بسم الله الرحمن الرحيم
الزواج الالكتروني
كنت قد تحدثت سابقا عن موضوع الجنس الالكتروني وبينت
المضار النفسية والعضوية له وقد ثبت ماتوقعته
وما أخبرت عنه وذلك من خلال الرسائل التي انهالت علي من أناس مبتلين بهذا الإدمان الخطير وهم يتحدثون
بألم يعتصر قلوبهم ويريدون الخلاص وكانت الرسائل اًغلبها من فتيات بعمر الورود
وتأكد لي ظهور أمراض عضوية من خلال أسئلتي لهم وهذا ماكنت توقعته
في صلب موضوعي الذي تكلمت عنه وكان الشباب منهم قد أصيب فعلا بالتهاب البروستاتا
والفتيات بتشنجات في الجهاز التناسلي وانهيار في الأعصاب وكآبة
والآن جاء الدور لأتحدث عن أمر ربما أشد فتكا وخطراً على الفرد والمجتمع وهو الزواج الالكتروني
أصبح أيضاً هذا المصطلح يدخل حياتنا الثقافية والاجتماعية بقوة
فأصبحت له مواقع كثيرة على النت ومواقع وبرامج على كثير من الفضائيات العربية
في الحقيقة تابعت تلك البرامج باهتمام وكذلك المواقع وأنا أدون الكثير من الملاحظات
ووجدت أيضاً سهولة كبيرة بان تتعرف على أي فتاة تريد ربما يكون الأمر من باب التسلية وربما يكون من باب التجربة أو الجدية بالأمر
دعوني أولاً أن أناقش الجانب النفسي في هذا الموضوع إن هذا الجانب الذي أغفله الكثير من الباحثين أو القائمين على الترويج لهذا الزواج حيث الطبيعة البشرية دائما تتعطش إلى معرفة المجهول
كما يقال أريد أن اعرف الأمر الفلاني لالشيء إنما كفضول في المعرفة وهو يتعب نفسه كثيرا ماديا ومعنويا في سبيل تلك المعرفة هذا الجانب متوفر بالمطلق في هذا النوع من الزواج الالكتروني
فترى الشاب يهرب من بلده بأفكاره إلى بلد آخر يبحث عن زوجة
وكأن بلده قد خلى تماماً من الفتيات
إن الجانب الاجتماعي
لهذا الموضوع شكل حدوث خلل في التوازن الاجتماعي بين الذكور والإناث والسبب أن جيل الشباب يتمرد بأفكاره فيهرب بها إلى ذلك الزواج البعيد
عن مجتمعه فيترك خلفه مايحدث من خلل واضح في زيادة العنوسة لدى الفتيات واضطرار كثير منهن إلى زواج غير متكافئ إما دخولهن عالم التعدد أو وقوعهن في براثن أشخاص همهم تحقيق رغباتهم الجنسية
حتى إذا أشبع غريزيته حدث الطلاق
طبعاً أنا هنا وضعت الضحية الفتاة وهي الحقيقة لاًن هذا النوع من الزواج ضحيته دائما الفتاة سواء تم أم لم يتم
لأني بعد ذلك سوف ادخل إلى عمق المشكلة الأخرى من هذا النوع من الزواج الفاشل
دعوني أولاً أتحدث عن اللازواج الالكتروني
الذي يحدث باسم الزواج فيحدث التعارف وتبدأ خطوات الزواج الوهمي بين الفتاة والشاب كل يشرح هدفه في هذه الدنيا من هذا الزواج فيسطرون أحلامهم على ورق النت المبذول في الهواء المجاني
والمآرب الحقيقية مدفونة تحت السطور
تشبه الحبر السري في الكتابة لاتظهر سطوره إلا بعد فوات الأوان فيحدث التعارف وربما يحدث اللقاء وريما يحدث الهدف أو جزء منه وبعدها تطير الأحلام في الهواء كما بدأت
وما فائدة الندم ولمن الشكوى من الظلم فلا قضاء يسيطر على القضية وأحياناً تكتفي الفتاة بالصمت للحفاظ على نفسها من انتشار الخديعة بين الناس فتصبح أكثر
من ضحية بل تعلق وتباع بالمزاد للناس
والأمر الآخر حصول الزواج وربما هو الأخطر من الأول
فعندما تبدأ الأحلام حقيقة وتبدأ السطور التي دونت بأحرف من ذهب في الهواء تنزل على ارض الواقع وقد ذهب اللمعان منها وبان معدنها الحقيقي وتصدأت
وكل منهم يحمل الآخر مسؤولية بداية الفشل
فيبدأ الشك يغزي فكر الشاب الذي يحاول أن يفهم كم شخص من قبله تم الاتفاق
مع زوجته على الزواج المعلن على صفحات النت وهل تم اتفاق أو لقاء ويبدأ الشك يأكل قلبه بعدما أكل عقله فيعيش أيام أو شهور من السبات الفكري وعندما يصحو يذهب مسرعاً
وبيده ورقة الفراق إلى الزوجة الالكترونية التي تحملها بيدها وقد أصبحت جزء من تاريخها لايمكن أن يمحى من سيرة مستقبلها
أما الرجل مغفور له فوراً وتصبح جزء من احد ذكرياته إن شاء حدث به وان شاء أغلقها ولا يستطيع أحد أن يلومه بهذا التاريخ
وحتى اللوم لايعرقل مسيرة حياته المستقبلية فهو سيتزوج بسهولة من فتاة هو من يختارها
هذا واقع الشباب العربي الذي يعيشه في جميع المجتمعات العربية سواء كانت خاطئة أو صائبة أما الضحية التي بيعت وهضم سمعتها
الناس لن تكون إلا عانس بغير فرصة
زواج وان حدث أن تزوجت فهي بعيدة عن حرية الاختيار وقد يكون اختيارها الوحيد أن تبقى حبيسة أفكار مجتمعها
وهناك الأمر الثالث
التسالي وضياع الوقت التي تجعل من الشباب والفتيات عرضة لتشكل أمراض نفسية ترافقهم مدى الحياة فيتشكل عندهم بما يسمى المراوغة واللف العقيم حول موضوع
شرعه الله ورسم طريقه باليسر والسهولة والفتاة التي يكون هدفها الزواج سيأتيها وهي في بيتها ولا اقصد
البيت أن تكون سجينة في جدرانه وعبارة عن دمية تنتظر من يشتريها
بل هي امرأة تمارس دورها الاجتماعي والثقافي الصحيح في الحياة وفق الاستقامة التي نعرفها من خلال تعاليم ديننا عندها يحصل الزواج المتكافئ والسعيد والمتمثل بالزواج الواقعي بعيدا عن زواج العولمة الدخيل على أفكارنا والذي تهاوى وانتحرت أفكاره من عقمها
فاتقوا الله أيها الشباب واتقوا الله يامن تقومون على مواقع لتكسبوا قليلا من الدراهم فتحطمون أسر
بل ومجتمع اتقوا الله في أنفسكم أولاً لاتظنوا أن المتفرج
دائماً يبقى متفرج
فيأتي عليه يوماً يقع في دائرة مكره حيث
لايحيق المكر السيئ إلا بأهله