السلام عليكم
نطل عليكم بموضوع حساس وعصري تطلبه زمن يتصاعد بمشاكله ومتطلباته ومصاعبه الجمة,و التي تتراكم كل يوم حتى تصبح حجر عثرة في وجه الجميع ووجه شبان وفتيات يمضي العمر بهم بلا وصول للغاية المنشودة والأمل المعقود..
فمن مصاعب التربية ,لمصاعب الدراسة لمصاعب العمل,لمصاعب الذرية ولمصاعب الإمساك على النفس دون فسادها ,
لمشكلة الوصول لجسور تفاهم بين كل الأطراف التي تهمنا ,وقد بات الانسجام بين البشر من الأمور التي تتصاعد بصعوباتها يوما بعد يوم ..ونفوس مركبة متراكبة...
باتت من الأمور التي جعلت تفاهم الطرفين سواء الأهل أو العروسين أمر غاية في الأهمية, وسط حياة اجتماعية فوق توقعاتنا...تكرس التباعد قبل الاندماج..
طالعتني صديقتي وهي في مغامراتها اليومية لتبحث عن عروس لابنها تقول بصدق وعفوية:
-اتصلت بالوالدة لأجل ذلك وسألت عن دراسة الفتاة , عن مواهبها اهتماماتها ,عن روحها الاجتماعية وحجابها وطريقة حياتها...
كان الجواب بالإيجاب مع دهشة واضحة ,ذلك لأن السؤال المعروف بات هكذا:
-مالون العينين؟ ما مقاس الطول ؟ هل هي محجبة أم ..؟هل هي غنية؟
تتغير المقاييس ويبقى "اظفر بذات الدين تربت يداك "المقياس الأول...الذي يعود له كل من تزوج غالبا...
فالأخلاق هي المقياس الحقيقي بصدق...
و الذي يطمئن الجميع من أن نظام المنزل سوف يكون نموذجيا مثاليا بقدر الإمكان وما خفي من طباع يظهر رويدا رويدا
وعلينا الصبر والتأقلم...
المشاكل المادية ما زالت قائمة لكن ظهرت على السطح أمور اخرى جديدة جعلت من يملك عقيدة هشة ينزاح عن جادة الصواب...
فالأمور مستجدة تظهر لنا بين الحين والحين ..ويجب أن نتهيأ لها...
يتعارف الناس في عصرنا عبر قنوات تقنية متنوعة وجديدة ,بحيث جعلت الأمور أوسع من التخيل و أكبر من التبحر بالتأويل....وأبعد من تفكيرنا الخاص.
تصدمنا المستجدات وتفاجئنا ... تبعدنا وتقربنا..وتظهر الدنيا بصورة جديدة مخيفة..
قلت لها:
-لمست زوايا بعيدة عن توقعي..وعلاقات خارج نطاق تخيلي..
والأمور قد خرجت من يدي الأهل..ودخلت في جراب خط متعرج...
ويبقى أمر انشراح النفس.. أو عكس ذلك في أمور الزواج فيها نظر و سر إلهي...
فما تفسيرة الروحاني ؟
ربما حديث:تَخَيَّروا لِنُطَفِكُم/ لا أصل له..
وربما حديث: حجُّوا تستغْنوا ، وسافِروا تَصِحُّوا ، وتناكَحوا تَكْثُروا ؛ فإِنَّي مُبَاهٍ بِكُمُ الأمَمَ/ ضعيف..
وربما : حديث: تزوجوا في الحجر الصالح فإن العرق دساس /غير محفوظ
لكن الأمر جدا لافت...فلنحرص على ما نربي...ونحسن لذلك..
هو زواج هو مؤسسة ..هو مشروع العمر لا مساومة ولا اتفاقيات خارج نطاق القناعة والمنطق والدين وإلا بات فيه شيطان يبول فيه ويولغ..
..لكن لنفسنا عليها حقا...
نستخير..ننشرح ننقبض..ولها حكمة بالغة لا يعلمها إلا المؤمن...
أولادنا قطعة منا من كبدنا لحمنا و دمنا تربيتنا رسالتنا زرعنا ومحصولنا......نهديها لله قبل أن نهديها لطرف ثان...
نكتفي بهذا في زمن باتت العقبات أكبر من الميسرات..
فلندقق بالتربية قبل أن نقيم الآخر...وقبل أن نقيم أي شيئ..
ويبقى رسولنا الكريم قدوة ومعلما.
الخميس 10-1-2013