تناول كيس من البطاطس أم تجرع زجاجة زيت؟
هل يمكنك أن تشرب خمسة لترات من زيت الطهي؟
ربما يصيب مجرد رؤية شخص يشرب زيتا المرء بالغثيان.
لكن هذا هو بالضبط ما يحمله أحدث ملصق التوعية التي أعدتها جمعية القلب البريطانية حيث يحمل الملصق صورة طفلة لا تتجاوز العاشرة من عمرها وهي تتجرع زجاجة كاملة من زيت الطهي الذي يتساقط علي ملابسها، وعلى الملصق عبارة تقول ما يدخل في صنع رقائق البطاطس يدخل إلي جوفك مباشرة.
هذه الدراسة التي أعدتها جمعية القلب البريطانية سببت الصدمة للملايين من البريطانيين.
وقد كشفت الجمعية الخيرية التي ترعي أبحاث أمراض القلب عن هذه الدراسة في إطار الحملة دعاية تهدف إلي التوعية بمخاطر التناول المكثف لرقائق البطاطس الشيبسي.
ويقول الدكتور إبراهيم إسماعيل اختصاصي التغذية والتثقيف الغذائي إن محتوى أكياس البطاطس المقلية له عواقب صحية وخيمة علي المدى الطويل.
فهي من جانب تحتوي علي كميات من النشا الموجود في البطاطس ولكن الأخطر من ذلك هي الزيوت التي تستخدم في القلي في درجات حرارة عالية فهي تحتوي علي كميات كبيرة من الدهون المشبعة والتي تترسب في الأوعية الدموية وتتسبب في أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب.
هذا إلي جانب كميات الملح والمواد الحافظة التي لها تأثير سلبي علي الصحة العامة.
وتشير الإحصائيات إلي أن أكثر من نصف الأطفال البريطانيين اعتادوا علي تناول كيس من رقائق البطاطس كل يوم كما أن واحد بين كل خمسة أطفال يتناولون أثنين أو أكثر من أكياس الشيبسى كل يوم وهو ما تقدر الجمعية أنه يعادل تجرع تسعة ليترات من الزيت كل عام.
ولا يعتقد الدكتور إسماعيل أن الأمر ينطوي علي مبالغة. فرقائق البطاطس حتى تأخذ الشكل والطعم المطلوب يجب أن تحتوي علي كميات كبيرة من الزيوت التي غالبا ما تتحول إلي دهون مشبعة حتى درجة حرارة القلي العالية.
تأتي الدراسة الأخيرة في إطار حملة تقوم بها الجمعية البريطانية لتعريف العامة بكميات الملح والدهون والسكريات الموجودة في العديد من أنواع الطعام المختلفة ولكن بشكل غير ظاهر للعيان.
وتقول الجمعية إنها ترغب في أن تظهر حقيقة المواد الموجودة في هذه النوعية من الأطعمة كي تساعد الأطفال والآباء علي الاختيار السليم و الصحي لما يتناولونه.