أفقها وتحليها بالصبر على الرغم من مرورها ذات فترة بجملة تحديات ومصاعب نظرا لرفض البعض ذهابها إلى البعثة -بحسب ما تقول- مما جعلها تتولى الإنفاق على مصاريف الدراسة لمدة عام كامل، إلى أن تولت الدولة باقي مصروفات الدراسة في السنوات التالية بعدما أثبتت نجاحها وجدوى الدراسة التي تصدت لها».
خبير تربوي
خلال التطرق إلى المصاعب والمشاكل التي عانت منها العيداني أشارت إلى أن أقسى ما واجهته في الحياة، هو الظلم، تقول: «تعرضت للظلم عقب عودتي إلى الإمارات بعد حصولي على الماجستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف في مجال الصحة النفسية والإرشاد النفسي، وبناء عليه تم ترشيحي للعمل على درجة خبير تربوي.
وذلك في العام 2001، لكنني فوجئت بحذف اسمي دون مبرر، واستبدلت بأحد الأشخاص، وذهبت ورقة ترشيحي إلى سلة المهملات، وعلى إثر ذلك قدمت بشكوى إلى المسؤولين، وبالفعل تم توجيه 4 مكاتبات رسمية لوزارة التربية لتعديل وضعي إلى درجة خبير تربوي، لكن لم تتم الاستجابة إلى أي من هذه المخاطبات الرسمية».
طريق النجاح
تسبب هذا الموقف بالألم للعيداني التي تتابع قائلة: «ترك هذا الموقف في نفسي مرارة ولكن إدراكا مني لضرورة الإيمان بالقضاء والقدر وما قسمه الله، تناسيت الموقف وتعاملت مع حياتي بشكل طبيعي، وأخذت أشق طريقي نحو النجاح وتفرغت لدورات الإرشاد النفسي في مركزي».
إثر هذا النجاح، جاءتها عروض كثيرة للعمل في وزارات وهيئات وجهات عدة، منها القضاء، والشرطة، وبعض الجامعات، غير أن مثل هذه الوظائف تختص غالباً بالإدارة وتبعدها عن عملها كأخصائية نفسية.
في هذا الإطار تلفت قائلة «لم أطمح يوما في أن أتولى منصبا كبيرا يتناسب مع علمي وخبرتي التي امتدت ما يزيد على 25 عاما، بل كان هاجسي تقديم العون للناس من خلال علمي وعملي».
صنوف البشر
تشير العيداني إلى أنها من واقع خبراتها الممتزجة بدراستها لعلم النفس استطاعت تقسيم الناس إلى ثلاثة أنواع:
- نوع يمكن مواجهته ومناقشته والتعامل معه بكل صراحة وجرأة.
- نوع علينا أن نصغي إليه فقط، ولا نتخذ أي رد فعل، لأنه لا يريد سوى ذلك.
-نوع إذا رأيته يجب أن تترك له المكان، وتذهب إلى أبعد طريق يجنبك إياه.
أما عن الشخصية التي تفضلها الدكتورة العيداني، فهي الأقرب إلى النوع الأول لأنها تتسم بالصدق والوضوح والصفاء. أما التي لا تفضلها فهي النوع الثالث، وتبعا للمثل الشعبي «كل مر، وأشرب مر، ولكن لا تعاشر المر)، فمعاشرة الإنسان سيئ الطباع أمر صعب على الذات البشرية.
سنّة كونية
تنتقل العيداني إلى تناول مفهوم الصحة النفسية، فتقول: «إن الصحة النفسية لا تعني أن الأفراد يجب أن يكونوا خاليين تماما من الأمراض النفسية، بل تعني قدرة الإنسان على العطاء، والرضا التام عن وضعه الحالي، وكذا وجود ثقة كبيرة في الله ثم في النفس، برغم كل الضغوط والمصاعب التي قد يتعرض لها، لأن تلك ضغوط الحياة ومشاكلها سنة كونية ولا يمكن الفكاك منها».
وتعرّف العيداني الإنسان الصحيح نفسيا بأنه «القادر على التعامل مع أي مشكلة تواجهه، ولا يجعل منها سببا لعرقلة مسيرته في الحياة».
ضرب الزوجة لزوجها
بالتطرق إلى الأمراض النفسية، تشدد العيداني على «ضرورة التوجه إلى الطبيب النفسي، عند الشعور بأي من عرض نفسي ينم عن عدم التوازن في النفسية، لأن الأمراض النفسية إذا ما تم إهمالها، تتطور وتأخذ شكل أمراض عضوية، عديدة مثل :السكر والضغط والقولون، وهو ما يعرف بأمراض «السيكوسوماتيك» التي قد يقع أي منا فريسة لها بسبب ظلم واقع عليه في العمل أو المنزل أو الدراسة».
وفي الحديث عن الأسرة، تقول العيداني: «إن أكثر المشاكل المنزلية أو الأسرية شيوعا، هو سعي الأزواج دائما إلى البحث عن (أخرى) سواء كانت تلك الأخرى زوجة أو صديقة».
وهنا تنصح العيداني الزوجة بضرب الزوج في بعض الحالات التي تستشعر فيها بخطورة تصرفاته على استقرار الأسرة وسلامة بنيانها، وهو ما فعلته إحدى الزوجات بالفعل عندما علمت أن زوجها يزمع بيع منزلهم الذي يعيشون فيه ويذهب إلى إحدى الدول العربية للزواج بامرأة من هناك، هنا وبناء على نصيحة الدكتورة ذهبت تلك الزوجة إلى المكان الذي يجتمع فيه مع أصدقاء السوء الذين أوعزوا له بتلك الفكرة، بعد أن كانت أخبأت خيزرانة في ذلك المكان،
وعندما رأته طلبت أن تختلي به، وحينها قامت بإخراج تلك الخيزرانة وأوسعته ضربا ولكن بالشكل الذي لا يؤدي إلى إصابته، ومن الطبيعي ألا يصدر الزوج توجع أو ألم خوفا من الفضيحة أمام أقرانه. ثم ذهبت الزوجة إثر ذلك إلى بيتها واستنجدت بأهلها وأهله.
عندما علموا بالأمر وبقدر الألم الذي كان سيصيب الأسرة والكارثة المحدقة بهم لو نفذ ما خطط له وباع المنزل وسافر إلى تلك الدولة، ألقوا عليه باللوم وتعهد أمامهم بالمحافظة على بيت الأسرة، بل زاد على ذلك بأن جعل ملكية المنزل مناصفة بينه وبين زوجته.
نصائح مجدية
تدعو العيداني أولي الأمر بتخصيص المنازل الممنوحة للمواطنين لكل أفراد الأسرة وتكون مناصفة بينهم، ولا تكون ملكا للزوج أو الزوجة فقط، فربما اتخذ أحدهم قرارا فرديا ببيع ذلك المنزل، هنا تحل القارعة بالأسرة وتبدأ مشاكل لا نهائية، وتنتهي غالبا بضياع الأسرة وأفرادها.
وتوضح العيداني: «لا أعارض الزواج من ثانية، ولكن شريطة أن يكون ذلك تبعا لظروف معينة، ولا يكون ذلك الزواج سببا في تدمير كيان أسرة. كما أنصح الزوجات وخاصة العاملات منهم، كي يحافظن على بيوتهن وأزواجهن، إدراك أن عملهن لا يعني استقلالهن عن أزواجهن، حتى لو كان هذا الاستقلال مادي، لأن العلاقة بينهما علاقة تكاملية وتبادلية، في كافة الأمور النفسية والمادية، شريطة أن يتم ذلك عن طيب خاطر».
كما توصي العيداني النساء بالعودة إلى سيرة أهل بيت النبوة «عليهن أن يتعلموا من مواقف السيدة خديجة وغيرها من أمهات المؤمنين، فنحن جميعا نعرف ما فعلته السيدة خديجة من أجل الوقوف بجانب زوجها رسول الله (صلى اله عليه وسلم) حتى أنها وهي التي عاشت وربيت على الديباج والحرير توفيت على فراش من صوف الخراف، بعد أن بذلت كل ما تملك في سبيل إنجاح زوجها في الأساس وهو ما انعكس بعد ذلك على نجاح الدعوة الإسلامية وانتشار الدين الإسلامي»
من ايميلي