Albakka Mohammad .
الدكتور عبد الهادي التَّـازي - عضو الأكاديمية الملكيــة المغــربية .
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي
عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
وري الثَّرى، عصر يوم أمس (الجمعة) في ضريـــح أبي بكر بن العربي في فاس، جثمان الراحل الكريم الدكتور عبد الهادي التازي، الذي وافته المنية يوم الخميس في الرباط عن عمر يناهز 94 سنة.. ويعد الفقيد أحد أعمدة الثقافة، والفكر المغربي،والعربي، وبرحيله خسر المغرب أحد أعلامه الكبار في المجال العلمي، والتاريخي، والدبلوماسي، بعد أن عـُـــرف الفقيد بأعماله البحثيــة والعلمية، ومهامه الدبلوماسية والرسمية،وبوطنيته الصادقة، وبدفاعه عن ثوابت الأمة العربية، ووقوفه إلى جانب قيم وأخلاق هذه الأمة ،والتي جسدها في ذخيرة علمية من المؤلفات التي تجاوزت الـ50 عنواناُ أغنت المكتبة العربية، والثقافة الإسلامية، ناهيك عن حضوره البارز، والمشهود في مختلف مجالات الفكر والثقافة،والذي استطاع من خلاله أن يحفر لنفسه مكانة علمية مرموقة في مختلف الدول العربية ،والإسلامية.
* في عام 1980 عُقد في بغداد( مؤتمر وزراء الثقافة العرب) حضره الدكتور التازي (رحمه الله) ممثلاً لبلده المغرب، إذ كان يشغل حينها منصب وكيل وزارة الثقافة المغربية،بعد أن شغل قبلها (سفير المغرب في إيران)، ولعلاقة خاصة جمعت الراحل الكريم بالأخ والصديق الشاعر حميد سعيد أيام كان الأخ حميد سعيد (المستشار الصحفي ) في السفارة العراقية في الرباط، أراد الأخ حميد تكريمه بلقاء تلفازي خاص لأنه كان يشغل منصب مديـــر عام دائرة الإذاعة والتلفزيون،وقد تم تكليفي بإجراء هذا اللقاء في حلقة خاصة في برنامج:
(حوار في الثقافة) الذي يستغرق ساعة كاملة،ولعل سبب هذا اختيار إن الفقيد التازي قد شغل منصب سفير المغرب في بغداد ،وتوثقت علاقته بأدباء ومثقفي العراق،وكان في مقدمتهم المرحوم د. مصصطفى جواد،ولأني كنت من الدارسين للمرحوم مصطفى جواد في رسالتي لشهادة الماجستير ، أراد الأخ حميد استذكار هذه العلاقة،وتكريم الرجلين في آن واحد. وقد كان لهذا اللقاء أثره في توثيق عرى الصداقة بيننا بعد أن أوفدت للعمل أستاذا في الجامعات المغربية (1984- 1988)،فقد لمست منه كل عناية وترحيب،ومدّ يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من العراقيين، إذ كان يطيب له أن يسمي نفسه (سفير العراقيين المغربي)
رحم الله فقيدنا الذي ولد في15 يونيو- حزيران 1921، وحاز على إجازة من جامعة القرويين سنة 1947م، ومن جامعة محمد الخامس، وحصل على دبلوم الدراسات العليا ثم دكتوراه الدولة من جامعة الإسكندرية حيث كان موضوع الأطروحة عـن (جامعة القرويين).
تقلد الدكتور التازي في حياته بعدد من الأوسمة منها: وسام العرش في المغرب سنة 1963، وبالحمالة الكبرى للاستقلال في ليبيا سنة 1968، ووسام الرافدين في العراق سنة 1972، وبقلادة الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة في المغرب سنة 1976 وبالميدالية الذهبية للأكاديمية سنة 1982." إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ".