ارات أيام حكم الشيخ زايد لإلقاء عدة محاضرات وحضور بعض الفعاليات، فاشترط عليهم أن يحجزوا له في الطائرة في الدرجة الاقتصادية (العادية)!!
فقالوا له: ولكننا نحجز لكل الضيوف في مقاعد رجال الأعمال!!
أبى الرجل ذلك، وزاد أن طلب منهم ألا يحجزوا له في فندق، فقد كان من عادته أن يحل ضيفًا على بيت أحد تلاميذه!!
ظل الأستاذ الجندي يتجول في محاضرات هنا وهناك، وعلمت الإذاعة والتلفزيون أنه موجود فسجلوا معه عددا قياسيا من الحلقات، وجاء وقت السفر فجهزوا له مبلغا طائلا حصيلة المحاضرات والحلقات فأبى الرجل أن يأخذ منها درهمًا واحدًا..وقال إنه متبرع بها لهذه الجهات (الجمعيات والإذاعة والتلفزيون)..
عبثًا حاول تلاميذه ومحبوه أن يقنعوه بأخذ المبلغ أو نصفه أو ثلثه ولكنه أبى!!
يقول من شهد الواقعة: لأول مرة أحسست بالعزة والفخار على مدى حياتي الطويلة.. فقد أطال الرجل أعناقنا!!
ويحكي الصديق الإعلامي د.محمود خليل أن الأستاذ الجندي -رحمه الله- لم يكن يتقاضى مليما عن كتبه؛ بل كان يجعلها مشاعًا لكل دور النشر التي تريد طباعتها دون حقوق حتى يستفيد منها الناس!!
لقد عاش الرجل عيشة الزاهدين في شقة متواضعة تحيط بها الكتب من كل مكان حتى وافاه الأجل المحتوم في أحضانها..
فسلام على الأستاذ أنو الجندي في الآخرين!!
ولا عزاء لمن اشتروا الدنيا وباعوا الدين!!
Likeعن الاستاذ عبد لله راتب النفاخ